كشفت صحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية، الأحد، عن الدور الروسي في ليبيا، واعتبرت موسكو صانعة السياسات في البلد بتقديمها الدعم لقائد الجيش اللواء المتقاعد خليفة حفتر، "مما يعرقل جهود الأمم المتحدة لبناء حكومة موحدة".
ونقل موقع "بوابة الوسط" الليبي عن الصحيفة البريطانية قولها إن موسكو "تدخلت في الأزمة الليبية لإنهاء الحرب التي اندلعت في الدولة منذ العام 2011"، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى أن بلاده "خُدعت" في قرار الأمم المتحدة الذي أجاز لحلف شمال الأطلسي قصف ليبيا وإسقاط معمر القذافي، معتبرة سقوط القذافي "ضربة لموسكو، التي وقعت عقودا لإقامة قاعدة بحرية في بنغازي قبل سقوط النظام بعام واحد".
ونقلت عن المدير المساعد للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، جوناثان إيال، قوله إن "الفوضى في ليبيا بمثابة فرصة للرئيس الروسي لإظهار أن موسكو لاعب أساسي في حل الصراعات والنزاعات على السلطة".
وأوضح أن الرئيس الروسي "لديه نزعة شديدة لمحو ما شعر به من إهانة في ليبيا، ومن ثم كانت انطلاقته في سوريا لإظهار أن روسيا قوة كبرى ولا يمكن تجاهلها عند حل الأزمات الدولية. ولهذا يعمل للتأكيد أنه لا غنى عنه، ويعمل جاهدا للاتفاق مع دونالد ترامب حول ليبيا على هذا الأساس".
وحذرت "ذا صنداي تايمز" من أن جهود المبعوث الأممي مارتن كوبلر لتحقيق التوافق بين جميع الأطراف المتنازعة بليبيا "معرضة للانهيار مع فشله في إقناع حفتر أو خصومه في الانضمام للمفاوضات".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى سيطرة "قوات خليفة حفتر على مساحات واسعة شرق ليبيا، إضافة إلى منطقة الهلال النفطي"، كما أشارت إلى حربه ضد عناصر القاعدة وتنظيم الدولة.
ونقلت الصحيفة البريطانية تصريحات حفتر لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية التي كشف فيها عن "التزام الرئيس الروسي برفع حظر السلاح المفروض على ليبيا"، مؤكدا على تواصله مع الروس "لأن لديهم رؤية واضحة بشأن مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، وهم يحترمون التزاماتهم، ويحترمون القرارات الأممية بما في ذلك قرار حظر التسلح على الليبيين"، على حد تعبيره.
اقرأ أيضا: حفتر: روسيا مستعدة للعمل على إلغاء حظر بيع السلاح لليبيا
وكان من المفترض أن تحل حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج مكان الحكومتين اللتين كانتا تتنازعان السلطة في ليبيا منذ نحو عامين، واحدة في الشرق، والثانية في طرابلس. إلا أنها فشلت في ذلك.
ولم يتمكن السراج بعد من الحصول على ثقة البرلمان الليبي في طبرق في شرق البلاد، كما لا يزال حفتر يرفض تسليم السلطة لحكومة السراج.