سياسة عربية

كيف رد حزب النور وبرهامي على بيان البرادعي؟

البرادعي
لجأ كل من حزب النور (ذو التوجه السلفي)، وياسر برهامي، نائب رئيس "الدعوة السلفية"، إلى التجاهل الرسمي، والمهاجمة عبر التصريحات المقتضبة، في التعامل مع البيان الذي أصدره، النائب السابق لرئيس الجمهورية، محمد البرادعي، الثلاثاء، عارضا ما قال إنها "حقائق" حول موقفه قبل فض اعتصامي "رابعة والنهضة" بالقوة، وانسحابه من منصبه.

فقد تجاهل النور وبرهامي بيان البرادعي، ولزما الصمت، ولم يصدر عن أي منهما بيان رسمي إزاء ما جاء في بيان البرادعي، الذي يحمله البعض على أنه "إدانة كاملة لموقفيهما معا (الحزب والدعوة) إزاء المشاركة في مشهد الانقلاب العسكري، يوم 3 تموز/ يوليو 2013.

وفي الوقت نفسه، اكتفى كل من النور وبرهامي، بتصريحات مقتصبة للغاية، منسوبة إليهما، ومصدرها واحد، هو جريدة "المصريون"، وهي التصريحات التي تجاهل نشرها موقع جريدة "الفتح" الخاص بالدعوة السلفية، وموقع "أنا السلفي"، الخاص ببرهامي، وموقع حزب النور، وصفحته الرسمية على "فيسبوك".

موقف "الدعوة السلفية" وتصريحات برهامي

وفي تصريحاته التي خصَّ بها صحيفة "المصريون"، قال برهامي إن "خروج البرادعى بتصريح في هذا التوقيت قبل 11 نوفمبر في غاية الخطورة، وهو تصرف غير مناسب، خاصة وأنه ردد هذا الكلام من قبل أكثر من مرة". 

وذكر برهامي أن "البرادعي دائما ما كان يتحدث عن خوفه على مصر، فأين هذا الخوف حينما يخرج ببيان كهذا في ذلك التوقيت الحرج؟"، وفق تساؤله. 

وحذر من أن بيان البرادعي قد يدفع بمزيد من الاحتقان الشعبي في وقت يدفع فيه الشعب ثمنا باهظا، وفق تعبيره. 

وزعم أن "البرادعي أراد بهذا التصريح إضعاف الثقة في وقت يحتاج فيه الشعب لزيادة الثقة حتى لا تتأزم الأوضاع أكثر فأكثر".

وشدد على أنه "ينبغي عليه (البرادعي) ألا يصدر مثل هذه التصاريح أيا كانت الاختلافات مع القيادات فلابد من تغليب وحدة الصف في هذا الوقت"، حسبما قال. 

وغير بعيد، قال القيادي بالدعوة السلفية، علي حاتم، إن حديث البرادعي لا طائل منه، وإن الهدف من ورائه البحث عن دور، وإحداث حالة من الجدل في ظل دعوات التظاهر المقبلة، التي تعرف بـ"11/11"، ظنا منه أن تلك المظاهرات ستنجح، وأنه سيكون له نصيب فيها، وفق قوله.

ونقلت صحيفة "البوابة نيوز"، عن حاتم قوله الأربعاء، إن البرادعي يحاول استغلال الظروف لتحقيق مصلحة خاصة، لكن هدفه غير وطني؛ لأنه إذا أراد الاستقرار لمصر فإنه لن يتحدث في مثل هذا التوقيت من أجل إحداث الجدل.

وأضاف: "الدولة سلكت الآن كل المسالك الشرعية، واستكملت خارطة الطريق، وأصبحت تمتلك مؤسسات وبرلمانا وحكومة تسعى لتوفير حياة جيدة للمواطنين، وإن كان هناك قصور في أداء المؤسسات فلابد له من توجيه النصيحة، والحث على العمل، بدلا من التحريض على صنع أزمة"، حسبما قال.

