لم يكن عبد العزيز المقالح مجرّد شاعر متميّز أنجبته اليمن العظيمة، بل كان أيضاً قصيدة رائعة من عيون شعرنا العربي، ولم يكن مجرّد صاحب موقف قومي واضح من كافة القضايا المطروحة، بل كان موقف الأمّة بأسرها يلخصه بكلمة أو إشارة أو بعبارة.
كان يوم العاشر من رمضان (6 أكتوبر 1973) يوماً تاريخياً في حياة أمّتنا العربية لن تزيل آثاره كل ما أصابنا بعده من خيبات ونكسات وحروب وفتن وتطبيع ومعاهدات استسلام، لأنه كان يوماً أدرك فيه العرب، ومعهم العالم بأسره، جملة معانٍ..
فوز اليساري الشاب غابريال بوريك في الانتخابات الرئاسية في التشيلي جاء ليتوج سلسلة انتصارات يحققها اليسار في العديد من بلدان أميركا اللاتينية بانتظار الفوز المرتقب للولا دا سيلفا في البرازيل كبرى دول أميركا اللاتينية وإحدى ركائز مجموعة «بريكس»..
بات أكثر وضوحاً الارتباط بين المشروع الصهيو ـ استعماري وبين تجزئة الأمة الى أقطار، والأقطار إلى كانتونات، مذكّراً بتلازم زمن "وعد بلفور" بزمن "سايكس بيكو" ، حين دعا "الوعد" الى إقامة حاجز يفصل مشرق الأمّة عن مغربها، ومصر عن بلاد الشام،
الشهداء الخمسة الذين ارتقوا في مواجهة مسلحة مع العدو في منطقتي القدس وجنين، جدّدوا بالدم ملاحم شهدتها المدينتان المجبولة أرضهما بالقداسة والشهادة، وأكدّوا أن سيف القدس ما زال مشرعا، وأن الضوء مازال يتلألأ في نهاية "نفق الحرية" بعد أن أشعله الأبطال الستة قبل أيام..
هل يستفيد أبناء أمتنا، وأحرار العالم من هذه العبر، في تغليب الاعتبارات الرئيسية على الحسابات الصغيرة والحساسيات العابرة.. وأن يدركوا أن أمتنا ما اتحدّت يوما إلا وانتصرت وما تفرّقت يوماً وتناحرت إلاّ وانهزمت؟
لقد باتت قضية الأسرى والمفقودين الفلسطينيين والعرب في السجون المعروفة و"السرية"، ومعها قضية "مقابر الأرقام"، أحد عناوين القضية الفلسطينية، تماماً كما الاغتيالات والاحتلال والتمييز العنصري والحصار والاستيطان الاستعماري والتهويد وتدنيس المقدسات..
خطاب التحريض العلني أو الضمني على الإخوة الفلسطينيين والسوريين، كما خطاب التحريض الطائفي والمذهبي ضد هذا المكوّن اللبناني أو ذاك، ليس مرفوضاً لأسباب وطنية وقومية وأخلاقية وإنسانية فحسب، بل هو مرفوض لأسباب تتصل بالاستقرار اللبناني..