هل تغيرنا فعلاً، نحن العرب، بعد أن ثرنا على الطواغيت؟ هل ثرنا فعلاً كي نتغير؟ هل يمكن أن نتغير بمجرد الإطاحة بمن كانوا يحكموننا؟ أم إننا نسخة طبق الأصل عنهم، وبالتالي سنستنسخهم مرات ومرات بدل انتاج ثقافة جديدة؟ ما هو المدى الزمني الذي نحتاجه كي نتحرر فعلاً من الثقافة القديمة، التي زرعها في عقولنا وق
ليس هناك إنسان بكامل عقله يمكن أن يشكك في مشروعية الثورات العربية، فهي ثورات مستحقة ومطلوبة منذ زمن طويل لتخليص العالم العربي مما لحق بشعوبه من ظلم وطغيان وقهر وقمع. لكن الوقائع تثبت لنا يوماً بعد يوم في كل بلدان الربيع العربي بأن منطقتنا ما زالت في واقع الأمر تتعرض لمحاولات استعمارية تخريبية عن بعد
ليس هناك أدنى شك بأن وسائل الإعلام الحديثة كالفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً تاريخياً في تحريك الشعوب واستنهاض هممها وتحريضها على الطواغيت والطغيان، ولو لم تلعب وسائل الإعلام هذا الدور، فهي ستكون متواطئة مع الطغاة.
عندما تسمع أبواق الديكتاتوريات العربية الآفلة وهي تتوعد بإعادة الشعوب إلى حظيرة الطاعة بالقبضتين الأمنية والعسكرية، لا شك أنك ستقلب على ظهرك من شدة الضحك لتفاهة هذه التصريحات وسذاجتها ونكرانها للتحولات التي يشهدها الإنسان العربي عموماً والسوري خصوصاً. وكل من يعتقد في سوريا وبقية العالم العربي أن طرق
إما أن القوى الكبرى ساذجة، أو أنها تحاول إعطاء مزيد من الوقت للنظام السوري كي يستعيد زمام المبادرة، وينتصر على خصومه، حتى لو كلف ذلك تدمير سوريا وتهجير أغلب سكانها.
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى حكيم .. مشي الفتى أربعين يوماً حتى وصل قصراً على قمة جبل وفيه يسكن الحكيم. انتظر ساعتين في طابور طويل، حين واجه الحكيم نظر إليه وقال: الوقت لا يتسع الآن قم بجولة داخل القصر ثم عد إليّ بعد ساعتين.
أشك أن من حق الشعوب العربية أن تحلم بالديمقراطية والتحرر من نير الديكتاتورية والطغيان، خاصة وأنها ترزح تحت حكم أنظمة عسكرية فاشية فاسدة غاشمة منذ عشرات السنين دون أي أمل بإصلاح حقيقي يعيد للشعوب أبسط حقوقها.
يقول الأديب والمفكر البريطاني الشهير ألدوس هكسلي صاحب الرواية المعروفة "عالم جديد شجاع" إن "الدرس الوحيد الذي نتعلمه من التاريخ أنه لا أحد يتعلم من التاريخ"
سنتفق جدلاً مع القائلين إن هناك ‘مؤامرة كونية’ على سوريا لتدميرها، وتشريد شعبها، وإضعاف جيشها وتفكيكه، وتجريدها من سلاحها التقليدي والاستراتيجي. وسنتفق أيضاً أن المؤامرة نالت من سوريا فعلاً، حيث تمت تسوية
كم هم مغفلون وساذجون أولئك الذين يصفون سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه الشرق الأوسط بأنها ‘مرتبكة’ و’باردة’ و’متخبطة’ و’غير مبالية’ و’مترددة’.
ألا يعلمون أن ‘اللامبالاة’ في السياسة سياسة، وأن التردد ليس تردداً، بل هو مقصود بذاته
تكتـم حزب الله اللبناني طويلاً على وجود قواته في سوريا، وظل يبرر عملياتها بأنها كانت مجرد دفاع عن الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود السورية. ولطالما نفى الناطقون باسم الحزب أي تورط لقواته في الصراع الدائر في سورية. لكن سرعان ما راح حسن نصر الله يعلن بالفم الملآن أنه