فرنجية: السعودية تخلت عن لبنان.. وفوز عون بالرئاسة في صالح إيران- أرشيفية
تحدث السياسي اللبناني والعضو في المجلس النيابي، سمير فرنجية، السبت في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، عن مستقبل حزب الله في الصراع السوري ونظام بشار الأسد.
وقال فرنجية إن حزب الله يعلم جيدا أنه من الصعب بقاء بشار الأسد لفترة أخرى على رأس الحكم في سوريا، لذلك فهو يعمل فقط على تأخير سقوطه لحين تحديد مستقبل جديد للبلاد، مشيرا إلى أن الطائفة الشيعية في لبنان "دفعت الكثير من دماء أبنائها" في سوريا، إذ أصبحت تجد نفسها الآن في "وضع لم تختره".
وفي رده على سؤال للصحيفة: هل فوز الجنرال ميشال عون بالرئاسة "خطوة إلى الوراء"؟ قال فرنجية: "إنه انتصار لحزب الله باعتبار أن الطرفين قررا إبرام تحالف منذ سنة 2006"، في المقابل، اعتبر فرنجية أن هذا الفوز ساهم أيضا في لم شمل الفرقاء، منهم ممثل الطائفة السنية، رفيق الحريري، وممثل الطائفة المسيحية، سمير جعجع.
وأضاف فرنيجة، وهو أحد أهم أعضاء حركة 14 آذار، التي تأسست سنة 2005 عشية اغتيال رئيس الوزراء السابق، رفيق الحريري: "بما أن هذا الفوز يخدم مصلحة حزب الله الشيعي، فهو بلا شك يصب في صالح إيران"، مستطردا أن "لبنان لازال بين أحضان إيران، إذ أن فوز عون من عدمه لن يغير الكثير في المشهد السياسي".
وقال المتحدث إن التأثير السعودي في لبنان تراجع عندما دعمت المملكة ترشح ميشال عون للرئاسة، معتبرا أن لبنان لم يعد يكتسي أهمية كبرى لدى السعوديين، و"الدليل على ذلك هو محاربة المملكة لأي تواجد إيراني في كل الدول العربية في المنطقة، إلا في لبنان".
و صرح فرنجية أن "الخروج بحلول سياسية في سوريا دون مشاركة الأسد، الذي لازال يقتل شعبه، من شأنه أن ينعكس إيجابا على لبنان، إذ أن ذلك سيهز صورة حزب الله، الداعم لبشار، في لبنان".
وأشار فرنجية إلى تأثير حزب الله على بلد الأرز، متسائلا باستغراب "ما الذي يريده هذا الحزب؟"، مردفا: "حزب الله يسيطر تقريبا على كامل البلاد".
وفي مقابلته مع "لوموند"، قال: "على الرغم من أن النظام الطائفي أثقل كاهل لبنان، إلا أنه حماه من جملة من الانقلابات خاصة في ظل تنوع الطوائف فيه"، مشيرا إلى أنه من الصعب أن تظفر طائفة معينة في لبنان بالحكم لوحدها، نظرا لأنها ستعتبر أقلية أمام الطوائف الأخرى، الأمر الذي يعيه تماما حزب الله.
ووصفت الصحيفة فرنجية بكونه "من بين السياسيين اللبنانيين القلائل الذين رحبوا بثورات الربيع العربي، حيث أكد أن اندلاع هذه الثورات سنة 2011 لا زال قابعا في الأذهان، رغم تحول بعضها إلى صراع طائفي كما هو الحال في كل من سوريا واليمن، على عكس التجربة التونسية التي اتخذت منحى إيجابيا.
وأشارت الصحيفة إلى تخوف الكثيرين من أن يصل مدى الصراع السوري إلى لبنان، لكن فرنجية قال إن اللبنانيين قد أخذوا العبرة من الحرب الأهلية، التي دمرت بلد الأرز في الفترة الممتدة بين 1975 و1990. مضيفا أن فكرة العودة لحمل السلاح لم تعد تتوارد إلى أذهان اللبنانيين. في المقابل، لم يخف تواجد صراع سني-شيعي في بلاده مستدلا بأحداث مايو/ أيار سنة 2008، عندما اقتحم حزب الله الشيعي العاصمة بيروت وسيطر بالكامل على غربها.