تحدثت مجلة "نيوزويك" عن الاهتمام الجديد بفيلم عرض على "يوتيوب"، عن مسلم تظاهر بأنه أعمى، وبجانبه يافطة مكتوب عليها: "أنا مسلم، ولست إرهابيا، هل تريد معانقتي؟".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن فكرة الفيلم جاءت في تشرين الثاني/ نوفمبر، وذلك بعد هجمات باريس، التي راح ضحيتها 130 شخصا، وأدت إلى تجدد المشاعر المعادية للمسلمين في أوروبا، وهو ما دفع الناشط على "يوتيوب"أريان الكاشف من الدانمارك، للعمل على هذه الفكرة.
وتذكر المجلة أن الكاشف وضع على "يوتيوب" فيديو تحت عنوان "تجربة ثقة لمسلم أعمى"، وفيه شوهد الكاشف وهو يقف في شوارع أرهوس في عدد من الأماكن، وقريبا من ممرات المشاة، وعصب عينيه، وفتح ذراعيه، وإلى جانبه يافطة مكتوب عليها: "أنا مسلم والناس يقولون إني إرهابي، هل تثق بي؟ لو كانت الإجابة (نعم) عانقني".
ويلفت التقرير إلى أن الناس ردواعلى اليافطة بنوع من التعاطف والدفء، حيث شوهد الكاشف في الفيديو وهو يُعانق من الرجال والنساء، مشيرا إلى أنه في اللحظة الأخيرة من الفيديو،شوهد وهو يعانق من رجل على كرسي متحرك.
وتقول المجلة إنه مر عام على الفيديو، الذي وضع في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وعاد الاهتمام به مرة أخرى في الأسبوع الماضي، بعد الحدث غير العادي بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه منذ الانتخابات الأمريكية شاهد الفيديو 400 ألف شخص.
ويفيد التقرير بأن الفيديو حظي باهتمام جديد في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في رد على النتائج المثيرة للجدل للانتخابات الأمريكية، التي هاجم فيها الرئيس المنتخب عددا من الأقليات.
وتنوه المجلة إلى أنه بعد أربعة أيام من إعلان نتائج الانتخابات، فإنه تم نشر تجربة الكاشف من جديد على "تويتر"، لافتة إلى أن زندايا، المعروفة بدورها في "سبايدر مان: هومكمينغ" (الرجل العنكبوت: العودة)،قامت بإرسال الفيديو عبر تغريدة إلى معجبيها، البالغ عددهم 6.9 مليون شخص، وتم تداوله أكثر من مرة، وحصل على أكثر من نصف مليون إعجاب "لايك".
ويذكر التقرير أنه تمت مشاركة الفيديو مرة أخرى بعد يوم واحد، في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، وهذه المرة على صفحة "فيسبوك" الخاصة بالمذيع "دي جي سامي إرساك"، حيث شاهد الفيديو خلال أسبوع واحد على صفحته 58 مليون شخص، وحظي بـ940 ألف "لايك"، وتمت مشاركته 919 ألف مرة.
وتورد المجلة أن الكثيرين كتبوا تعليقات تعبر عن الأمل والتسامح، تماما مثل ما أراد الكاشف تحقيقه، وقال أحدهم: "لو كنت مسلما، مثليا، ملونا، وأيا كنت، لا تشعر بالخجل أو الخوف من أنك موجود في أمريكا، فأنت مرتبط هنا وأنا معك"، وكتب آخر: "فيديو جميل، بالتأكيد سأعانقه".
ويشير التقرير إلى أن الكاشف عبر في حديث معه عبر الهاتف، عن امتنانه للانتشار الذي حظيبه الفيديو، وقال: "لا أعرف ما يجري، فهو يحظى بانتشار يكبر ويكبر، هذا وضع جنوني، وتلقيت رسائل من أنحاء العالم كله، قال فيها أشخاص إنهم تأثروا بالفيديو".
وتستدرك المجلة بأن الكاشف لا يرى أن الاهتمام المفاجئ بالفيديو هو نتيجة للانتخابات الأمريكية، حيث قال إنه "لا يريد الاعتقاد بأنه كذلك"، وأضاف: "لدى ترامب الكثير من المشاعر حول عدد مختلف من الأقليات والأديان، وما يؤيده يجب ألا يكون صورة العالم".
وبحسب التقرير، فإنه لم يكن هدف الكاشف في البداية أن يكون الفيديو تعليقا على ما حدث في أمريكا، فقد كان طموحه محليا وقريبا من بلده في الدانمارك، فبعد هجمات باريس انتشرت المشاعر المعادية للإسلاموفوبيا داخل الدانمارك وأوروبا .
ويقول الكاشف: "بعد هجمات باريس، شعرت أن الناس لديهم مشاعر سلبية، وكانت هناك كراهية شديدة تجاه بعضهم، أردت أن أظهر أنني مسلم، لكن لا علاقة لي بها، وليس هذا ما يعلمني إياه ديني، وأردت نشر الحب".
ويضيف الكاشف للمجلة: "نعيش في عالم واحد، وكلنا بشر.. وهجمات باريس كانت هجوما على الجميع"، ويأمل بأن يستلهم البعض تجربته، ويقومون بتجارب مماثلة للدفاع عن قضايا مهمة، وقال إنه شعر بالتعاطف مع ما فعله رجل يعاني من مرض فقد المناعة "أتش آي في"، وطلب العناق.
وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أنه عندما سئل الكاشف عما إذا كان سيعانق ترامب، فإنه أجاب قائلا: "طبعا، نعم"، وأضاف: "أريد عناقه، فلديه الكثير من الكراهية، وأتمنى لو أحب الجميع، أيا كان دينهم أو عرقهم".