رياضة دولية

فرانس فوتبول: لماذا "لايبتسيغ" أكثر فريق مكروه في ألمانيا؟

خسائر النادي أوصلته للدرجة الخامسة في الدوري الألماني- أرشيفية
نشر موقع " فرانس فوتبول" الفرنسي تقريرا تحدث فيه عن الأسباب التي تجعل من فريق "لايبتسيغ" أكثر فريق مكروه في ألمانيا، حيث يسعى النادي وراء الربح المادي، فضلا عن سيطرة شركة ريد بول النمساوية عليه.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الاستثمارات غير المدروسة من شركة ريد بول في نادي لايبتسيغ الألماني لم تكن موفقة وقادت الفريق إلى الهاوية، حيث تسببت في نزول الفريق إلى الدرجة الخامسة في الدوري الألماني.
 
وأوضح الموقع أن تاريخ هذه العلاقة بدأ في عام 2009، وارتبط ذلك بوجود شركة ريد بول للمشروبات التي تسعى دائما للاستحواذ عليه، في كل مرة تدخل فيها عالم الساحرة المستديرة. وللوصول إلى ذلك، يقوم ديتريش ماتسيتز، رئيس الشركة بتوفير تمويلات ضخمة. ووصل نفوذه إلى درجة تمكن فيها من تغيير اسم النادي من "أس أس في ماركرنستاد" إلى الاسم الحالي "أر بي لايبتسيغ".

وأشار الموقع إلى أنه من غير المعتاد أن يحمل نادي كرة قدم اسم شركة. وأوضح أيضا أن الاسم الذي أضيف إلى اسم النادي لا يمت لرياضة كرة القدم بصلة، بل يرمز إلى علبة المشروب الذي تصنعه الشركة.

ومن جهة أخرى، ذكر الموقع أن ديتريش ماتيشيتز تمكن من قيادة نادي لايبتسيغ إلى الدرجة الأولى في الدوري الألماني، لكنه في الوقت ذاته، تسبب في توحيد الجمهور الرياضي ضد مشروع التوءمة بين الشركة والنادي. كما أفاد ويتني كلارك، الصحافي المتخصص في كرة القدم الألمانية، أن الكراهية تجاه "أر بي لايبتسيغ"، متأتية أساسا من حقيقة أن الجماهير الألمانية مُتعلقة جدا بفريقها وألوانه وتاريخه.

وعلاوة على ذلك، هم يشيرون إلى أن النادي فقد تقاليده، نظرا لأن شركة ريد بول جردته من تاريخه وحولته إلى ناد مصطنع. لذلك زادت قناعتهم بأن لايبتسيغ أصبح ناديا "بلاستيكيا"، يهدد الثقافة الألمانية. 
 
وبيّن الموقع أنه منذ سنة 2009، تضاعفت الإجراءات التي اتخذها المشجعون ضدّ نادي لايبتسيغ، ذلك أن العديد من أنصار النادي أصبحوا يقاطعون تحركات فريقهم في مدينة لايبتسيغ، وظهرت مجموعة معارضة لهذا المشروع. لكن الأصوات العنيفة والمعارضة ما لبثت أن تعالت حيث رفع مشجعو نادي أرسكبيرغا لافتة شبّهوا فيها الملياردير النمساوي ديتريش ماتيشيتز بالنازي. ومنذ أيام عاد أنصار درسدن حاملين رأس ثور، وذلك كرمز لاحتقارهم لريد بول، الأمر الذي جعل هذه الممارسات شائعة في الآونة الأخيرة في ألمانيا.
 
وذكر الموقع أن نادي لايبتسيغ متّهم بكونه مجرّد لوحة إعلانية خاصة لشركة ريد بول وأن أول شيء قام به ماتيشيتز هو تغيير اسم وألوان النادي وحتى الملعب الجديد تم تغيير اسمه إلى ملعب ريد بول. وتجدر الإشارة إلى أن الثور الأحمر متواجد في كل مكان، حتى على شعار لايبتسيغ. وهو الشعار نفسه الذي لم يرغب نادي سانت باولي في عرضه على موقعه على شبكة الإنترنت خلال مباراة في دوري الدرجة الثانية في آب/ أغسطس عام 2015.
 
وفي هذا السياق أوضح كلارك أن "نادي سانت باولي لطالما عُرف بوضوح منهجه في مثل هذه المواقف". في المقابل أعربت أندية أخرى في ألمانيا أنها لا تحبّذ طريقة لايبتسيغ في إنجاز الأعمال.
 
أما بالنسبة للفرق التاريخية مثل فرايبورغ، كايزرسلاوترن وبوخوم، فقد اعتبرت أن صعود لايبتسيغ في ألمانيا كان على حساب فرق أخرى تحظى بدعم شعبي كبير، ولم يكن يهدف سوى إلى تلميع صورة ريد بول.
 
وفيما يتعلق "بقاعدة 50 + 1"، قال الموقع إنه من خلال الاعتماد عليها أراد الدوري الألماني لكرة القدم، عرقلة ديتريش ماتيشيتز، نظرا لأن هذه القاعدة تحظر على المستثمر التعاقد مع أكثر من 49 بالمائة من أعضاء النادي؛ الأمر الذي سيجمد طموحات ماتيشيتز.
 
لكن، تجدر الإشارة إلى أن الرجل النمساوي ذكي للغاية. فحسب الصحافي كلارك ويتني، من المؤكد أن "نادي أر بي لايبتسيغ، يحترم قانون 50 + 1، من الناحية الفنية".
 
وأضاف الموقع أن ريد بول لا تملك أغلبية أسهم النادي، بل أن أعضاء آخرين هم من يملكون نصيب الأسد. إلا أن كلارك، كشف عن حقائق خفية، حيث قال إنه "في حقيقة الأمر، أغلبية ملكية نادي لايبتسيغ، تعود مباشرة لريد بول"، وأضاف: "ريد بول تسيطر على كل شيء: أولويات النادي، التمويل، واللاعبون".

ويمتد هذا الاحتكار إلى درجة تحديد مصير أعضاء جدد؛ إما بالقبول أو بالرفض. كما أن تكلفة العضوية في النادي تصل إلى حوالي 800 يورو، في حين يكلف ذلك 60 يورو فقط للانضمام إلى نادي دورتموند. لذلك يمكن القول إن هذه التكلفة هي من وحي نزوات الملياردير ماتيشيتز، التي لا تعرف حدودا.

وأضاف الموقع أن هذه السياسة الانتقائية، التي تحمل قيودا عديدة في طياتها، تثير كثيرا من الغضب في ألمانيا. وفي هذا الإطار، قال كلارك إن "لايبتسيغ يحترم ما ينص عليه قانون 50 +1، لكن يطبق العكس".

وفي الختام، قال الموقع إنه إذا نجح ريد بول في قيادة فريقه إلى دوري الدرجة الأولى الألماني، في وقت قصير جدا، فإن لايبتسيغ ستجد نفسها الآن في مواجهة عقبة جديدة، تتمثل في كسب دعم جمهور كرة القدم الألمانية.