صحافة دولية

دراسة: رأسيات لاعبي الكرة المتكررة قد تؤدي للخرف

التايمز: ضرب الكرات الجلدية بالرأس بشكل متكرر يتسبب بأضرار للدماغ- أرشيفية
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها العلمي أوليفر مودي، يقول فيه إن لاعبي كرة القدم المحترفين قد يكونون عرضة لمستوى أعلى من خطر الإصابة بالخرف.

وتقول الصحيفة إن السبب في ذلك هو إصابة الدماغ المتراكمة، التي يتسبب بها تلقي الكرة وضربها بالرأس، والاصطدام باللاعبين الآخرين، والإصابات الأخرى على مدى عقود من ممارسة اللعبة، بحسب دراسة هي الأولى من نوعها.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه كانت هناك حالات متعددة من الإصابة بمرض الزهايمر بين لاعبي الكرة المشهورين المتقاعدين، من ضمنهم ثلاثة لاعبين من فريق إنجلترا الذي فاز بكأس العالم عام 1966.

ويذكر مودي أنه عندما توفي جيف آستلي، الهداف السابق في فريق بروميتش ألبيون، فإن قاضي الطب الشرعي الذي حقق في وفاته، سجل أن سبب الوفاة "مرض متعلق بالمهنة"، بعد معرفة أن ضرب الكرات الجلدية بالرأس بشكل متكرر تسبب بأضرار للدماغ.  

وتبين الصحيفة أنه عدا هذه الروايات، فإنه لا يوجد هناك دليل قوي يربط بين الخرف وكرة القدم، مستدركة بأن فريقا من الباحثين البريطانيين وجد مؤشرات أولية بأن لاعبي الكرة المخضرمين معرضون لتطور ضرر تدريجي للدماغ يرتبط عادة بالملاكمين المحترفين السابقين.   

ويلفت التقرير إلى أن العلماء قاموا بفحص أدمغة ستة لاعبين سابقين ماتوا في الستينيات من أعمارهم، بعد إصابتهم بالخرف، وقضوا ما معدله 26 عاما لاعبي كرة قدم، مشيرا إلى أن الفحوصات أظهرت أن أربعة من الأدمغة حملت علامات ضرر دماغي طرقي؛ "بسبب تكرار الضربات على الرأس"، الذي يعرف علميا باسم "chronic traumatic encephalopathy"، ويعني اعتلال الدماغ المزمن بسبب الضربات، وهذه نسبة ثلثين، في الوقت الذي كانت فيه النسبة العامة هي واحد من كل ثمانية.

ويستدرك مودي بأنه مع ذلك، فإن هناك حاجة للقيام بدراسة أوسع، تدرس العلاقة بين كرة القدم والخرف، لافتا إلى أن اتحاد كرة القدم التقى بالباحثين الذين قاموا بالدراسة، وقال إنه ينظر بعين الجد للنتائج التي توصل إليها الباحثون. 

وتنقل الصحيفة عن رئيسة القسم الطبي في الاتحاد تشارلوت كاوي، قولها إن الاتحاد بدأ بتمويل دراسة أخرى، تركز على اللاعبين المعتزلين؛ لبحث ما إذا كان احتمال إصابة لاعبي الكرة السابقين بأمراض في الدماغ أكثر من الآخرين.

ويفيد التقرير بأن اتحاد لعبة الرغبي وكرة القدم الأمريكية قاما بتغيير قواعد العرقلة، بعد سلسلة من الدراسات التي ربطت بين ارتجاج المخ وأمراض التنكس العصبية، مستدركا بأن الموضوع بالنسبة لاتحاد كرة القدم أقل وضوحا.

ويورد الكاتب نقلا عن اختصاصي الأعصاب في مستشفى سيفن كويد في سوانزي، دون وليامز، قوله إن البحث بدأ في الثمانينيات عندما سأل ابن أحد لاعبي الكرة المعتزلين والذي أصيب بالخرف، عما إذا أنه من الممكن أن يكون احتراف أبيه الكرة له علاقة بالمرض، وأضاف أن "الدماغ بنية حساسة، وقوامه هلامي، وأعتقد بأن هناك احتمالا بأن يتضرر من تكرار ضرب الكرة بالرأس على مدى فترة طويلة".

وتكشف الصحيفة عن أنه تم فحص الأدمغة الستة التي جمعها الدكتور وليامز على مدى الثلاثة عقود اللاحقة في جامعة لندن "يونيفيرسيتي كولج"، ووجد أن اعتلال الدماغ المزمن في حالتهم أكثر من الطبيعي، منوهة إلى أنه تم نشر نتائج البحث في دورية "Acta Neuropathologica" العلمية.

وينقل التقرير عن أستاذ علم الأعصاب في جامعة لندن هاو موريس، الذي شارك في البحث، قوله إن هناك أسئلة مهمة كثيرة، من بينها إن كان لاعبو الكرة الهواة معرضين أيضا للخطر، وأي دور يمكن لاعتلال الدماغ المزمن أن يؤديه في الخرف؟ وكيف يمكن تغيير قواعد اللعبة لحماية اللاعبين إن تم تأكيد النظرية من خلال أدلة إضافية؟

ويقول مودي إن قائمة لاعبي الكرة المصابين بمرض الزهايمر، مثل جاك تشارلتون، ونوبي ستايلز، وداني بلانتشفلور، و300 لاعب كرة قدم إنجليزي متقاعد تشبه ألبوم ملصقات لاعبي الكرة لفتى من ستينيات القرن الماضي. 

وتنوه الصحيفة إلى أن اتحاد الرغبي وكرة القدم الأمريكية قاما بالتعامل مع موضوع أثر عقود من المشاركة في ألعاب فيها خشونة على الدماغ، حيث تتساءل بعض العائلات التي فقدت عزيزا عليها من لاعبي الكرة السابقين: لماذا لا تزال اتحادات كرة القدم تعيش في حالة من الإنكار؟

وبحسب التقرير، فإن الجواب هو أنه ليس من الواضح إن كانت لكرة القدم علاقة بأضرار الدماغ، أو إن كانت هناك مشكلة أصلا، لافتا إلى أن الخرف يصيب واحدا من كل 14 شخصا فوق 65 عاما، وواحدا من ستة أشخاص فوق الثمانين عاما، مشيرا إلى أنه لا يتوفر ما يكفي من الإحصاءات المتعلقة بلاعبي الكرة وخطر الإصابة، ولا يعرف إن كانت فرص الإصابة مختلفة بالنسبة للاعبين السابقين. 

ويذهب الكاتب إلى أنه قد يبدو منطقيا أن ارتطام الرأس بكرة من الجلد عشرات المرات في اليوم كان له ثمن عند أبطال عام 1966، مستدركا بأن عينة الدراسة صغيرة جدا، بحيث يمكن عدها على أصابع اليد.

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن "لا أحد يعلم ما إذا كان الضرر بسبب ضربات الرأس، أم اصطدام اللاعبين ببعضهم، أم الإسراع والإبطاء السريعين للاعبي الكرة، ولا أحد يعلم ما إذا كانت الأمور مختلفة في اللعبة الحديثة، ولا أحد يعلم حتى ما إذا كان هذا الشكل من الضرر للدماغ يتسبب بالخرف".