سياسة عربية

الأسد للمحاصرين بحلب: لماذا أنتم أحياء إلى الآن؟ (فيديو)

الأسد أكد أن هجوم الولايات المتحدة على قوات النظام السوري كان "متعمدا بلا شك"- أرشيفية
رفض رئيس النظام السوري بشار الأسد، الخميس، اتهامات الولايات المتحدة الأمريكية للنظام بمهاجمة القافلة الإنسانية في حلب، مؤكدا أن الغارات الجوية على مواقع النظام السوري بدير الزور "كانت متعمدة، واستمرت لما يقارب الساعة".

وفي مقابلة حصرية للأسد مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، في قصر المهاجرين بالعاصمة السورية دمشق، رفض رئيس النظام السوري الاتهامات الأمريكية للطيران الروسي أو طيران النظام بالهجوم على القافلة الإنسانية في حلب، الاثنين، وأدت لمقتل 12 شخصا، بينهم مدير "الهلال الأحمر" في حلب.

"كذب وادعاءات"

وقال الأسد إن المساعدات تدخل من عدة منظمات لعدة مدن خلال الأعوام الماضية، متسائلا: "فلماذا الآن؟"، مؤكدا أن "التصريحات الأمريكية إجمالا حول الصراع في سوريا كلها كذب، ولا أصل لها على الأرض".

واتهم رئيس النظام السوري، الذي فقد السيطرة على مساحات واسعة في البلاد، "المسلحين والإرهابيين" الذين تمت مهاجمة القافلة في منطقتهم بأنهم المسؤولون عن الهجوم.

وأعلنت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 18 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية أصيبت في غارة جوية استهدفتها في ريف حلب الغربي، الاثنين، مشيرة إلى عدم توفر حصيلة عن عدد القتلى في الحال.

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوغاريك، إن هذه الشاحنات كانت ضمن قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتضم 31 شاحنة محملة بمساعدات إلى بلدة أورم الكبرى؛ لتوزيعها على 78 ألف شخص يقيمون في البلدة ومحيطها.

"لا حصار على حلب"

ونفى الأسد أن قواته تفرض حصارا على أحياء حلب الشرقية وتمنع دخول المساعدات، ملقيا اللوم على الولايات المتحدة بانهيار هدنة وقف إطلاق النار التي كان يفترض أن يرافقها دخول للمساعدات. وهو ما منعته قواته مدعومة بالطيران الروسي.

وقال رئيس النظام السوري إن "الصراع كان مستمرا لسنوات، فلو كان هناك حصار حقا حول حلب لكان الناس موتى الآن".

واتهم الأسد المحاصرين في حلب بقصف المناطق المجاورة بسنوات، متسائلا بسخرية: "إذا كانوا محاصرين ولا يستطيعون الحصول على الغذاء والدواء، فكيف يمكنهم الحصول على السلاح؟"، معتبرا أن "هذا غير منطقي".

وفي الرسالة التي وجهها الأسد لـ"بعض سكان حلب"، المحاصرين، الذين يدعون ذلك، بقوله: "كيف أنكم ما زلتم أحياء؟ لماذا لديكم مسعفون إن لم يكن لديكم أطباء؟ كيف تقولون إننا نهاجم المستشفيات؟"، مضيفا أنه "إذا كانت لديكم مستشفيات، فكيف حصلتم عليها؟ وكيف حصلتم على السلاح؟".


هجوم أمريكا متعمد

وفي المقابلة التي أجريت في دمشق، أكد الأسد أن هجمات الولايات المتحدة على قوات النظام السوري في دير الزور كانت متعمدة، معتبرا أن أمريكا "تفتقد الإرادة" للانضمام لروسيا بقتال المتطرفين.

وقال الأسد إن الهجوم استمر لمدة ساعة بأربع طائرات استمرت بالهجوم على قوات النظام السوري، "فكيف يكون ذلك عرضيا؟"، بحسب قوله، مؤكدا أن الهجوم كان على مساحة واسعة، لا على مبنى، ولم يكن هناك إرهابيون.

وتساءل: "كيف علم داعش بالهجوم وحشد قواته ليسيطر على التلة بعد الهجمات الأمريكية بساعة؟"، مؤكدا أن الهجوم كان متعمدا "بلا شك"، بحسب تعبيره. 

واعتبر الأسد أن "أعداءه فقط" هم الملومون لست سنوات عن دمار سوريا، ومع اعترافه ببعض الأخطاء، فقد نفى أي عجز بقواته، فيما يتناقض مع تصريحات سابقة له.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مصدر عسكري، الاثنين الماضي، قوله إن طائرات أمريكية قتلت ما لا يقل عن 90 جنديا سوريا في الضربات على مدينة دير الزور في شرق سوريا، السبت. 


"الدعم الخارجي"

وعاود الأسد اتهام "الدعم الخارجي" بأنه المسؤول عن استمرار النزاع مع الثوار والفصائل، قائلا: "عندما يكون هناك الكثير من العوامل التي لا تستطيع السيطرة عليها، فهي ستجر معها الجميع".

وتابع: "لن يكون من الممكن لأحد في العالم أن يعلم متى ستنتهي الحرب"، مدعيا أن "السوريين الذين هربوا من البلاد سيعودون خلال شهور إذا توقفت الولايات المتحدة والسعودية وتركيا وقطر عن دعم المتمردين".