حول العالم

فتاة من غزة تنهي كتابة المصحف كاملا بخط يدها (صور)

لم تتلق العقاد أي دورة في كتابة الخط العربي لكنها اعتمدت في كتابتها للمصحف على موهبتها- أرشيفية
بعزيمة وإصرار لم ينل منهما الفتور والملل، وبعد جهد دؤوب دام قرابة ثلاث سنوات متواصلة، انتهت شابة فلسطينية أخيرا من كتابة آيات المصحف الشريف بخط يدها.

وعقب تخرجها من الجامعة عام 2014، شرعت الشابة سعدية العقاد (24 عاما) في كتابة المصحف الشريف، واتخذت من منزل عائلتها المتواضع في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، مكانا وادعا لرسم آياته الكريمة، مستندة بذلك إلى تشجيع أفراد عائلتها الذين وقفوا بجوارها إلى أن اكتمل عملها.

موهبة خاصة

وتحدثت العقاد لـ"عربي21" عن انطلاق فكرة كتابة المصحف الشريف والأسباب التي دفعتها لذلك قائلة: " كانت هناك عدة دوافع لكتابتي للمصحف أولها طاعة وتقربا لله سبحانه وتعالى، ومن ثم هبة عن أرواح الشهداء جميعا الذين روت دماؤهم ثرى الوطن خاصة أخي الشهيد نور الدين، بالإضافة لتوعية الأجيال وتشجيعهم على كتابة المصحف وإبراز مواهبهم الدفينة".

ولم تتلق العقاد أي دورة في كتابة الخط العربي، لكنها اعتمدت في كتابتها للمصحف على موهبتها الخاصة، بالإضافة لمحاكاة الرسم العثماني الذي تكتب به عادة آيات المصحف الشريف.

واستمرت العقاد في كتابة المصحف الشريف قرابة ثلاث سنوات، حيث بدأت في خطه مطلع أيار/ مايو عام 2014، وانتهت من كتابته منتصف كانون الثاني/ يناير الجاري، بعدد صفحات كاملة بلغت 522 صفحة إلى جانب دعاء ختم القرآن الكريم والفهرس.

التطريز الفلسطيني

واستخدمت الشابة ورق "إيه 4" بالإضافة لقلم مخصص للخط العربي وقلم الحبر العادي لتشكيل ووضع علامات المصحف، إضافة للأقلام الخشبية الزرقاء التي جملت بها جوانب وحدود المصحف بالشكل النهائي.

ورغم التكلفة المادية، إلا أن العقاد لم تتلق مساعدة من أي جهة وقالت: " كتابتي للمصحف جهد شخصي، ولم ألجأ لأي جهة مسؤولة أو أي مؤسسة لتساعدني، لكني أدين بالشكر لأخي علاء الذي ساعدني في صنع الغلاف اليدوي والتطريز الفلسطيني التراثي حتى خرج المصحف بشكله النهائي".

ورغم الصعوبات التي كانت تواجه العقاد كضيق الوقت وانقطاع الكهرباء المتكرر ذللت العقاد كل العقبات بإصرارها على إنجاز عملها وقالت: " كانت هناك بعض الصعوبات التي عملت على تذليلها بالإصرار والإرادة والعزيمة فلا يأس مع الحياة".

كاتبة وأديبة


وعبرت سعدية عن أملها في وضع نسخة القرآن الكريم في أحد المتاحف، مشيرة أنها تجري اتصالات مع وزارة الأوقاف من أجل اعتماد النسخة.

وتطمح سعدية أن تصبح يوما كاتبة وأديبة مشهورة، وأشارت إلى وجود إصرار لديها للوصول لمكان متميز في عالم الأدب، مقدمة في ذات الوقت شكرها لعائلتها وأصدقائها وكل من ساعدها في إنجاز كتابتها للمصحف الشريف.