حذّرت
دراسة كندية حديثة، الأشخاص الذين يعيشون قرب طرق مزدحمة، من ازدياد مخاطر إصابتهم بالخرف، مقارنة بمن يسكنون بعيدا عن ذلك.
الدراسة أجراها باحثون بمؤسسة أونتاريو للصحة العامة، ومعهد العلوم الإكلينيكية التقويمية في
كندا، ونشروا نتائجها، الخميس، في دورية "لانسيت" الطبية.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الباحثون 6.6 ملايين شخص، لرصد تأثير تلوث الهواء على الدماغ البشرية، وذلك لفترة متابعة امتدت لأكثر من 10 سنوات.
ووجدوا أن من يعيشون بالقرب من الطرق الرئيسية المزدحمة، يزيد لديهم خطر الإصابة بالخرف إلى 12
% أكثر من غيرهم.
أما من يسكنون في نطاق يصل إلى 50 مترا من الطرق المزدحمة، فتزداد احتمالات إصابتهم بالخرف بنسبة 7%، وينخفض الخطر إلى 4% لدى من يبعدون عن الطرق المزدحمة بـ100 متر.
وقال الدكتور راي كوبس، خبير الصحة البيئية والمهنية، وقائد فريق البحث: "يمكن أن تدخل ملوثات الهواء إلى مجرى الدم وتؤدي إلى الالتهاب الذي يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية، وربما حالات أخرى مثل السكري".
وأضاف أن "نتائج الدراسة تشير إلى أن ملوثات الهواء التي يمكن أن تصل إلى المخ عبر مجرى الدم وقد تسبب مشكلات عصبية".
والخرف هو حالة شديدة جدا من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورا في الدماغ، ويعتبر
الزهايمر أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجيا لفقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، وعلى التواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
ويعتبر الزهايمر أحد أشكال
الخرف، ما يعني أن الأخير أكثر شمولا، فالأول تظهر أعراضه على الذاكرة في بداية التقدم في العمر، حيث يواجه الإنسان صعوبة في تذكّر المواقف والأشخاص، ثم تظهر أعراض متقدمة مثل الارتباك والعدوانية والتقلبات المزاجية، وانهيار اللغة وفقدان الذاكرة لمدى طويل، لكن الآخر يشمل أشكالا أخرى من تدهور العقل كالجنون التام، أو فقدان القدرة على التعلّم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالخرف في 2015 بلغ 47.5 مليون، وقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السن.
وكشفت دراسات سابقة حذّرت من أن الأطفال الذين يعيشون في المدن، بالقرب من المناطق ذات الكثافة المرورية العالية، مهددون بخطر الإصابة بأمراض الربو.
وصنّفت منظمة الصحة تلوث الهواء خارج المنزل بأنه "أهم المخاطر البيئية المحدقة بالصحة،"، وأنه مسؤول عن وفاة3.7 ملايين حالة في جميع أنحاء العالم عام 2012 فقط، بينهم 210 ألف شخص في إقليم شرق المتوسط وحده.