ملفات وتقارير

من يحمي تنظيم الدولة بالشمال السوري؟

تركيا أبدت إصرارها على مهاجمة منبج والرقة- جيتي
بعد استمرار تقدم عملية درع الفرات لقوات المعارضة المدعومة من تركيا بشمال سوريا، وتصميم أنقرة على ضرب قوات سوريا الديمقراطية إذا لم تنسحب من مدينة منبج، ثم التقدم إلى الرقة لقتال تنظيم الدولة، ظهرت تحركات بالشمال السوري للأكراد ونظام بشار الأسد والولايات المتحدة وروسيا، تثير الشكوك بأنها ربما تهدف لحماية تنظيم الدولة.

وانسحبت قوات سوريا الديمقراطية، من قرى بريف منبج الغربي للنظام السوري، حتى يشكل فاصلا بينه وبين قوات درع الفرات، بناء على اتفاق مع روسيا، وفي الوقت ذاته سيرت القوات الأمريكية دوريات بالمنطقة، قال البنتاغون إنها "إشارة ردع"، فيما انسحب تنظيم الدولة لصالح النظام بشمال شرق مدينة حلب.

اقرأ أيضاالوحدات الكردية تسلم قرى بمنبج للنظام خوفا من "درع الفرات"

كل هذه التحركات شكلت حاجزا أمام درع الفرات لمهاجمة الأكراد في منبج، وبالتالي حاجزا أمام الوصول إلى تنظيم الدولة في الرقة، فهل هناك إرادة لحماية التنظيم من هجوم قوات المعارضة السورية؟

تحالفات تكتيكية

السؤال ذاته نقلته صحيفة "عربي21" إلى المحلل السياسي السوري محمود عثمان، فقال، عبر اتصال هاتفي، إن "التمييز في ما يحدث بسوريا يجب أن يتم بين معسكرين؛ معسكر الثورة وداعميها من جهة، ومعسكر النظام وحليفه الروسي والمنظمات الإرهابية والقوات الإيرانية والميليشيات الشيعية، من جهة أخرى".

وأشار إلى أن النظام وروسيا والمليشيات الشيعية وتنظيم الدولة ينتمون إلى نفس المعسكر، متابعا أنهم يقومون بخلق مناطق نفوذ وبناء تحالفات تكتيكية يتم عبرها تبادل الأدوار.

وبخصوص ما يقع في الشمال السوري، أضاف عثمان أن إخلاء قوات سوريا الديمقراطية لمناطق لصالح النظام، لا يعدو أن يكون محاولة منهم لوقف تقدم درع الفرات، مستدركا أن قوات المعارضة ستستمر في تقدمها نحو منبج ومنها إلى الرقة "وسوف تحرر المدينة".

اقرأ أيضا: الجيش الأمريكي ينشر قوات في منبج لـ"الردع والطمأنة"

وأكد المحلل السياسي السوري أن هناك فعلا تبادل أدوار تكتيكي بين نظام بشار الأسد وتنظيم الدولة، موضحا أنه في الوقت الذي ينسحب التنظيم من منطقة ما يتم تقدم قوات النظام يتم بسلاسة.

وتابع قائلا: "إن عكس ذلك يحدث عندما تطرد قوات المعارضة تنظيم الدولة من منطقة ما، إذ لا ينسحب إلا بعد مقاومة، وعندما ينسحب يكون قد فخخ المدينة بالألغام"، ما يتسبب في خسائر بشرية.

واستطرد قائلا: "إن نظام بشار الأسد في الوقت الذي يريد فيه أن يدعم تنظيم الدولة بأسلحة ثقيلة ينسحب لها من المنطقة ويترك الأسلحة ليستولي عليها التنظيم بعد ذلك".




تنسيق أمريكي سوري كردي

أما الإعلامي السوري، فيصل القاسم، فقد أوضح أن النظام السوري مستعد للتفريط بأجزاء من البلاد لقوات سوريا الديمقراطية والولاية المتحدة نكاية في تركيا.

وكتب القاسم في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" يقول: "النظام السوري سينتقم من تركيا حتى لو ضحى بأجزاء من سوريا لأمريكا والأكراد بالشمال. لاحظوا التنسيق الأمريكي السوري الكردي في منبج نكاية بتركيا".

في السياق ذاته علق الناشط السوري المعارض أحمد أبازيد، قائلا: "إن تنظيم الدولة سلم جنوب مدينة الباب للنظام السوري، في الوقت الذي سلمت فيه قوات سوريا الديمقراطية غرب منبج للنظام، ملمحا بشكل صريح إلى تحالف بين الأكراد والنظام وتنظيم الدولة ضد قوات المعارضة.

وكتب أبازيد في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "بعد تحرير درع الفرات لمدينة الباب.. قسد: (قوات سوريا الديموقراطية) سلمنا غرب منبج للنظام.. داعش: سلمنا جنوب الباب للنظام.. الجيش الحر: أهلا بالحرب".

اقرأ أيضا: مساعدات روسية لفصائل كردية تدعمها واشنطن بسوريا

ورغم إصرار تركيا على طرد الأكراد من منبج ومحاربة تنظيم الدولة في الرقة، إلا أنها أدركت أن طبيعة التحركات في الشمال السوري جعلت قوات درع الفرات التي تدعمها أنقرة في منطقة ملغومة، وأي تحرك غير محسوب في اتجاه منبج قد يورطها اشتباك مع القوات الأمريكية.

واستبعد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، قيام بلاده بحملة عسكرية ضدّ مدينة منبج بريف حلب الشرقي (شمال سوريا)، في الوقت الحالي، موضحا في مقابلة تلفزيونية أنّ "أي حملة عسكرية على منبج في الظروف الحالية ودون تنسيق مع الولايات المتحدة وروسيا، لن تسفر عن نتيجة، بل تزيد من تعقيد الوضع هناك".