لا تنتهي الثورات إلا إذا قرّر أهلها أنها أنجزت مهمتها، أو أن التطورات الحاصلة، لمصلحتهم، قد تجاوزتها، لذلك عاشت الثورة الفرنسية قرنا كاملا رغم كل ما قاسته من غدر وويلات، كما أن الثورة الفلسطينية التي بدأت عام 1920 بـ" ثورة القدس" تمدّدت على مساحة قرن كامل، رغم مسارها الشاق والمكلف.
والواضح أن هناك ترتيبات من قبل اللاعبين الكبار وبعض القوى الإقليمية؛ على إخراج صورة النظام الجديد بعد فترة ليست بعيدة، عبر استخدام مزيج من الأعمال العسكرية والترتيبات الدبلوماسية، بما يعني ولادة هذا النظام تحت النار وفي غرف الدبلوماسية المغلقة
ليس بالضرورة أن تشترك جميع الحراكات العربية بنفس التعبيرات،حتى وإن كانت مرجعيتها واحدة، تحدي الظلم والتهميش، بل انه من الطبيعي أن تكون هناك تعبيرات جديدة تظهر بوصفها نتاج خبرة ومشاهدة عيانية يومية ومراجعة تصحيحية لأخطاء ثبت مدى ضررها وتأثيرها، لكن أليست هي ريح الربيع العربي التي تهب شرقاً وغرباً؟.
ما علاقة الطقوس الدينية في حدث من نوع نقل سفارة؟ ولماذا يجري اختيار رجال دين، معروفين بتطرفهم ومعاداتهم للإسلام للقيام بهذه المهمة؟ وقبل ذلك كان رجال الدين في روسيا قد ذهبوا إلى مباركة الطائرات التي ستقوم بقتل الأطفال في سوريا!
التهديد الديمغرافي بات يشكل أحد أكبر المخاطر على منطقة الشام والعراق، وهو تهديد قد يغير وجه هذه المنطقة وإلى الأبد، وربما بعد سنوات، ليست كثيرة، نستطيع القول إن هذه المنطقة كانت تسكنها أكثرية عربية
الطريقة التي يطرحها الرئيس الأمريكي ليست طريقة إدارة صراع ناجحة، ولا يمكن لقوّة عربية أن تنجح في هذه المهمة، في واقع معقّد بشكل كبير. ولو كان ترامب جديا لعمل على تطوير بدائل مهمة وفاعلة في ساحة الصراع السوري، مثل دعم فصائل المعارضة في الجنوب والوسط والشمال بأسلحة نوعية.
أن يصل انحدار الرئيس الأمريكي إلى حد المطالبة علنا بدفع مقابل إذا أرادت دول المنطقة بقاء قواته في سورية، فهذا سقوط أخلاقي وقيمي ما بعده سقوط، والأفضل ألف مرّة أن لا يتم الرد عليه من قبل المعنيين وتركه يتصرف كما يشاء، وإذا كان هناك مقابل يجب أن يدفع فيجب أن يدفع من أجل الإسراع بخروجه، طالما أن القوّة الأمريكية أصبحت معروضة لمن يدفع فسيكون ضررها اكبر بكثير من نفعها.
لم يكتف نظاما بشار الأسد وعبد الفتاح السياسي بكل صنوف الكذب لمحاربة حق شعبيهما بالحرية والكرامة، بل راحا يجربان ابتداع طرق وأساليب جديدة، في سياق حربهما النفسية الشرسة ضد شعبي البلدين، بهدف إقناعهما بأن التمرد لم يعد مجدياً وأن عليهما أن يستسلما لأقدارهم
?أن تدعو روسيا مجلس للانعقاد من أجل مناقشة مذبحة الغوطة، التي تشكل قواتها عنصراً أساسيا فيها، فهذا ليس له معنى سوى الاستهتار بالعقل البشري وبالضحايا الذين تريد روسيا شكواهم إلى مجلس الأمن الدولي!
مشكلتنا في الشرق الأوسط لا تنحصر بالمناخ وحده، بل باندماج الكوارث البيئية بالفساد وسوء الإدارة والظلم والقهر، بما يجعل الحياة صعبة وفوق طاقة الشعوب على احتمالها.
تشكّل أجهزة المخابرات في العالم العربي إحدى أهم آليات الاستبداد وإعادة إنتاجه، من خلال اختراقها للدولة والمجتمع، ومحاولة إخضاعهما بشكل كامل، عبر التحكم بمختلف المجالات والقطاعات
بما أن بذرة فناء كل نظام تنبت من داخله، فإن الأرجح أن غالبية الأنظمة العربية ستكون مقبلة في المرحلة التالية على صراعات داخلية تفتتها وتنهي حقبتها الكارثية