سياسة عربية

سلايت: لماذا لا تعني خسارة حلب نهاية المقاومة بسوريا؟

المعارضة اعتبرت تراجعها بحلب سيساهم في تعزيز تماسك القوى المناهضة للأسد - أرشيفية
نشرت صحيفة "سلايت" الناطقة باللغة الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن عدم يأس المعارضة السورية التي تعتبر أن الخسائر التي تتكبدها في حلب، لا تعني نهاية النضال ضد "وحشية النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين". لكن على الرغم من ذلك، لا يخفي جزء من المعارضة خيبة أمله العميقة نتيجة الخسائر التي تكبدها.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سقوط بعض مناطق حلب الشرقية في الأيام القليلة الماضية، في قبضة النظام السوري وحلفائه، خلقت موجة من الصدمة بين صفوف المعارضة والمراقبين الدوليين. كما أنه ليس من المستبعد أن تواجه المعارضة هزيمة كاملة في الأحياء الشرقية لحلب، مع فرار حوالي 50 ألف مدني من تلك المنطقة. 
 
ومن جهة أخرى، بينت الصحيفة أن الأمل في استمرار النضال من أجل المثل العليا الثورية، لم يتلاش بعد؛ على الرغم من أن معنويات المعارضة السورية هي الآن في أدنى مستوياتها منذ سنة 2012. 
 
وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لرئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا، فإن "النضال ضد وحشية النظام وحلفائه، سيتواصل في جميع أنحاء سوريا. وعموما، فإن القوى الثورية لا زالت تسجل تواجدها في كل من ريف حماة، وريف حمص، وشرق الغوطة، فضلا عن بعض الأحياء الداخلية في العاصمة. كما أنها تعهدت بمواصلة القتال". 
 
وبحسب المعارض نفسه، فإن "آخر معاقل المعارضة لن تسقط، كما أنه في حال سقطت حلب بأسرها، فإن ذلك لا يعني نهاية مقاومة المعارضة السورية أو نهاية الثورة السورية". 
 
وأوردت الصحيفة أنه بالنسبة للصحفي ثائر محمد، المتواجد في سوريا، فإن "تراجع المعارضة السورية من الأحياء الشرقية لحلب هو أمر لا مفر منه، في الوقت الذي استنفذت فيه ذخيرتها من الأسلحة، وكذلك ذخيرتها من المؤونة والأدوية". 
 
ويواصل محمد قائلا: "ستساهم هذه الخطوة في تعزيز تماسك القوى المناهضة للأسد وحشد صفوف المعارضة من أجل الدفاع عن ثورتهم بشكل أفضل". 
 
ومن جهتها، قالت الناشطة المناهضة للنظام السوري رشا لطفي، إنه "بإمكان الطاغوت الأسد قتل الآلاف من الأبرياء، ولكن لا يمكنه أن يقتل أحلامهم أو رغبتهم في الظفر بالحرية". وأضافت لطفي أنه "حتى لو تمكن الأسد من السيطرة كليا على حلب، فإن روح الثورة ستبقى دائما حية إلى الأبد، وسوف تولد من جديد من رماد، مثل طائر العنقاء". 
 
ونقلت الصحيفة عن غياث عبد العزيز الذي كان لاجئا في لبنان والذي تمكن من تسوية وضعيته واللجوء في إيطاليا، فإن "الثورة السورية ستستمر حتى الإطاحة ببشار الأسد". 
 
وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لمعارضين آخرين، فإن "سقوط جزء من الأحياء الشرقية تحت سيطرة النظام السوري، يعني انتكاسة خطيرة للمعارضة السورية، على الأقل على المدى القريب، نظرا للأهمية الاستراتيجية للمدينة الثانية في سوريا". 
 
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن أحد الشباب المعارضين، أسيد باشا، قوله إنه "كانت لديه آمال كبيرة في مدى قوة المدينتين السوريتين، حلب ودرايا، اللتين تتمركز فيهما عدد من المجموعات التابعة للجيش السوري الحر الذي يقاتل تحت راية الثورة؛ ولهذا السبب بقي كل هذه السنوات في سوريا. إلا أنه بعد سقوط درايا، واتجاه حلب نحو نفس المصير، فقد الأمل". 
 
وأضافت الصحيفة أن النظام السوري ليس المجرم الوحيد والمذنب الأوحد في حق سوريا، فحتى الجماعات المعارضة، لها دور في تدمير سوريا. 
 
وأوردت الصحيفة قول أسيد باشا بأن "النظام فعل كل ما بوسعه لتدمير القوى المعارضة المعتدلة، وساهم في نشر التطرف في شوارع خصومه. وبهذه الطريقة، أخرج النظام صورة لنفسه يغالط من خلالها الرأي العام، من خلال إظهار أنه حصن ضد التطرف والضامن للعلمانية". 
 
وأضاف باشا أن "النظام ظهر، بالنسبة للعديدين بفضل هذه الصورة، الطرف الأقل سوءا من تنظيم الدولة والنصرة. كما أنه نجح في إقناع الرأي العام بهذه الصورة، على المدى القصير على الأقل".
 
وأشار أسيد باشا إلى أنه "في المقابل، نسي السكان أنهم ساهموا في هذا التطرف الذي ينشره الأسد، وتحالفوا ضمنيا مع تنظيم الدولة. وإلى جانب ذلك، فإنه من المتوقع أن يسمح السكان للجماعات المتطرفة المتواجدة بقوة في إدلب بكسب الأراضي على حساب القوى المعتدلة". 
 
وأضافت الصحيفة أن وجهة النظر الأخيرة، لا تتوافق مع رأي إحدى المعارضات السوريات التابعة للائتلاف الوطني السوري والتي رفضت الكشف عن اسمها. فبالنسبة لها، فإن "الثورة السورية قد انتهت منذ فترة طويلة".
 
وأضافت هذه المعارضة أنه "منذ أن لعبت الأسلحة والدين دورا هاما في الثورة السورية، جردت الثورة من معناها الحقيقي وتحولت إلى حرب دينية بالوكالة بين مختلف القوى المتدخلة في الصراع السوري".