دائرة جهنمية أدت إلى فقدان موضوعات وقضايا كثيرة أهم من هذه المهلكة الفارغة التي يدفعنا إليها الديكتاتور وأجهزته، قضايا حياتنا الخاصة بعيدا عن السلطة صارت بلا جاذبية في الكتابة والنقاش، لأن الجمهور على الجانبين مشغول بموضوع واحد، تفرضه الدولة وإعلامها
الرئيس الذي يحارب الإرهاب ويشترط تجنب مشاركة الإرهابيين في حواره السياسي، يحصل على التهنئة للإفراج عن إرهابيين، بل ويصدر عفوا رئاسيا عن محكومين بالإرهاب
القصة أكبر من غادة والي ورئيسها، والمصيبة أشمل وأعظم، ويكفي أن تتذكر أن الجدارية تغطي حائط في مشروع اخترعه أجانب ونفذه أجانب ويديره أجانب، مثله مثل القطار الكهربائي والمفاعل النووي ومدرب المنتخب الوطني
مصر لديها جيل من النخبة الفاشلة حتى في ارتكاب الفساد المتقن، لديها جيل من القادة لا يستطيع أن يحمي نفسه، قيادات هشة في التفكير وفي التنفيذ، قيادات تقتات على الفساد السهل، وتثبت عند أول امتحان صعب أنهم لا مجرمين ولا قضاة ولا حتى أزواجا صالحين
هذا المقال محاولة لتذكير المهتمين بالقصص التي يجب أن نتابعها وندونها والأسماء التي يغطيها تراب النسيان وراء الجدران، اكتبوا عن السجناء.. كل السجناء.. لتعيش قصص التضحيات حياة أطول من حياة الطغاة..
الغرب يكرم كلابه ليس أكثر، وهو تكريم مشروط بقبول الطوق في الرقبة والقيام بالمهام التي يراها الغرب كبطولات من وجهة نظره. وأعتقد أن هذه العلاقة بين الغرب وكلابه تجسد بشكل واضح وسافر الصورة النهائية لسياسة التبعية وطبيعة العلاقة والشراكة بين واشنطن وأتباعها..
تعرفون أني كتبت مقالا في ثلاث حلقات بعنوان "رسالة إلى الجنرال"، وبعد نشر الحلقة الأولى من المقال هاجمني "الإعلام الوطني" بتهمة الخيانة والعيب في الذات الرئاسية، وتضمن الإنذار التلفزيوني تهديداً صريحاً بعقاب الكاتب على "المقال الصادم".. (وكله بالقانون)
في المقالين السابقين عرضنا رسالة المثقف المنفي إلى الديكتاتور الذي يحكم البلاد بحديد السجون ونيران القمع، وفي هذا المقال نختتم الرسالة التي تصلح لكل زمان ومكان..
فلينتقموا، لا يهم، المهم هو الرسالة، وما من شيء أو أحد سيمنعني من كتابتها، لأنها ليست لشخصك ولا تراهن على فهمك، لكنها بالأساس لتسجيل فظائع عهدك أمام التاريخ والأجيال اللاحقة، وإثبات أن هناك تحت القهر أصواتاً تم كتمها ورسائل تم دفنها وحقيقة تم تزييفها
عندما يسمعني الكثيرون أتحدث عن ضرورة أن أكتب رسالة كهذه إليك، يتهمونني بالتفاؤل لدرجة السذاجة، ويقولون لي ناصحين: إن رجلا مثلك ترأس إدارة الرعب لفترة طويلة، لن يفكر أبداً في الاستدارة وتغيير المسار.. لن يقدر على إيقاف الجرائم..
إنها اللقمة المتاحة لجائع عاجز، فقد ثبت فشل الشارع السياسي والحزبي في إحداث أي تحسين أو تأثير في كل الملفات، ووصل الوضع إلى وجود آلاف الرهائن في السجون وخارجها، وهذه المشكلة المؤلمة تحتاج إلى مرونة في النعامل السياسي والإنساني معها
كان الانقسام فاجرا ومخيفا، وخرج من حدود النقاش الفكري والتصادم النظري بين المشاريع الأيديولوجية إلى ميدان التطبيق الذي بادرت به أنظمة سهلت لأمريكا كل ما تريده، بحجة أن بغداد خرجت عن النظام الأقليمي والدولي واحتلت أرض دولة مستقلة بالقوة!
أعتبر أن أي حديث عن التسريبات ليس إلا عملية نصب لترويج سلعة مغشوشة عن طريق إعلانات مكلفة، قد ينخدع الجمهور ويشتري، لكنه يلعن أبو السلعة ومنتجها ومروجها بعد أن يتورط في الشراء ويدرك أنه شرب المقلب بعد الاستخدام، وهكذا يبدو لي حديث التسريبات الذي تروجه الكتائب مجرد إعلان ترويجي لمسلسل..