سياسة عربية

وعد الخطيب تروي مشاهد "الرعب" في حلب (شاهد)

وعد الخطيب مصورة هاوية التقطت أكثر الفيديوهات إقناعا عن ما يحدث في حلب
شهدت "وعد الخطيب" العام الماضي بعينيها دمار مدينتها حلب، وعاشت أحداثا أليمة وهي ترى مصرع الجيران، ومخاطر لا تنتهي يعيشها الأهالي تحت الحصار المفروض.

ووفق شبكة "سي إن إن" الأمريكية،  فإنه في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كانت الخطيب تعيش في شرق حلب الخاضع آنذاك لسيطرة الثوار، إذ إنها صورت عشرات التقارير التي سلّطت الضوء على الحصيلة البشرية للحرب السورية.

وصوِّر عدد كبير من تقاريرها –التي بثت عبر قناة "تشانل 4" البريطانية– في المستشفى حيث كان زوجها يعمل. وفي تقارير أخرى، صوّرت الخطيب مشاهد من الحياة اليومية تحت الحصار.

وقالت الخطيب (اسم مستعار) للصحفية كريستيان أمانبور من قناة "سي إن إن" في مقابلة في لندن: "عندما كنت هناك، كنت قوية جدا.. كان علي أن أخبر العالم عن ما يجري في سوريا.. لكنني لست صحافية. كنت مع عائلتي هناك؛ كنت أما".

وفيما كانت تصوّر الإصابات المروّعة التي تعرّض لها أشخاص بالغون وأطفال خلال قصف حلب، المدينة الأكبر في سوريا، فقد كانت الخطيب قلقة على سلامة أسرتها وخاصة ابنتها الصغيرة.

في حزيران/ يونيو الماضي، كانت تصوّر في غرفة الطوارئ عندما وصل ثلاثة فتيان صغار، محمد ومحمود وعمار، كانوا يلعبون في منزل أحد الأصدقاء عندما سقطت قذيفة وأصيب محمد بجروح بالغة.

ولقد حاول الأطباء، ومن بينهم زوج الخطيب، حمزة (اسم مستعار)، إنقاذه، لكنه فارق الحياة. وقد صوّرت الخطيب كيف أن جثمانه لُفّ بملاءة زرقاء ونُقِل على حمّالة إلى الخارج. وراح شقيقاه ينتحبان، قبل أن تصل والدتهم وتأخذ جثمان ابنها.



وتروي الخطيب: "كنت مع ابنتي في المكان نفسه في ذلك اليوم. كان من الصعب جدا أن أرى أحد أولئك الأطفال –عمره ثمانية أعوام– يفارق الحياة... أفكّر في أن ابنتي كان يمكن أن تكون مكانه". تجد صعوبة في إكمال جملتها وتقول بكلمات مخنوقة: "هذا صعب جدا".

في بعض مقاطع الفيديو التي صوّرتها الخطيب، يظهر أشخاص يصلون إلى المستشفى بعد إصابتهم في هجوم، قال أطباء في حلب إنه هجوم بغاز الكلور السام، في أيلول/ سبتمبر الماضي. تروي الخطيب: "لم نكن نرى دماء، بل عددا كبيرا من الأشخاص الذين لا يستطيعون التنفس".

وفي مقطع فيديو آخر، صوّرت الخطيب الأطباء خلال إجرائهم جراحة قيصرية لامرأة علقت في القصف في طريقها إلى المستشفى، والجهود الحثيثة التي بُذِلت لإنعاش الطفل.



وحضرت الخطيب مع زوجها إلى لندن أثناء فعاليات حفل توزيع جوائز Royal Television Society Awards حيث حصدت جوائز عدة، منها جائزة عن شريط فيديو قال أعضاء لجنة التحكيم إنه جعل عيونهم تدمع، وعنوانه "آخر باعة الزهور في حلب". 

وتروي الخطيب في الشريط حكاية البستاني أبو ورد الذي "كان من أروع الرجال الذين عرفتهم في حلب. أعطانا الكثير من الأمل"، كما تقول. وقد لقي مصرعه في قنبلة عنقودية خلال عملها على تصوير حكايته.



ومنذ آذار/ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 45 عاما من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع البلاد إلى دوامة عنف ومجازر ومعارك دموية مع المعارضة، خلّفت مئات الآلاف من القتلى، ومثلهم من الجرحى، وشردت الملايين بين نازح ولاجئ.