يخضع الصحفي
السويدي "فريدريك أونيفول" هذا الأسبوع لمحاكمة بتهمة تهريب البشر بعد مساعدته لطفل سوري يبلغ من العمر 15 عاما من الوصول إلى السويد قادما من
اليونان.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن الصحفي السويدي قوله إن اللحظة التي قال له فيها الطفل "عابد": "خذني معك" كانت عبارة عن مزحة، وتحولت لشيء جدي".
الصحفي السويدي الذي كان يعد تقريرا من مخيمات
اللاجئين في اليونان، كان يحاور طفلا داخل إحدى المنازل المعدة لهم، عندما وجه الطفل طلبا مباشرا من الصحفي قائلا: "خذني معك".
ويظهر في الحوار المسجل بكاميرا الفيديو والذي ترجمته "
عربي21" مشاهد الحوار بين الطفل والصحفي، بدا الصحفي مرتبكا، قال له ولكنك لا تمتلك جواز سفر، حيث أجابه الطفل بأنه سيقوم بعمل جواز.
الصحفي السويدي قال إنه لم يفكر بالأمر، وبأنه لا يعرف ماذا سيحصل معه، وبأنه يريد أن يفكر في الأمر، وبأنه سيكون أمرا صعبا جدا القيام بذلك.
وأضاف "فريدريك" أنه إذا لم يفكر فيما طلبه الطفل عابد فإنه سيبقى يتذكره طوال حياته، ووجه حديثه للكاميرا قائلا: "ماذا كنت ستفعل لو كنت أنت؟ بالنسبة لي كنت سأحاول".
وسيتم إحضار المصور الصحفي "أونيفول" إلى المحكمة يوم الخميس القادم لمواجهة التهم ذاتها الموجهة إلى زميله بتهمة تهريب عابد إلى السويد عام 2015 خلال عملهم فيلما وثائقيا تم بثه في ذات العام.
ولاحقا قال "فريدريك" لشرطة السويدية إنه إذا لم يساعد الصبي، فإن الشعور بالخذلان سيطارده طوال حياته.
وأضاف أيضا :" إنه لأمر صعب أن أصبح رمزا لقضية ما أكبر من أي شيء كنا قد اختبرناه سابقا".
ولكنه قال إن الشيء الذي قام به لا يشعره بالعار أو الإحراج، "فغالبية المتابعين ومشاهدي الفيلم فهموا خياري الذي اتخذته، يمكنهم أن يضعوا أنفسهم مكاني، حتى لو كانوا مختلفين معي".
وكانت محكمة "كوبنهاجن" اتهمت الصحفي بارتكاب "تصرف جرمي" ومن خلال ذلك تضمن الشرطة السويدية إرسال رسائل قوية للاجئين، من خلال توقيف مئات السويديين الذين ساعدوهم، كما قالت الصحيفة البريطانية.
وذكرت الصحيفة أيضا أن المحكمة حاولت إجبار المواطنين على عدم مساعدة اللاجئين الفارين إلى أوروبا.
يذكر أن قصة الصحفي السويدي أشارت بوضوح إلى أن القانون السويدي يعتبر مساعدة الإنسان المضطهد جريمة، وعلى ذلك علق "فريدريك" قائلا: "فهمي للمدعين العامين في هذه الحالة هو أنه يوجد نقص في الوقائع القانونية، وأنا ليس لدي أي إحساس بأنني أقدمت على أي شيء خاطئ".
ووصف كاتب سويدي "أونيفول" بأنه "الدالاي لاما" الذي أصبح "الدالاي لاما" لكل شخص.
يذكر أن الطفل عابد بدأ حياته الجديدة في السويد، واستطاعت عائلته أن تنضم إليه في وقت لاحق، وهو على اتصال دائم بالصحفي "فريدريك"، واعتبرت الصحيفة أن عابد محظوظ بسبب المناخ السائد ضد اللاجئين في السويد هذه الأيام.
وختمت الصحيفة بسؤال "أونيفول" هل ستكرر ما فعلته ثانية؟ حيث أجاب قائلا: "إنه سؤال صعب، مع عابد أنا مستعد لتحمل ذات النتائج، لقد عرفت الثمن الذي ينتظرني إذا لم أساعده، هل أنا نادم على ما فعلت؟ لا.. لن أندم ولو لثانية واحدة".
لمشاهدة الفيلم الخاص بالصحفي وحواره مع الطفل عابد، حيث يبدأ من الدقيقة الـ 52،
إضغط هنا