تفاعل مستخدمو
التواصل الاجتماعي حول العالم؛ مع اختفاء حساب الطفلة السورية في أحياء
حلب الشرقية المحاصرة، بانا العابد، من "تويتر"، منذ مساء الأحد، عقب آخر تغريدة لها أفادت فيها عن خشيتها من إلقاء قوات النظام القبض على العائلة.
وكان الحساب باسم بانا (سبعة أعوام) والذي يغرد وينشر تسجيلات فيديو باللغة الإنجليزية، قد افتتح قبل ثلاثة أشهر، ويتابعه نحو 200 ألف شخص، وسعت من خلاله مع والدتها إلى إطلاع العالم على المجازر التي تشهدها الأحياء الشرقية لحلب.
"أين بانا؟"
وإثر إغلاق الحساب، نُشرت على موقع "تويتر" أكثر من ألف تغريدة تتساءل عن مصير بانا ووالدتها، تحت الهاشتاغ "WhereisBana#".
وتوالت عبر الوسم تغريدات باللغة الإنجليزية، فقالت إيم جليسون: "أنا وسام تناقشنا حول بانا وقلبي محطم".
وغرد نيل هورمان: "حساب تويتر للطفلة بانا التي كانت تغرد عن أهوال الحياة في حلب الآن صمت".
وبالفرنسية قالت سوزانا: "بانا الصغيرة التي تغرد عن القصف في حلب أتمنى أن تكوني أنت وأسرتك بخير".
وغرد جانوس لوبان": "حساب تويتر للطفلة بانا العابد ذات السبع سنوات وتغرد من حلب تم حذفه".
تغريدات من قلب حلب وحتى الاختفاء
بانا التي تقول إنها تقطن حي القاطرجي، شرقي حلب، دأبت بمساعدة والدتها فاطمة، مدرسة اللغة الإنجليزية، على توجيه دعوات من أجل أن يتحرك العالم لإنهاء المجازر في المدينة، من خلال تغريدات باللغة الإنجليزية.
وفي آخر رسالة كتبتها والدة بانا عبر "تويتر: السبت، قالت: "الآن متأكدون بأن الجيش (قوات الأسد) سيقبض علينا، سنرى بعضنا البعض في يوم آخر، أيها العالم الحبيب".
وكان منزل بانا قد تعرض للقصف في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، لكنها نجت ووالدتها، حسب قولها في تغريدة: "الليلة منزلنا تدمر، لقد قُصف ونحن تحت الأنقاض، رأيت جثثا وكنت على وشك الموت"، مرفقة التغريدة بصورة لها وغبار الأنقاض يغطي ملامحها. وفي اليوم ذاته قالت: "نحن الآن تحت قصف عنيف، ما بين الحياة والموت".
وغردت الوالدة بعدها بساعات قائلة: "الكثير من الناس قتلوا في القصف العنيف. ونحن نهرب"، دون أن يتضح إلى أين توجهت مع ابنتها، ثم تواصلت التغريدات عبر حساب بانا في الأيام التالية قبل إغلاقه مساء أمس الأحد.
ولم يتضح على وجه الدقة ما إذا كانت إدارة موقع "تويتر"، هي التي أغلقت الحساب أم أن صاحبة الحساب قد أغلقته برضاها أو تحت الإجبار، وذلك لأن التغريدات الأخيرة للوالدة اتسمت بالقلق والخشية من أن يلقي جنود النظام القبض عليهم بسبب الرسائل التي ينشرونها، حيث إن آخر تغريدة كتبتها بأن الجيش سيقبض عليهم مما أثار القلق من إمكانية تصفية الأم والطفلة.
وكانت أكثر مشاركات بانا تأثيرا مقاطع الفيديو التي نشرتها، حيث يُسمع دوي التفجيرات، وتخاطب فيها العالم طلبا للمساعدة.
واجتذبت بانا اهتمام النشطاء بعدما أرسلت الكاتبة "جي كي رولينغ" لها السلسلة الكاملة لقصص "هاري بوتر" الشهر الماضي، بعد أن كتبت بانا أنها "تحب القراءة لتنسى الحرب".