قضايا وآراء

المتغيرات الدولية والتحولات في المنطقة العربية

1300x600
في ندوة نظمها منتدى الفكر السياسي والاقتصادي، شارك المفكر العربي منير شفيق بمداخلة حول المتغيرات الدولية والتحولات في المنطقة العربية.

أثنى في بداية مداخلته على نجاح تونس في التقدم بتجربتها الديمقراطية الناشئة معتبرا هذه التجربة فريدة وتستحق العناية والمتابعة خاصة في ظل تواصل التحدي الاقتصادي والاجتماعي.

كما أكد ضرورة اهتمام تونس بعلاقتها مع الجارة الجزائر سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، إلى جانب أهمية البحث عن حلول مشتركة للوضع الليبي المهدد لاستقرار البلدين. معتبرا أن الحل في ليبيا لا يمكن أن يخرج عن دائرة الحوار والمصالحة السياسية بين جميع الفرقاء.

في هذا الإطار نذكر الجهد التونسي الجزائري والجلسات المتتابعة حول الشأن الليبي التي كان آخرها زيارة وفد من حزب النهضة يترأسه الشيخ راشد الغنوشي للقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

وصرح الغنوشي بأن السياسة الرسمية لكلا البدين تعمل على إيجاد تسوية تعيد الهدوء والاستقرار والتوافق الوطني بين كل القوى في ليبيا، وأن مبدأ التوافق والوئام الوطني يعتبر نموذجا لحل المشاكل التي تشهدها المنطقة العربية، خاصة الأزمة الليبية.

بالنسبة للوضع المصري اعتبر المفكر منير شفيق بأن تواصل ثنائية العسكر والإخوان لن تنقذ مصر وإنما ستعمق من أزماتها، كما أن رفع شعارات العودة للشرعية وإلى ما قبل 30 يونيو ليس ممكنا، والحل يكمن في حوار وطني داخلي يوقف هذا النزيف.

أما بالنسبة للقضية السورية فقد اعتبرها الأستاذ مختلفة تماما عن الوضع في باقي دول الربيع العربي، إذ ذكر بمواقفه منذ انطلاق الثورة السورية التي بين فيها خطورة مآلات الثورة إذا لم تتوفر شروط الانتصار السريع.

ورغم تأكيده على انحيازه لمطالب الشعب العادلة وحقه في حياة كريمة إلا أنه تساءل عن جدوى شعارات العدالة الاجتماعية إذا كان ما يدور في الواقع لا ينتج سوى الدمار والحرب الاجتماعية!

اعتبر منير شفيق أن سوريا كانت تحتاج فعلا لاصلاحات سياسية ولكن ما حدث دمر البلاد وقتل الشعب كما شتت صفوف قوى المقاومة.

في نفس الوقت أشار الضيف إلى مركزية القضية الفلسطينية في الفعل السياسي وعلى مستوى التحليل. ومن خلال بعض المعطيات بين ضعف الكيان الصهيوني في هذه المرحلة سياسيا وأمنيا تأكد ذلك مع عجز الكيان على السيطرة أو احتلال غزة، في مقابل فائض من العزيمة وروح المقاومة في صفوف الفلسطنيين.

أخيرا تحدث الأستاذ منير شفيق عن انخرام الموازين الدولية حيث إن القوى العظمى فقدت السيطرة على النظام العالمي، وداعش هي أحد نتائج هذا الاختلال في ميزان القوة، وتواصل بقائها يعود إلى هذا الخلل وليس بسبب قوتها أو نجاحها. 

وأكد أن المطلوب في هذه المرحلة من موازين القوى الجديدة عالميا وإقليميا وعربيا أن تطور نظرية التقاطع في قراءة العلاقات الدولية، بل والأدنى منها في العلاقة بين المحور الواحد التي أصبح التقاطع يغلب عليها وليس التحالف، مميزا بين التقاطع في السياسات من أجل تحقيق مصالح مشتركة وما هو ارتباط وارتهان.

* رئيس منتدى الفكر السياسي والاقتصادي
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع