مشكلة مصر بالذات مع قطر صغيرة جداً جداً جداً، ولا تحتاج إلّا إلى قليلٍ من الحوار. ومن يدري، فإن هذا الحوار لو انطلق برعاية ثنائي الاعتدال الخليجي، عُمان والكويت، فقد يؤدي إلى تسويةٍ ما بين جماعة الإخوان وحكم السيسي في مطلع ولايته الثانية
صحيح أن السياسة تطغى على حيز كبير في الإعلام من خلال نشرات الأخبار والبرامج والندوات الحوارية السياسية، وصحيح أن الإعلامي في هذا المجال هو صاحب قدرة على التحليل والربط والاستنتاج، وذو معرفةٍ باتجاهات العمل السياسي وخبرةٍ في الاصطفافات الداخلية والخارجية، إلا أن ذلك لا يجعل من الإعلامي شخصية سياسية
لم يُعرف عن وزير خارجية لبنان جبران باسيل زلات اللسان في السياسة ولا التصريحات العاطفية، بل إنه لا يجيد الخطاب الإنتخابي والشعبي، ويبدو متصنعاً عندما يُضطر إليه، وربما يكون هذا أحد اسباب سقوطه مرتين في الإنتخابات النيابية. إذ انه يعمل في السياسة كما في مهنته كمهندس انطلاقاً من قواعد حسابية ورياضية.
ثلاث إشارات متفاوتة الوضوح والأهمية برزت في تغطية القنوات التلفزيونية المصرية المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة؛ للتطورات السياسية والميدانية الناجمة عن توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قرار بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس المحتلة
هناك الكثير من البحص في فم الرئيس سعد الحريري، وفي أكثر من اتجاه.. بعضها يصيب خصومه التقليديين في فريق 8 آذار والقوى الإقليمية الداعمة لهم، وبعضها يصيب حلفاءه السابقين، خصومه الجدد في فريق 14 آذار، وربما القوة الإقليمية الداعمة لهم وله
ثارت عاصفة، لم تهدأ بعد، ضد تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية "المستقيل، المتريث بالاستقالة"، سعد الحريري، التي أدلى بها لصحيفة باري ماتش الفرنسية، وتحدث فيها عن وجهَين لحزب الله، الأول داخلي لبناني مُسالم لا يستعمل السلاح، والثانية مقاتلة في الخارج تسبّب مشكلة للبنان
لا شك أن عقوداً من التربية "السلفية" قد أنتجت أجيالاً من العقائديين الذين وإن كانوا يسلمون بثقافتهم أمر الحكم وتقدير المصالح السياسية والإقتصادية والعلاقات الخارجية للحاكم، لكنهم لن يتنازلوا بأي حال من الأحوال عن تراث "وهّابي" يعتقدون أنه صان بلاد الحرمين أو ربما الأمة من عقائد وممارسات "شركية".
لا بد من الإقرار بأنه ليس من الإنصاف فتح محاكمة جزئية استنسابية للحرب الأهلية اللبنانية ورموزها ونتائجها.. لأن ذلك بحد ذاته يعزز التفاف القوى اليمينية من جديد حول ماضيها، خصوصاً في وقتنا الحاضر حيث أصبح تصنيف "إسرائيل" كعدو مجرد وجهة نظر في العديد من الدول العربية.
للأغنية السياسية أربابُها كتبوها في الملاجيء ولحنوها في السجون، وأنشدوها لسكان القبور.. ولأغاني المديح والهجاء، فرسانها كتبوها في القصور ولحنوها في البلاط وغنّوها للكبار، لكن كمثل بطاقات المكالمات الهاتفية المسبقة الدفع.. عندما ينتهي رصيدُها تنتهي.