كتب عبدالوهاب الأفندي: يتوقف المرء مليا عندما يسمع مسؤولا سوريا يعلق على مجازر دوما التي راح ضحيتها المئات مطلع الأسبوع الماضي زاعما بأنها لم تقع أساسا.
تكشف المآسي التي تواجهها دول المنطقة من صراعات داخلية وقمع وتردي في كل أحوال المجتمع، خاصة في وادي النيل ودول الاحتراب الأخرى، مثل سوريا والعراق، عن ملامح مشتركة أهم مميزاتها تراجع الدولة والتنظيم السياسي معا لصالح العصابة.
لنفترض جدلا صحة ما ذهب إليه بعض متطرفي أكراد تركيا من أن حكومة أردوغان هي التي تواطأت وحرضت داعش على قتل مواطنيها، الذين تسمح لهم في الوقت ذاته بكامل الحرية لشتمها وإهانتها والترشح ضدها، بل وكذلك لحمل السلاح وتكوين الجيوش وشن الحروب في الدول المجاورة.
في مطلع هذا الأسبوع، حذر مرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي من أن إبرام الاتفاق الإيراني مع الغرب حول مشروع إيران النووي لن يعني التخلي عن معاداة الولايات المتحدة.
ليس هناك خلاف على أن اليمن أصبح كارثة إنسانية مجسمة، ليس فقط بسبب الحصار وشح الضروريات، بل كذلك بسبب العدوان المستمر على المدنيين. ويعود هذا أساسا إلى استراتيجية تحالف المؤامرة الانقلابية في تعويق وصول وانسياب الإمدادات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، ومضاعفة نكبة المدنيين بقصفهم وترويعهم.
(1) كتبت على هذه الصفحات قبل أكثر من عام أحذر بأن «صوملة مصر» لم تعد خطرا محتملا، بل أصبحت واقعا ماثلا، وليس فقط في سيناء التي تعتبر الصومال بالنسبة لها دولة مستقرة. فقد تفجرت الصراعات القبلية في أسوان، وأصبحت الإسماعيلية والسويس، بل وبعض أحياء القاهرة، ساحة حرب مفتوحة.
كتب عبدالوهاب الأفندي: في هذه الأيام الرمضانية المباركة التي اتخذها بعض من انتسب للإسلام موسما للإثم والعدوان ومعصية الله ورسوله بتقتيل الأبرياء، قد يحسن الرجوع إلى أصول الدين ومنابعه الصافية، حتى تستبين سبيل المؤمنين.
تساءلنا في السابق عن أسباب فشل سياسات استئصال الإسلاميين والتيارات السياسية الدينية، وتناسب قوة الحركات الإسلامية طردياً مع شدة الحملات التي نظمت لقمع هذه التيارات. فالدول الرائدة في التصدي للإسلام، وعلى رأسها تركيا وإيران ومصر وسوريا وتونس، هي التي تشهد اليوم أكثر الحركات الإسلامية تجذراً وشعبية.
في الشهر الماضي، قمت برحلتي السنوية إلى جامعة ادنبره للمشاركة في اجتماعات مجلس أمناء أحد مراكزها. ولأن هذه أول زيارة لي إلى حاضرة اسكتلندا بعد الأحداث التي هزت ذلك الإقليم ومعه بريطانيا خلال استفتاء العام الماضي وانتخابات هذا العام، حرصت على استقصاء كل آراء من التقيت بهم حول تلك الأحداث وتوابعها.
كتب عبدالوهاب الأفندي: (1) منذ عقود، والخطاب السياسي العربي يشهد انحطاطاً متزايداً على وقع الدعاية الشعبوية لأنظمة وجماعات سياسية بدأت برفع شعارات التحرر وكرامة الشعوب والنهضة، قبل أن تنتكس أسفل سافلين. فقد دفعت الانهيارات المتلاحقة.
يروي الرواة حوارا دار بين الخليفة الصالح عمر بن عبدالعزيز وابنه «الراديكالي» عبدالملك، الذي طفق يستحثه لمواجهة عشيرته من بني أمية بالحسم والتعجيل برد الحقوق منهم. فأجاب عمر قائلا: «أخشى أن يستعينوا علي بمن أطلب هذا الحق لهم!»
رغم كثرة الاتهامات لحكومات السودان ـوحتى شعبه- باستهداف الأقليات على أساس عرقي، فإن السودان المركزي ظل فريدا في بعده عما شهدته بلدان أفريقية وعربية أخرى من تناحر عرقي، ما عدا استثناءات سنعرض لها تؤكد القاعدة.
تناولنا الأسبوع الماضي مسألة الهوية المصرية لحركة الإخوان المسلمين، وهو أمر لم يكن يحتاج لكثير تنويه لولا مزيج من التناسي ومساعي تجاوز نحو العالمية ظن البعض أنها نجحت. فكل حركة هي بنت بيئتها، وما كان لحركة الإخوان أن تنجح لولا أنها تبنت قضايا تهم الشعب المصري. وقد تأثرت كل حركة إحياء إسلامي بالبيئة