رائد أبو بدوية يكتب: تركيا، عبر تنسيقها مع الفاعلين المحليين، بما في ذلك حماس، تضمن أن تكون الحلول الأمريكية فعالة عمليا، وليس مجرد ورقة سياسية دولية. هذا الدور الضامن يعكس استراتيجية ترامب في جعل تركيا حليفا إقليميا رئيسا قادرا على استيعاب التحديات الإسرائيلية، وموازنة القوى في المنطقة، وحماية مصالح الولايات المتحدة في ملفات الشرق الأوسط الحساسة
رائد أبو بدوية يكتب: تسعى إسرائيل إلى تكريس "وهم غزة"، أي جعل القطاع بؤرة الانتباه الدائمة، بحيث تغيب الضفة عن الرادار السياسي والإعلامي. غير أن هذا الفصل غير واقعي، لأن مصير غزة والضفة مترابط وجوديا
رائد أبو بدوية يكتب: ظل ميزان القوة القائم، يدرك الفلسطينيون أن الرفض المطلق لمثل هذه الخطط قد يؤدي إلى تهميشهم مرة أخرى. لكن القبول بها على حالها يعني شرعنة واقع الاحتلال وتفكيك النظام السياسي الفلسطيني من الداخل. لذلك، يبرز خيار ثالث أكثر واقعية: الانخراط المشروط والواعي، أي التعامل مع أي مبادرة انطلاقا من محددات وطنية واضحة، لا من موقع الخضوع. ويمكن أن يتحقق ذلك عبر حكومة تكنوقراط فلسطينية مستقلة في القرار،
رائد أبو بدوية يكتب: موقف حماس من خطة ترامب يمثل اختبارا لقدرتها على الحفاظ على شرعيتها الفلسطينية بعد الحرب. القدرة على تقديم نفسها كقوة مسؤولة تدير مرحلة الانتقال السياسي بذكاء تعزز موقعها محليا وإقليميا، وتثبت أنها شريك لا يمكن تجاوزه في أي اتفاق مستقبلي. أما الانزلاق إلى رفض مطلق، فقد يؤدي إلى عزلة أمام توافق عربي ودولي حول الخطة، ويحد من خياراتها الاستراتيجية على المدى المتوسط
رائد أبو بدوية يكتب: من لبنان إلى سوريا، ومن غزة إلى قطر، تتكرر الرسالة ذاتها: لا حصانة لدولة، ولا حصانة لوسيط، ومن يعترض على الرؤية الأمريكية- الإسرائيلية، سيجد نفسه هدفا مباشرا أو غير مباشر
رائد ابو بدوية يكتب: تكشف احتمالات الضم هشاشة المشروع الوطني الفلسطيني، حيث فشلت المراهنة الطويلة على المفاوضات والوعود الدولية في إيقاف فرض الوقائع الميدانية الإسرائيلية. ومع عودة إدارة ترامب وتراجع الضغوط الأوروبية، ترى إسرائيل أن هذه اللحظة تمثل نافذة سياسية لتسريع خططها. وفي المقابل، يواجه الفلسطينيون تحديا وجوديا، يتمثل في إعادة تعريف السلطة كإطار مقاوم للضم عبر أدوات القانون الدولي وحشد الاعترافات الدولية إلى خطوات عملية، أو القبول بانزلاق تدريجي نحو "سلطة بلا وطن"
رائد ابو بدوية يكتب: من منظور واشنطن، يبدو أن إشراك كوشنر وبلير يهدف إلى تثبيت السيطرة الإسرائيلية عبر تهميش حماس وإضعاف السلطة الفلسطينية، وتحويل غزة إلى ملف إنساني-إداري يمكن إدارته عبر التمويل الخارجي بدل إدخاله في مسار سياسي شائك، وإظهار القيادة الأمريكية عبر صياغة "اليوم التالي" كخطة أمريكية خالصة، مع استدعاء وجوه لها رمزية دولية وإقليمية. لكن هذه الحسابات، وإن بدت عملية من منظور واشنطن، تغفل حقيقة أن أي مشروع يتجاوز الفلسطينيين ويعالج الأعراض دون الأسباب سيظل هشّا
رائد ابو بدوية يكتب: يظهر خطاب "إسرائيل الكبرى" الذي يعيد نتنياهو إحياءه كغطاء أيديولوجي، لتبرير التوسع والسيطرة الجغرافية والسياسية، ولإلغاء أي أفق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. الحرب على غزة تتحول في هذا السياق إلى أداة لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، عبر ضم أجزاء من الضفة وتفريغ غزة من سكانها، في وقت يحوّل فيه هذا الخطاب الأنظار عن الفشل الداخلي ويعيد إنتاج الصراع على أساس وجودي
رائد أبو بدوية يكتب: خطة نتنياهو التي تقترح تسليم إدارة غزة إلى "جهة عربية مسؤولة" ليست سوى محاولة لإخفاء الاحتلال المباشر وراء إدارة بالوكالة، ما يعكس استراتيجية تحويل السيطرة العسكرية الصريحة إلى هيمنة غير مباشرة، مع بقاء السيطرة الفعلية في يد الاحتلال.
رائد أبو بدوية يكتب: الظروف لم تكن يوما أكثر مواتاة للضم: النظام السياسي الفلسطيني مفكك، البيئة الإقليمية منهكة ومُطبِّعة، والمجتمع الدولي غارق في قضايا الطاقة والردع. أما أمريكا، بقيادة ترامب في ولايته الثانية، فقد رفعت الغطاء عن كل التزاماتها السابقة، وأعادت تعريف ما تسمّيه "السلام" وفق معادلة: لا دولة، لا تفاوض، لا مقاومة شرعية
رغم انقطاعه الطويل والقسريّ -ومنذ انتخابه رئيسا للمكتب السّياسي لحركة حماس- بدأ إسماعيل هنيّة جولته الدبلوماسيّة الدوليّة المثيرة للجدل، وهي الأولى منذ تولّيه رئاسة المكتب السياسي للحركة.
بعد أن تقدمت السلطة الفلسطينية بطلب الموافقة على ذلك، أعلنت إسرائيل موقفها " باللاموقف " من مسألة السماح لسكان القدس الشرقية بالمشاركة بالإنتخابات الفلسطينية إن إجريت في المناطق الفلسطينية المحتلة.
حزين على المشروع الوطني الفلسطيني، فهو كما لو كان في الماضي رؤية رقيقة طاهرة أنهكها سوء التقدير والإدارة، حتى أصبحت هذه الرؤية واقعا ضعيفا وصديقة ورفيقة لحلم أتعبه حالميه فأتعبهم.