الثورة تموت إن هي استطابت النوم على حرير الحلول الروسية الخبيثة، فبعد كل فترة ستدعم روسيا حلفاءها الإيرانيين وجماعة الأسد على قضم المزيد من الأراضي بذريعة خروجها عن اتفاق إطلاق النار.
يخلط الكثير من أصحاب الرأي، وجهات إعلامية، عن قصد واضح، بين الربيع العربي وحاصل الدمار والخسائر التي حصلت على كل المستويات والأصعدة، وذلك من خلال تحميل كل تلك النتائج السلبية على عاتق الربيع العربي واعتباره المسؤول الأول والوحيد عنها،
واقعيا، يمكن لروسيا إحداث أعطاب كبيرة في بنية قوى الثورة في سورية، وهذا الأمر يناسب الحسابات القصيرة جدا، لكنها لا يمكن أن تشطب قوى الثورة نهائيا، كل ما ستفعله أنها ستجبرها على تغيير أساليب عملها وهيكلياتها.
ليس حزب الله أكثر من قوّة فصائلية يوجد من نمطها في سوريا عشرات الحركات، وإذا كان يمتلك ميزة أنه يحارب تحت غطاء القاذفات الروسية، فإن تلك القاذفات لن تستمر في تغطية المشهدية لوقت طويل.
تدّعي أغلب الأطراف الموغلة في الدم السوري أنها تخوض حربا مقدّسة وشرعية ضد عدو أكبر يقف في خلفية المشهد ويعمل على تحريكه، وهذا الطرف هو الولايات المتحدة الأمريكية..
ربما كانت إدارة اوباما تسعى لإيجاد حلول لمشاكل نواجهها في البيئة الدولية، والأكيد أنها وجدت في الأزمة السورية منبراً سهلاً لحل تلك الأزمات، لكن الأكيد أيضاً انه مقابل مكاسب صغيرة عملت إدارة اوباما إلى خلق تعقيدات هائلة في السياسة الدولية المعاصرة ربما تكلف العالم كله تكاليف لا حصر لها.
ثمّة آراء بدأت تظهر داخل قيادات العمل الثوري العسكري في سوريا تطالب بتغيير أساليب وآليات العمل المتّبعة حاليا في مواجهة قوات نظام الأسد وحلفاءه ومشغليه، وبدل من العمل العسكري الكلاسيكي الذي يقوم على المواجهة بجيوش، أو أشباه جيوش، يطالب البعض بالتحوّل إلى أسلوب حرب العصابات الذي يقوم على مبدأ العمل ف
من المعيب أن نعتب على تركيا ونلومها أخلاقيا في حين أن عالمنا العربي رفض تحمّل مسؤولية القيام بدوره، ليس فقط من أجل إنقاذ السوريين، بل لحماية مصالحه بالدرجة الأولى.
ربما من المبكّر الحديث عن نتائج لقاء القمة الروسي- التركي، وخاصة فيما يتعلق بالموقف التركي من الثورة السورية والعلاقة مع الحلفاء الإقليميين الذين ينسقون مع تركيا في هذا الملف، فمثل تلك الأمور تتأخر نتائج ظهورها، ذلك أنها تنطوي على إعادة تموضع وإجراءات وترتيبات تأخذ مدى زمنيا طويلا لتبلورها
يوما بعد اخر تكشف الحرب السورية عن حجم زيف رصيد العالم الأخلاقي والقيمي، لم يتعب العالم، على ما يدعي بعض ساسته، من الحروب، فما زالت الأخيرة إحدى اهم خيارات الدول في تحقيق أهدافها ومطامحها
قدرة الأنظمة السياسية على التحكم بالمتغيرات والتنبؤ بحصولها باتت متدنية بسبب تشابك وتعقيد العناصر الصانعة للمتغيرات، وربما بسبب عدم ثبات المتغيرات وتحركها الدائم، وبدل ذلك تجري محاولة توظيف واستثمار التداعيات الناتجة عنها واللعب ضمن الهامش الذي تسمح به.