حذر رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ألمانيا، الأحد، من اتجاه حركة "الهوية" اليمينية بشكل متزايد، إلى التطرف والتحريض ضد الأجانب وخاصة
المسلمين.
وقال هانس جورج ماسن رئيس المكتب في تصريحات خاصة لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الأحد، إنه تم التحقق من "زيادة التطرف" لدى الحركة في إطار أزمة اللجوء.
وأضاف أن "التحريض المعادي للأجانب" موجه بصفة خاصة ضد مسلمين.
ولفت إلى أن الكثير من المعلومات تشير لوجود اتصال وعلاقات وثيقة لأعضاء
حركة الهوية مع أشخاص أو جماعات متطرفة، قد تفضي لحدوث تأثير يميني متطرف.
وأوضح أن المكتب على علم بمراسلات بين أعضاء من "حركة الهوية" مع أعضاء من حزب البديل لأجل ألمانيا "ايه اف دي" المعارض للاتحاد الأوروبي والمناوئ لعمليات إنقاذ اليورو وعن مشاركاتهم في فعاليات خاصة بالحزب أيضا.
من هي حركة الهوية
يشار إلى أن "حركة الهوية" تنحدر في الأساس من فرنسا، وتأسس فرعها في ألمانيا في عام 2012.
وتبدي الحركة استيائها من الهجرة الجماعية إلى ألمانيا وأوروبا، وتحذر من أسلمة المجتمع وحدوث "انحطاط أخلاقي" به، وظل نشاط الحركة مقتصرا لفترات طويلة على الإنترنت فقط.
وتسعى الحركة لظهور مؤثر على الرأي العام، في اطار تطورها السريع كونها تنشط عبر الشبكة العنكبوتية
وحذر المكتب من تحول هذه الحركة إلى منظمة تتمتع بصبغة القيام بإجراءات في العالم الواقعي مصحوبة بظهور مؤثر على الرأي العام.
وأضاف أن المكتب يتوقع مستقبلا قيام الحركة التي ينمتي لها قرابة 300 شخص؛ بإجراءات ارتجالية استفزازية يمكن أن تكون موجهة ضد أحزاب سياسية ومساجد وجمعيات ثقافية إسلامية أو سكن لاجئين.
خارج اطار المحاسبة
من جهته قال المحلل السياسي سعيد دودين أن هناك مجموعة من الحركات بمسميات مختلفة تم تأسيسها خلف ستار العداء للإسلام، من ضمنها حركة الهوية، وتعلن عداءها الصريح للأجانب والمهاجرين لا سيما المسلمين.
ولفت دودين لـ"
عربي21"، أن الحركات العنصرية في ألمانيا ارتكبت العديد من جرائم القتل ضد الأجانب والمسلمين مؤخرا، من بينها حوادث قتل طالت مواطنين أتراكا، "وظلت رغم جرائمها خارج اطار المحاسبة، ما يطرح علامات استفهام حول سكوت الجهات الرسمية عن ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم".
وقال دودين" هناك عنصرية متنامية ضد الإسلام، ودليل ذلك ما حدث مع تركيا مؤخرا من منع إلقاء خطابات وإلغاء تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي في هولندا.
ولم يغفل دودين الخلفيات الاقتصادية لبعض الحركات العنصرية الناشطة في قلب أوروبا وقال ": هناك تمويل لعشرات المنظمات من أجل تنفيذ استراتيجية الهيمنة، وسلب ونهب ثروات الشرق الأوسط الكبير، حيث يجري تبرير هذا العداء بنشاطات عنصرية بذيئة تذكر في بدايات العهد النازي".