نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرا ذكرت فيه
معلومات جديدة حول تفاصيل انقلاب 15 تموز/يوليو العام الماضي.
وتضمنت وثيقة الاتهام التي أعدّها النائب العام للجمهورية حول الأحداث التي شهدتها قاعدة آكنجي الجوية خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، أسماء جديدة تورطت في دعم الانقلابيين والتواطؤ معهم.
وكشفت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، اعترافات الرقيب الأول سنان صاري، وهو من مدينة قيصري، وأحد المتهمين الذي ورد اسمه ضمن وثيقة الاتهام، وقد كان من بين عناصر طواقم طائرات الشحن التي نقلت عساكر من القوات الخاصة من مُدن شرناق، ودنيزلي وهاتاي إلى أنقرة أثناء الانقلاب.
وأوردت الصحيفة، وفقا لاعترافات صاري، أن مجموعة من العسكريين أُرسِلوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لجلب معدات، قاموا بتسليمها فيما بعد إلى مركز القيادة بقاعدة آكنجي الجوية قبل الانقلاب. وجرى نقل العتاد عبر طائرة شحن من نوع إيرباص إيه 400إم أقلعت من مقر القيادة العليا الثانية عشر للنقل الجوي بمدينة قيصري، باتجاه
واشنطن.
وأوضحت الصحيفة أن سنان صاري، الذي يعمل تقني شحن ضمن الفيلق 221 بمركز قيصري للقيادة العسكرية، كُلّف بمهمة شحن وجلب الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بتاريخ 5 تموز/يوليو سنة 2016، مع العلم أن خمسة عناصر آخرين شاركوا في هذه العملية.
ونقلت الصحيفة، تصريحات سنان صاري، بخصوص هذه المسألة، حيث أفاد: "توجهنا إلى قاعدة ماغواير الجوية وعدنا منها في 9 من تموز/ يوليو، وفي طريق العودة إلى
تركيا، تعطل محرك الطائرة فاضطررنا إلى الهبوط في ميدان غاندر الجوي بكندا، وانتظرنا هناك إلى حين وصول طاقم الصيانة ومن ثم تحركنا باتجاه تركيا، ونزلنا في قاعدة آكنجي لإنزال العتاد الذي جئنا به من الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد التسليم عدنا إلى قاعدتنا الجوية".
وبينت الصحيفة أن هذه الاعترافات كشفت أكاذيب ياسين يوزباشي قائد الطائرة التي خرجت من تركيا باتجاه واشنطن في مهمة رسمية. وقد نفى يوزباشي خلال إفادته أي معلومات عن العتاد الذي أحضروه من الولايات المتحدة الأمريكية وادّعى أنه لم يكن له أي علم بعملية الانقلاب.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة، اعترافات يوزباشي ياسين، وقال: "في 14 من تموز/ يوليو، عدت من كندا ضمن مهمة عمل، وعند وصولي سمعت حديثا يدور بين زملائي في الوحدة مفاده أننا سنُكلف بمهام كثيرة نهاية الأسبوع".
وتجدر الإشارة إلى أن يوزباشي شارك في عملية الانقلاب، حيث حلّق فوق أنقرة بطائرة استطلاع من نوع "غورين"، التي أقلعت من مدينة قيصري.
اقرأ أيضا: تفاصيل تنشر لأول مرة عن المدني الذي قاد انقلاب تركيا
وأشارت الصحيفة إلى المساعي الحثيثة التي قام بها طاقم الطائرة لتسليم الحمولة في الموعد المطلوب، حيث كشفت التحقيقات أن الطاقم اضطر للبقاء في كندا لمدة أربعة أيام بسبب عطل في المحرك. وعند تعذر إصلاحها، تم إرسال طائرة دعم لنقل العتاد والتجهيزات التي جلبوها على الرغم من التكلفة الإضافية التي تطلبها الأمر، وذلك حسب ما ورد في وثيقة اتهام قاعدة آكنجي.
وأكدت الصحيفة أن الموظف في سكرتارية مقر قيادة القوات الجوية، علي دورمش قد بادر بزيارة القاعدة الجوية بديار بكر للتنسيق مع المسؤولين هناك حول سبل استخدام الطائرات الحربية إف-16 خلال عملية الانقلاب.
وفي هذا الإطار، قام دورمش بمقابلة قبطان قاعدة ديار بكر الجنرال، دنيز كارتبه. وقد ناقشا خلال اجتماعات عقدت بينهما أسماء الطيارين الذين سيشاركون في الانقلاب وآليات المشاركة.
وأفادت الصحيفة أن كارتبه اعترف أن دورمش زاره في بيته وأعلمه أنهم سيقومون بعملية كبيرة سيتم تنفيذها في القريب العاجل مما يتطلب أن يكون الجميع متيقظين. في المقابل، نفى دورمش هذه الادعاءات، كما أصر على أنه ذهب إلى قاعدة ديار بكر ضمن عمل روتيني.
وكشفت الصحيفة أن مجموعة من الضباط الكبار قدموا خصيصا من اسطنبول إلى قاعدة آكنجي لتنظيم سير العملية الانقلابية يوم 15 تموز/ يوليو، من بينهم قبطان العمليات البحرية، أوزاي جودل بالإضافة إلى خالد جتين وفاتح آرك، اللذين فرا إلى اليونان.
اقرأ أيضا: حوارات طياري انقلاب تركيا: هنّأوا بعضهم بنجاح عمليات القصف
وجاء في وثيقة الاتهام أن وحدات خاصة من الفرقة التي يشرف عليها أوزاي جودل قاموا بإطلاق النار على المواطنين قرب قاعدة آكنجي وتسببوا في مقتل تسعة أشخاص وجرح 104 آخرين.
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أنه ومع تواصل توافد المواطنين وهتافهم وعدم امتثالهم للتحذيرات بفتح النار عليهم، أصدر أوزاي أوامر للقوات بإطلاق النار على أرجل المتظاهرين ثم صدورهم. وفي الأثناء، حاول بعض المنتسبين إلى جماعة غولن إغلاق مكبرات الصوت التي أذاعت صوت الأذان من مسجد "تاي توساش" القريب من المكان.