وكانت الدعوة السلفية أصدرت بيانا في 2 تموز/ يوليو 2013، طالبت فيه "مرسي" بإعلان موعد انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل حكومة تكنوقراط محايدة تكون قادرة على حل المشكلات الحيادية للشعب، وتشرف علي الانتخابات البرلمانية المقبلة، وتشكيل لجنة لبحث اقتراحات تعديل الدستور مع الإصرار علي عدم المساس بمواد الهوية
.
"النور".. صمت وهجوم

وإزاء موقف حزب "النور"، تساءلت صحيفة "التحرير"، الخميس: "صمت "النور" على بيان البرادعي.. تأييد أم تجاهل؟"، مشيرة إلى التزام حزب "النور" الصمت حيال بيان البرادعي، مشيرة إلى أنه لم تخرج عن قياداته أي تصريحات بشأنه، ما يطرح تساؤلا حول ما إذا كان الحزب راضيا عما جاء فيه، أم أنه يتجاهله؟ 

وأشارت "التحرير" إلى أنه "كثيرا ما شكك الحزب السلفي في وطنية الرجل، كما أعلن دائما رفضه الترشيحات التي تأتي باسم البرادعي على أي منصب سياسي، إلا أنه، وعلى غير العادة، يتفق مع الرواية التي ذكرها البرادعي بشأن أحداث ما بعد بيان 3 يوليو". 

لكن صحيفة "المصريون" انفردت بتصريحات لعضو الهيئة العليا لحزب النور، صلاح عبد المقصود، قال فيها إن "تصريح البرادعي في هذا الوقت محير، وإذا كان يتحدث عن حقائق فلماذا تأخر بها لأكثر من عامين".

وتابع عبد المقصود: "اختيار البرادعي لهذا التوقيت قبل 11 نوفمبر، التي لا نعلم حتى الآن القوة الداعية لها، هدفه إشاعة البلبلة، وزيادة الاحتقان، واستغلال الأوضاع الاقتصادية المتردية، وحالة السخط الشعبي الناجم عنها". 

وأكد، وفقا للصحيفة، أنه "لا يعتقد أن تكون نية البرادعي العودة لمصر، أو أن يكون تصريحه لكسب الشعب"، مشيرا إلى أن البرادعي "إذا فكر في هذا الأمر يكون مخطئا، لأن الشعب لم يعد يهتم لأمره"، بحسب تعبيره. 

وغير بعيد، كتب الناشط السلفي، رجب أبو بسيسة، تدوينة بصفحة "جبهة دعم حزب النور"، الخميس، شن فيها هجوما ضاريا على البرادعي، قال فيها: "وكيل الخراب وصوته عاد من جديد.. عاد لينعق ويمزق جسد وطن.. أثخنته الجراح والأزمات.. اللهم احفظ مصر من كل سوء".

برهامي: نرفض المشاركة في تظاهرات 11/11

وكان برهامي أعلن رفض مشاركة السلفيين وحزب "النور" في تظاهرات 11/11 التي أُطلق عليها "ثورة الغلابة".

وقال في مقال، على موقعه "أنا السلفي"، بعنوان "الأزمة الاقتصادية.. ودعوات 11 /11"، إنه لا يُدرى على وجه الوضوح مَن وراءَ ‏دعواتها، "التي لا يشك عاقل ‏يريد مصلحة البلاد والمجتمع أنه - رغم وجود الفساد والظلم وضعف الثقة - في أن دفع الناس إلى الخروج بسبب الأزمة الاقتصادية، هو مما يزيد عبء الأزمة، ويمنع أي بارقة أمل في الخروج منها - بل هو الخطر العظيم في حالة تحولها إلى تيار شعبي فعلا - هو ‏في مضاعفة الانقسام المجتمعي"، بحسب قوله.

وأضاف برهامي، في مقاله، أن الانقسام حاصل فعلا حتى بين أبناء كل تيار، مشددا على أن "الحركة الإسلامية منقسمة، ومؤسسات الدولة مختلفة، والتيار ‏الليبرالي منقسم، والتعايش بين طبقات المجتمع وأفراده في خطر عظيم".

وأردف: "في ظل هذا؛ كيف يتفق الثائرون لو نجحوا - وهو أمر مستبعد - ‏على قيادة للبلاد؟ وهل يمكن أن يتحقق ذلك النجاح إلا على شلالات من الدماء، وألوان من الخراب والدمار والفوضى المحققة؟"، بحسب تساؤله. 

واستطرد: "لا يُمكِنُنا أن نقبل هذه الدعوات، ولا أن نتفاعل معها، حتى ولو طالب البعض بحق التعبير السلمي عن الرأي، ولو بالمظاهرات السلمية التي نص عليها الدستور؛ فإن هذا لابد أن يُنظر فيه إلى الواقع لا إلى المطلق، وإلى النهايات والمآلات لا إلى البدايات فقط".

واختتم مقاله بالقول: "إذا علمنا خطر الفوضى، في ضوء ‏الانقسام والتربص، واستحالة الاحتجاجات السلمية؛ فلا يمكن لنا إلا أن نرفض هذه الدعوات نصحا للأمة والمجتمع والدولة"، حسبما قال.