منذ أن قام داعش بالعراق وسوريا يذكر الإنسان ما كان للجماعات الماركسية في الستينيات؛ فعندما حصل الاستقلال أرادت الدول التي لها مصالح في المنطقة في صناعة الشيوعية والماركسية، ولكن بطريقة تجعل الشعوب العربية تتمنى عودة الدول الاستعمارية بعد أن كانت تعتبرها عدوة من مواقفها كمحتلة، ورغبة في هذه الدول في مصالحها وأطماعها في خيرات هذه الدول فكانت صناعة نظام الماركسية في العراق واليمن الجنوبي، ونظام يساري متطرف في سوريا ومصر وليبيا وكذلك دول إفريقية وآسيوية. ولكن هذه الأنظمة قامت بالقمع ونشرت الفقر والجوع ولم تقدم سوى شعارات زائفة ومزورة لخداع الشعوب، وكانت روسيا تسيطر على هذه الدول، ولكن عسكريا جعلت هزيمة 67 تحمل هذه الدول ديونا لا قبل لها بها، ودمرت تلك الأسلحة في حروب مختلفة وصراعات وتصفيات جسدية.
وما إن سقط النظام الماركسي عادت أكثر هذه الدول إلى الغرب، ولكن لم يجد الناس من هذه الأنظمة ما يحقق لها من أحلام في الاستقرار والتنمية والحرية والتقدم والازدهار، ووصلت إلى ما سُمـي بالربيع العربي الذي شجعه الغرب وإعلامه ودفع به.
ونظرا لأن هذا الربيع كان مخترقا من جهات عديدة جعلت هذه الشعوب تتمنى عودة الأنظمة السابقة، وبرزت إيران كدولة تصدر الإرهاب والقمع في سوريا واليمن وليبيا من خلال جماعات مختلفة؛ ففي اليمن ظهرت الجماعة الحوثية التي أخذت وقطفت ثمار ما سمي بالثورة والاعتصامات بعد صفقة سرية مع الرئيس السابق؛ لتمكين الحوثيين وتسليمهم الأمور مقابل ترشيح ابنه، ولكن كانت تلك خدعة وقع فيها الرئيس السابق الذي حلم بالحصول على الحكم بطبق من ذهب، ولكن كانت النتيجة أنه أصبح تحت سيطرة إيران وحزب الله، ولم يعد له خيار، فقد قطع كل خيوطه مع الدول الخليجية التي أكرمته وأحسنت إليه وأنقذته بالمبادرة الخليجية، ولم يعد له خيار سوى إيران أو الموت، وهي ستتخلص منه بعد أن تحقق أهدافها. وهنا استخدمت إيران الجيش اليمني في صناعة جماعتي الإرهاب بأسماء مختلفة كأنصار الشريعة وكذلك ورقة الحراك، وأصبحت هذه الجماعات المتطرفة تقوم بأعمال لصرف النظر عن المعركة وعاصفة الحزم. وكذلك الحراك الذي هو جزء من المثلث الإيراني ويسعى لإقامة أرض خصبة لتصدير الإرهاب؛ فالحراك والجماعات الإرهابية هي الشيطان القادم في اليمن ومن يعرقل جهود القضاء على الحوثيين وحلفائهم.
أما في سوريا، فإن جماعات داعش التي ظهرت فجأة لتستنزف المعارضة وتشتت جهودها وجهود الدول التي تدعم الشعب السوري، بعد أن بدأ الأسد في قمع الشعب بأبشع الوسائل، وكانت هذه الجماعات تهدف للقضاء على انتصارات المعارضة في حلب وإدلب وحمص وحماة، وكان نظام الأسد يسهل لها الحصول على الأسلحة والأموال والمعلومات. وكذلك في العراق تم تسليمهم السلاح والمال مقابل تهجير السنة وإخراجهم من أراضيهم لتحويل هذا البلد إلى ولاية إيرانية مثل سوريا. وقد ظهرت مثل هذه الجماعات في دول الغرب بشكل دراماتيكي لمنع الهجرة وإعادة النظر في قوانين الهجرة لأسباب إنسانية حتى لا يسبب ذلك تغيير هوية وديمغرافية الدول الغربية، حسبما قال دانييل بايب الصهيوني المعروف الذي حذر من أن الهجرة من الدول العربية الإسلامية، سوف يغير الهوية ويجعل اليهود أقلية سكانية؛ ولذا كانت صناعة الإرهاب في أوروبا، ولا شك أن هناك برنامجا لتجنيد الشباب العاطل أو اليائس؛ ولذا فإن برنامج المخدرات أصبح من أقذر الوسائل لتدمير الشباب، كما أن هناك مراكز اتصالات عالية التقنية في إيران وإسرائيل والضاحية بلبنان، وكذلك أماكن أخرى هدفها إيصال ملايين الرسائل عبر واتس آب وتويتر وغيرهما بمعلومات مضللة كاذبة لإفساد الشباب الذين لا ينتبه لهم أحد، وأصبحوا صيدا ثمينا لهؤلاء، ولم نفكر في تحصين وحماية الشباب من هؤلاء.
الشرق القطرية