أعلنت "وحدات الحماية الشعبية" الكردية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في
سوريا، عن فرض شروط إضافية على السوريين الراغبين بالدخول إلى مناطق سيطرتها.
وقال الناشط الإعلامي السوري خالد خليفة لـ"
عربي21": "الإدراة الذاتية الكردية أصدرت تعليمات إلى لجان الأحياء (الكوميانات) في مقاطعات روجآفا (الحسكة، عين العرب "كوباني"، عفرين) يقضي بتحديد شروط دخول المدنيين السوريين القادمين من المحافظات السورية الأخرى إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة، تحت ذريعة أنه قد يكون بينهم عناصر من تنظيم الدولة، أو من المؤيدين له".
واعتبر خليفة أن الإجراءات الجديدة تمثل "محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي للمنطقة"، على حد تعبيره.
وأضاف: "القرار الصادر يشترط على السوري الراغب في زيارة مناطق سيطرة
الإدارة الذاتية أن يكفله أحد المواطنين الأكراد القاطنين في هذه المناطق، أو الانتقال إلى مخيمات خصصت للنازحين العرب".
وأوضح أن القرار سيطبق في محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا، وفي مدنية عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، ومدنية عفرين بريف حلب الشمالي، وهي المناطق الخاضعة لنفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه المسلح، وحدات حماية الشعب الكردية.
وأشار خليفة إلى أن الإدارة الذاتية ووحدات الحماية الكردية تبرر القرار بأنه يهدف إلى ضبط الجانب الأمني في مناطقها، بعد نجاح عدة اختراقات لتنظيم الدولة حصلت مؤخراً، وكان آخرها تفجير مدنية القامشلي الذي راح ضحيته العشرات من القتلى والجرحى.
وطالب خليفة العشائر العربية باتخاذ "موقف حازم وقوي تجاه هذه الممارسات التعسفية التي تقوم بها القوات الكردية، والسماح للعائلات السورية بالدخول إلى مناطق الخاضعة للإدارة الذاتية الكردية دون عوائق"، كما قال.
من جهه أخرى، عبّر عدد من السوريين عن غضبهم إزاء إغلاق مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في وجههم.
وقال رامز العيان، وهو من أهالي محافظة دير الزور، إنه ينتظر في العراء منذ ثلاثة أسابيع، رغم أنه مقعد، لكي يذهب إلى بيت أخيه في حي غويران بمحافظةالحسكة، إلا أن إغلاق القوات الكردية الطريق منعه من تحقيق رغبته، مشيرا إلى أن القوات الكردية تمنع المدنيين العرب من دخول مناطق سيطرتها منذ فترة، وذلك قبل صدور هذه القرارات.
ويقول حمد المحمد، وهو نازح في أحد مخيمات الجزيرة السورية، إن القوات الكردية ترفض السماح للنازحين من مختلف المحافظات السورية بالتوجه إلى محافظة الحسكة، بحجة أن المنطقة ذات غالبية كردية، وكذلك بذريعة التخوف من تسلل عناصر تنظيم الدولة بينهم.
يذكر أن الإدارة الذاتية الكردية فرضت في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي على
النازحين العرب، من مختلف المحافظات السورية، التوجه إلى مخيمات خصصت لهم في عدة مناطق تسيطر عليها هذه القوات، بينما يقول الناشطون والسكان إن هذه المخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.