قطعت صرخة رضيع فجأة سير جلسة عامة تحت قبّة البرلمان التونسي، حين كان وزير الشؤون المحلية والبيئة يجيب عن تساؤلات نوّاب مجلس الشعب، في إطار مناقشة ميزانية وزارته وبرنامجها لسنة 2017.
وكان الوزير رياض المؤخّر يتحدّث، مساء الثلاثاء، عن الاقتصاد الأخضر وحقوق الأجيال المقبلة قبل أن يجيبه رضيع، تبيّن فيما بعد أنّه نجل النائب النهضوي أسامة الصغير، بصرخة قوية ملأت أرجاء المجلس فيتوقف الوزير عن الكلام ملتفتا بنظره على يمينه في محاولة منه لفهم ما حدث، وسط قهقهات النوّاب وتصفيقهم.
وقال الوزير: ".. هي الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، الذي لدينا فيه إمكانيات تشغيل كبيرة، هو حقوق الأجيال المقبلة.. هو التلوث الصناعي.. هو المنظومات البيئية.. هو واحاتنا.. هو التحكم في الموارد الطبيعية"، وهنا أطلق نجل الصغير صيحة ردّ عليها الوزير بابتسامة.
الأجيال القادمة
وتحدّث الوزير بكلام غير واضح مع إطار بوزارته كان إلى جانبه، ليردّ الأخير بقوله: "الأجيال القادمة"، ويعمّ قاعة الجلسة تصفيق وقهقهات النوّاب، عقّب عليها الوزير بقوله: "حاجة طريفة" (شيء طريف) ثم يستأنف مداخلته.
وأوضح أسامة الصغير، الذي تولّى مهمّة ناطق رسمي باسم المؤتمر العاشر للحركة، في تصريح لإذاعة "موزاييك" الخاصة أنّه جلب ابنه مضطرا إلى البرلمان حتى يستطيع المشاركة في التصويت على ميزانية الدولة.
وضجّت صفحات مواقع التواصل بالتعليقات الساخرة والمرحّبة بهذا المشهد الطريف الذي لم يألفه التونسيون من قبل.
وعلّقت ألفة هلال في "فيسبوك" بقولها: "هل ما زال شيء آخر لم تفعلوه.. كثر الهم يضحك"، بينما قال حبيب الزعيم: "مهازل آخر زمان نائبة انتخبت لخدمة الوطن ومصلحة الشعب تصطحب رضيعها يا ناري عليك يا وطني".
روضة
وكتب منتصر فرايدي: "حتى هو المجلس ما يجي كان روضة... طول النهار اسكت انت اتكلم انت".
وقالت نبيلة بوشعالة: "ما شاء الله هذه قالتلهم اسكتو والله (...) يضحكوا على الشعب".
وعلّقت "دادو راو" بقولها: "لا المواطن عندو كرامة ولا الدولة عندها قيمة... في المجلس عادي تلقى نائبة عفشة تفصص في الجلبانة وتتكلم باسم الشعب البوهالي (الأبله) #جمهورية_الموز".
وقال لطفي كردغلي: "ياناري عليك يا تونس. قوم يا بورقيبه اعمل طلة وارجع شوف اش عملوا بمجلس الأمه".
وتساءلت ضحى الزواوي: "وما لو بقي في بيته وماذا ستزيد مشاركته في التصويت"، بينما علّق "الزو النبّار" بقوله: "العيب في جايب (جالب) الخبر. ما استنتج من جلسات المجلس والميزانيات حتى شيء. اختصاصه في مجلة سيدتي. أخباركم تافهة كيف مراسليكم".
وفسّر عبد القادر بالطيب سر صراخ الرضيع بأنّه "فدّ (ضجر) من الكذب"، بينما اقترحت وداد فارس: "وإحنا هل عندنا الحق نأخذ رضع للقسم (الفصل) إحنا زادة معلمين".
يستحق تحية
لكنّ مرجانة انتقدت الذين سخروا مما حدث بقولها: "بالله يزيو (كفى) بلا عقد وتعاليق متخلفة. كان صارت في أوروبا راكم قلتو wow محلاها الفازة (اللقطة) قداش من نائبة في العالم الكل تضطر تهز صغيرها للبرلمان، وتصاورها يقعدوا inspiration للناس، والعرب تتفرج وتصلي عالنبي.. على كل هو نائب جاب ولدو مش نائبة، معناها هو يستحق تحية أكثر لأنه أب رائع".
وكتب جمال الخضراوي: "شوف ها الشعب إلي تعبى (امتلأ) بالمنافقين.. ماشفتوش إلي الوزير السكران.. وشديتو في الرضيع".
وعلّقت سارة الجماعي بقولها: "وماذا فيها كيف أخذ ولدو معاه يطيشو في الشارع (يلقيه) كيف ما عندوش حل.. ولو صارت في الخارج عند الأجانب راهوا الناس عجبتها الحكاية".