يصعبُ الفصل بين الأجزاء التي تتكامل لتؤدِّي، في النهاية، عملاً واحداً. لكنْ في حدود القدرة على الفصل، يجوز ترميز أطراف المحنة اللبنانيّة على النحو التالي: المصرف أكثر ما يمثّل النهب، و«حزب الله» أكثر ما يمثّل الاحتياط القمعيّ، وجبران باسيل والتيّار العوني أكثر من يمثّل السياسة والقيم الرديئة.
والحال
الرئيس السوري بشار الأسد هو اليوم منتصر - مهزوم. انهزم بقواه لكنه انتصر بقوى غيره. معنى ذلك أن سلطته، فضلاً عن فقدانها الشرعية، فقدت بذاتها القدرة على البقاء، لكنها وجدت في إيران وروسيا الطرف الذي يجعل الصناعي طبيعياً، ويفرض الخارجي داخلياً.
في الأسابيع الثلاثة الماضية هزّ لبنان حدث تاريخيّ، ولا يزال: قطاعات عريضة من السكّان، لا سيّما منهم الشبيبة والنساء، تعلن العزم على بناء مشروع تأسيسيّ للوطن وتباشر ذاك البناء..
الربط بين ثورتي العراق ولبنان وبين المؤامرات والأوضاع الإقليميّة ربط فاسد. هذا ما تقوله أوضاع داخليّة مُلحّة في البلدين، وآراء ومواقف وأعمال تواكب هذه الأوضاع وتصفها. لكنّ الربط الفاسد هو ما ينبع من وعي فاسد، وعي تآمري ممزوج برغبة عميقة في استخدام البلدين وأحداثهما في النزاعات الإقليميّة.
في الحالتي
ويبقى تعبير لفتَ كثيرين: «الدول الرجعية»، الذي يوحي بأن إيران دولة «تقدمية». هذا ما يعرف خامنئي أكثر من سواه أنه محض كلام خرافي، لكنه بالتأكيد يعلن حسده للتقدمية الجديدة، السلمية والشبابية، التي أبدتها الساحات العربية، فذاك القديم نفسه ينوي إعادة الاستحواذ على جملة من المعاني والمصطلحات التي تتصدرها
حقيقة مخيفة غالباً ما تواجهنا بالمفرّق لكنْ ليس بالجملة: الشعبويّة القوميّة تحكم اليوم البلدان التالية: الصين (1.4 مليار نسمة) الهند (1.3 مليار) اليابان (126 مليوناً) روسيا (145 مليوناً) الولايات المتّحدة (327 مليوناً) البرازيل (210 ملايين) الفلبين (108 ملايين) إندونيسيا (264 مليوناً) تركيّا (80 ملي
يصعب ردّ التوتّر الذي ضرب لبنان مؤخّراً إلى عامل واحد وطرف وحيد. يصعب ردّه إلى شعور فئة بالحصار أو رغبة فئة بالتسلّط في معزل عن الخلفيّة المشتركة بين الحالتين.
بالطبع، ما من عاقل يمكنه الجزم بأنّ الإسرائيليّين سوف يضربون. لكنْ ما من عاقل يستطيع الجزم بأنّهم لن يضربوا. والحال أنّ من يتوقّعون ضربة موجعة لا يُعدَمون الحجج: فهناك اليوم حملة متّصلة أميركيّة – إسرائيليّة على إيران كانت الأمم المتّحدة، قبل أيّام، أحد مسارحها الكثيرة.
من موقع روسيّا الجديد في سوريّا يتمدّد الوعي الروسيّ إلى لبنان. إنّه وعي لا يملك أشكالا تنظيميّة محدّدة، لكنّه يخاطب أشكالا كثيرة من الوعي ومن التنظيم. فسلحفاة موسكو الدؤوب والمواظبة، تستفيد إلى أقصى الحدود من نوم أرنب واشنطن التافه. إنّها تملأ الفراغات بالعمل والجدّ تاركة للمنافس السابق أوهامه وهذ
على الطريق المفضي إلى سقوط النظام الإيرانيّ، كاحتمال بارز، قد يداهمنا إرهاب يكون للبنان نصيب مؤكّد منه. لغة التهديد بمنع تصدير النفط من المنطقة توحي بالوجهة هذه. وإذا صحّ خبر الشبكة المتّهمة باغتيال معارضين إيرانيّين في الخارج، فإنّه يقطع بالأمر نفسه.
629 لاجئاً ولاجئة، أغلبهم من أفريقيا، كانوا مُهدّدين بالغرق في مياه البحر المتوسّط. في عدادهم أطفال ونساء حوامل كثيرون. ثلاثة زوارق أنقذتهم وحملتهم إلى إيطاليا (ومالطا) التي رفضت إدخالهم. إسبانيا قبلتْهم، ووعدت بتأمين عناية صحّيّة مجّانيّة لهم، على أن تدرس أوضاعهم، فرداً فرداً، في وقت لاحق.
ليلة الذكرى الـ51 لـ"نكسة" 67، غيّب الموت أحمد سعيد، الإذاعي الذي لعب الدور الأكبر في تأسيس "صوت العرب"- الذراع الإعلاميّة الضاربة للناصرية ولتأثيرها الصاعق في العالم العربي..
اليوم، يذكرنا انتخاب بري مجددا وعودة "رموز الوصاية" بمدى نجاح حرب المخيمات في إخضاع الفلسطينيين، وبتوطد نظام هو، على رغم كل تقلّباته، لا صلة له بفلسطين.
مع إيران الخمينيّة وإسرائيل الليكوديّة، لا نواجه نظامين سيّئين فحسب، بل نواجه مشروعي هندسة اجتماعيّة وديموغرافيّة. وهذا، بطبيعة الحال، يتعدّى الخلاف السياسيّ معهما، أو الاعتراض السياسيّ عليهما. فالنظامان المعنيّان شوفينيّان في حدّهما الأدنى، عنصريّان في حدّهما الأقصى.
ليس سلاح «حزب الله» ما يسخّف الانتخابات ويلغي معناها. في 2005 و2009، وفي ظلّ هذا السلاح، أجريت انتخابات. وليست الطائفيّة ونظامها ما يجعلان الانتخابات مسخا. فكلّ انتخابات في التاريخ اللبنانيّ الحديث أجريت في ظلّ الطائفيّة ونظامها. بعضها أعطى نتائج معقولة ومفيدة.