كتاب عربي 21

زوبعة المريخ في فنجان العراق

1300x600
ليس أطرف منه رجلاً هذا العام، فهو مغرم بوسائل النقل شغوف بحكايات الأساطير والخرافات ويحاول المزج بينهما في تركيبة تنتج مطالعات روائية تتفوق على إبداعات الراحل معمر القذافي في عز عطائه. فالملائكة عنده بدأت الطيران بأجنحتها المتعددة من مدارج بلاد ما بين النهرين، والمركبات الفضائية تم اكتشافها على يد السومريين قبل نحو سبعة آلاف عام في مدينة ذي قار العراقية وليس عام 1957 مع قمر سبوتنك واحد السوفييتي. بل إن وكالة ناسا الأميركية  للفضاء انتظرت كل هذه السنين لتعلن العام الماضي عن اكتشاف الكوكب رقم  12 الذي زاره السومريون قبل آلاف السنين ضمن رحلاتهم من الأرض نحو الكواكب الأخرى. 

يتبنى "حتّوتة" تقول إن "زكريا سيتشن" عالم سومريات كبير صدم العالم عندما أعلن عن أن السومريين قد ذكروا كائنات تدعى "الأنوناكي"، وترجمتها بحسب سيتشن "القادمون من السماء"، وهي كائنات فضائية متطورة قادمة من كوكب يدعى "نيبيرو" وقائدهم الميداني في كوكب الارض اسمه "آنو". وجاء في "الحتوتة" أيضاً أن هذه الكائنات استوطنت في البداية الكوكب الذي يقع بين المريخ والمشتري والذي هو الآن عبارة عن حزام الكويكبات بعد أن انفجر ثم انتقلوا إلى المريخ ومنها إلى الارض".

بدافع من حبه لبلده ينسب كل ما أمكنه من اختراعات النقل الجوي البري والبحري للعراق بغض النظر عن الحقائق المعروفة في العالم حول تاريخ تطور وسائل النقل واكتشافاتها، فالناس تقبّلت فكرة سوبرمان وسبايدرمان في السينما الأميركية، ولماذا لا تتقبل "خبرياته" ولو من باب المنافسة العربية مع تقليعات هوليود؟ قد يسأل سائل.

حتى سفينة سيدنا نوح عليه السلام، تبين له يقيناً أنها انطلقت من مدينة الناصرية جنوب شرق العراق على نهر الفرات. وقد أطلقت الحكومة في المدينة الأسبوع الماضي مطار الناصرية الدولي على مدرج يستعمل للمقاتلات الجوية وبقاعة انتظار هي عبارة عن خيمة عسكرية بالية من مخلفات الإحتلال الأميركي. أما المدخل فهو أكبر من باب مزرعة أصغر من بوابة ورشة لتصليح السيارات المستعملة. وقد زها صاحبنا في يوم الإفتتاح العظيم برشّتي مياه في الهواء من سيارتَي إطفاء متقابلتين شكلتا قوس نصر مائي سارت تحته طائرة الإفتتاح الأولى، التي راهن بعض الناشطين أنها ستكون الأخيرة.

نجمُنا الخرافي بحار سابق عمل على متن سفينة نقل تجاري لعدة سنوات وتقدّم في المهنة ليصبح لاحقاً مرشداً بحرياً أول على السفن القادمة للعراق، كما تقلد عدة مناصب وظيفية كان أرفعها "المسؤول الميداني عن تحركات السفن والناقلات القادمة والمغادرة من وإلى الموانئ العراقية"، وهذا الوصف الوظيفي الأطول في التاريخ مأخوذ من سيرته الذاتية على مواقع إلكترونية.

هذه الوظائف شغلها في زمن صدام حسين، أما وقد انتصرت "الثورة الإسلامية" في العراق على متن دبابات الديمقراطية الأميركية، وانفتحت البلاد على العلم والنور والمعرفة وإصلاح الدولة وبناء المؤسسات على أسس الكفاءات، فقد أصبح صاحبنا وزيراً للنقل العراقي.. كاظم فنجان، الزوبعة القادمة من المريخ...