انتقدت صحيفة "تشرين" الناطقة باسم
النظام السوري، سوء إدارة ملف الدواء لدى "وزارة الصحة"، معتبرة أن تأكيدات الأخيرة الدائمة والمتكررة على لسان وزيرها بشأن توافر الأدوية وعدم وجود نقص فيها، يناقض واقع المواطن المرير، والبحث المضني عن الدواء، مما يوضح "جليا أن وزارة الصحة ومسؤولي الملف الدوائي فيها في واد وأن واقع المواطن الذي بات مأزوما صحيا في واد آخر".
فيما وصفت كبرى شبكات الأخبار الموالية في محافظة
حلب، المدينة بـ"المنكوبة" بعد فقدان الأدوية في صيدليات المنطقة، وإعلان بعض معامل الدواء بريف حلب التوقف عن العمل احتجاجا على مصادرة سياراتهم وأدويتهم ومنع دخولها إلى حلب من قبل قوات النظام وحواجزه العسكرية التي تحيط بالمدينة، وخاصة حاجز "السعن" الشهير.
وأضاف المصدر أن "المصيبة الكبرى لم تكن في فقدان الأدوية فقط، إنما بسبب تصريحات وزير الصحة، التي تقضي بمحاربة معامل الدواء في حلب علنا، حين قال حرفيا: إن المعامل الدوائية في حلب أصبحت عالة على الدولة السورية".
يوما بعد يوم تتفاقم أزمة الدواء في المدن السورية عموما وحلب خصوصا، حيث أشارت صحيفة "تشرين" إلى مجموعة من الأصناف الدوائية غير المتوفرة والشحيحة في المحافظة، وأكدت وجود 48 صنفا دوائيا مفقودا معظمها مضادات حيوية بشكل عام ومضادات حيوية فموية من زمرة البنسلينات والسيفالورينات، إضافة إلى تحاميل السعال وشرابات الرشح والسعال والأوغمنتين حب وشراب والباراسيتامول الوريدي والابر المضادة للتشنج، وغيرها.
وأوضحت الصحيفة أن فقدان الأدوية السورية من الأسواق المحلية هو جزء من المشكلة وليس كلها، معتبرة أن "الأزمة الطاحنة" والتي لا تزال مستمرة من 6 سنوات وحتى اليوم، لها يد في نقص الدواء، إلا أن المدن السورية لم تشهد سابقا مثل هذا الفقد أو النقصان في الأدوية بالرغم من تدمير عدد كبير من المعامل وخروج البعض الآخر من الخدمة.
وبحسب المصدر، فإن
سوريا اليوم تشهد زيادة في عدد المعامل الدوائية من دون وجود أي معمل دوائي مغلق، حتى أنه توجد تراخيص جديدة لمعامل جديدة، "أي أن هناك وفرة في عدد المعامل الدوائية".
وأضافت الصحيفة أن هناك سوءا وضعفا في الإدارة "فإدارة ملف الدواء في وزارة الصحة مخترقة تعمل من حيث تدري أو لا تدري على تدمير الصناعة الدوائية، فالدواء الوطني كان يملأ رفوف الصيدليات، وكانت هناك عطايا للصيدلاني أما الصيدليات اليوم فهي فارغة، فالمواطن الذي يحتاج الدواء عليه أن يبحث في 4-5 صيدليات على الأقل حتى يحصل على طلبه إن وجد".
وفي هذا الصدد، اعتبر الموالون أن اختفاء الدواء بات بمثابة كارثة تعصف في حلب وأهلها، مثل كارثة المياه والكهرباء والغلاء والتدفئة وحواجز النظام التي تسرق وتمنع وتنهى وتأمر، ممن وصفهم المصدر بالـ"الشبيحة"، والذي أضاف أيضا: "لم تكن أكبر مأساة يشهدها التاريخ والتي تحدث في مدينة حلب تقتصر على المياه المنقطعة منذ أكثر من شهر وعلى الكهرباء التي مازالت تغيب عن حلب للعام الرابع على التوالي".
واستطردت الصحيفة: "ولا على الغلاء والمازوت والديزل، والأتاوات التي تدفع بشكل إجباري على شاحنات الغذاء القادمة إلى حلب، ولا عن الخطف والنهب والتعفيش واستباحة المدينة من قبل الشبيحة، لم تقتصر مأساة حلب على هذا فقط لأن مافيات وعصابات الحرب والشبيحة لم يكتفوا بعد من نهش لحم أهالي حلب وتدمير ما تبقى من مدينتهم".
فاليوم تدخل حلب في كارثة إنسانية جديدة، لتنضم إلى باقي الكوارث التي يعيشها ما تبقى من أهالي المدينة ممن وصلوا إلى مرحلة لا كلمات تُعبر عنها ولا عقول تستطيع أن الاستيعاب، بحسب المصدر.