نحن نقترب من خمسين يوما منذ اختفى البرلماني والسياسي الشاب الدكتور مصطفى النجار؛ حين هاتف زوجته للمرة الأخيرة في الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر، ليخبرها بأنه سيقضي عدة أيام في أسوان. وما زالت سلطات النظام المصري تصر إصرارا كاملا على إنكار وجوده في قبضتها
لا بد أن يعرف المرء نفسه، وأن يعرف أنه مستهدف، وأنه بالنسبة لهؤلاء السفاحين مجرد نقطة في معركة طويلة... ولا بد لكل من قرر مواجهة تلك الأنظمة الإرهابية أن يتذكر أن هؤلاء السفاحين لا يتورعون عن فعل أي شيء
سيظن بعض أبنائنا الشباب بعد جريمة اغتيال خاشقجي أن مقاومة تلك الأنظمة لا يمكن أن تنجح إلا بالعنف، والحقيقة أن مقاومة إرهاب أنظمة الغلمان التي تغتال الاعتدال تكون بمزيد من الاعتدال، فالظلام لا يقتله الظلام، بل يقتله النور... ولا شيء غير النور!
مع مرور الوقت اتضحت الصورة أكثر، واتضح أن جميع مجالات الحياة ليست سوى وجه من وجوه السياسة، والرياضة، والغناء، والرسم، والتمثيل، والتجارة، والصناعة... كل هؤلاء مربوطون بحبل سري بأجهزة المخابرات، وغالبية من يتفوقون في هذه المجالات مرضي عنهم بشكل من الأشكال
لا حل للخلاص من هذا السفاح سوى توحيد فصائل الثورة، واستجابة عقلاء مؤسسات الدولة أيضا؛ لأن لحظة التخلص من هذا السكيوباتي قريبة، وسيكون من المؤسف حينها أن تكون المعارضة خارج إطار الفعل، وأن يترك الفعل للقوى الخارجية، وللعملاء المزروعين بكل مكان داخل أجهزة الدولة بفضل المخلوع مبارك، وبفضل العميل "سيسي"
لو قامت هذه الحملة بشكل مدروس، سيتراجع القراصنة عن قراراتهم، وإذا لم يتراجعوا فسوف يدفعون أثمانا فادحة، أقلها إغلاق باب الاستثمار الأجنبي في مصر، أما أفدحها فهو إهدار الأحكام القضائية المصرية أمام العالم كله، وهو أمر لو تعلمون عظيم
لقد تمنت قطاعات كبيرة من المصريين أن يتفاعل السياسيون مع هذه المبادرة، أو أن يطلقوا مبادرة أخرى، أو أن يتفق الشركاء المتشاكسون على كلمة سواء تخلص البلاد مما هي فيه..