التايمز: منفذ عملية ميونخ أمضى عاما كاملا في التخطيط لها
لندن - عربي21 - باسل درويش26-Jul-1602:29 PM
شارك
ألمانيا ميونيخ أرشيفية
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا حول حادث إطلاق النار، الذي قتل فيه تسعة أشخاص في مركز تجاري في ميونخ يوم الجمعة، مشيرة إلى أن الشرطة الألمانية ذكرت أمس بأن المراهق الذي نفذ الهجوم كان مهووسا بمذبحة مشؤومة في مدرسة ألمانية.
ويورد التقرير نقلا عن مصادر، قولها إن علي ديفيد سنبلي، البالغ من العمر 18 عاما، تعرض لمضايقات في المدرسة، وكان مدمنا على ألعاب الفيديو العنيفة، وكان يعالج من الاكتئاب.
وتذكر الصحيفة أنه تبين للشرطة بعد البحث في جهاز الحاسوب الخاص بسنبلي، أن الأخير قام بزيارة إلى بلدة وينيدين، التي قام فيها تيم كريتشمر، البالغ من العمر 17 عاما، بقتل 15 شخصا في مدرسته سابقا، قبل أن يقتل نفسه، وذلك عام 2009.
ويشير التقرير إلى أن سنبلي قتل تسعة أشخاص، ثمانية منهم تحت سن العشرين في مطعم ماكدونالدز في مركز تسوق شمال ميونخ ليلة الجمعة، وجرح ما لا يقل عن 35 شخصا، 11 منهم جراحهم خطيرة، وترك بيانا على جهاز الحاسوب، كما فعل القاتل النرويجي أندريز بيهرينغ بريفيك، الذي بحث سنبلي عنه في الإنترنت.
وتقول الصحيفة إن البيان لا يزال تحت الفحص، ولم يكشف عن محتواه إلى الآن، مستدركة بأن الهجوم الذي قام به سنبلي وقع في الذكرى الخامسة لمذبحة بريفيك.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن رئيس قسم الشرطة البفارية المحلية روبرت هيمبرغر، قوله أمام مؤتمر صحافي حول هذه القضية، إن "سنبلي زار وينيدين قبل عام، وبدأ في البحث في تلك المجزرة، وبالتخطيط لهجومه"، حيث وجدت الشرطة صورا لمسرح الجريمة في وينيدين على جهاز الحاسوب الخاص به.
وتلفت الصحيفة إلى أن سنبلي قام بشراء مسدس من نوع "غيلوك 17" حجم 9 مم، وهو النوع ذاته الذي استخدمه بريفيك في "الدارك نت/ الشبكة المظلمة"، وهو جزء من الإنترنت يستخدم للاتجار بالممنوعات، من أسلحة ومخدرات وصور عارية للأطفال.
وقال هيمبرغر: "أنا شخصيا لا أعرف كيف أدخل لـ(الدارك نت)، لكن البعض يستطيعون الدخول إليها، وأنا مقتنع بأن هناك غرف محادثة توفر طرقا لاستكشافها، لكننا لم نعرف إلى الآن كيف دخلها".
ويكشف التقرير عن أن الرقم المتسلسل للمسدس يشير إلى أنه كان مسجلا في سلوفاكيا، ثم تم إلغاء التسجيل ليستخدم في الدعم المسرحي، ثم تم تفعيله ثانية في وقت لاحق، لافتا إلى أن الشرطة تعتقد بأن سنبلي لم يتحرك بناء على توجهات سياسية، مثل بريفيك، لكن قد يكون دافعه الانتقام، حيث تقول الشرطة إنه قام بتقديم شكوى عام 2012، بعد أن هاجمه ثلاثة طلاب في المدرسة، وقال سفيتي داليبي (14 عاما)، الذي يعيش في البناية التي تسكن فيها عائلة سنبلي ذاتها للصحيفة: "سمعت أنه تشاجر مع بعض أصدقائه، وقال إنه سيثور ويقتلهم".
وتفيد الصحيفة بأن سنبلي قام بإنشاء صحفة "فيسبوك" مزورة باسم سيلينا أكيم، كجزء من تخطيطه للهجوم، وقال في رسالة وضعها على تلك الصفحة: "احضروا اليوم إلى ماكدونالدز في (مركز تسوق OEZ) وسأشتري لكم شيئا ما لم يكن غاليا جدا"، مشيرة إلى أن الشرطة قامت ليلة أمس بالتحقيق مع شاب أفغاني عمره 16 عاما، تشك في أنه كان يعلم ما سيقوم به سنبلي، وقد يكون ساعده في نشر رسالته على صفحة الـ"فيسبوك" المزورة.
ويورد التقرير نقلا عن الشرطة قولها إن القتل كان عشوائيا، وليست هناك مؤشرات تدل على أن سنبلي، الذي قضى شهرين العام الماضي يتعالج من القلق النفسي، كان يعرف أيا من الضحايا، وقال مدعي عام ميونخ، ثوماس ستينكروسكوتش، عن سنبلي: "إنه كان يعاني من الرهاب الاجتماعي، وكان يخاف من التعامل مع الآخرين"، لافتا إلى أن علاجه في عيادات المستشفى الخارجية استمر، وكانت آخر زيارة له في شهر حزيران/ يونيو، ووجدت في بيته حبوب مضادة للاكتئاب.
وتنوه الصحيفة إلى مقابلة أجراها تلفزيون "دير شبيغل" مع شاب يدعى ماركو (16 عاما)، قال فيها إنه لعب مع سنبلي لعبة كاونتر سترايك على الإنترنت، وأضاف أن الطلاب كانوا يسخرون من سنبلي في المدرسة؛ بسبب "صوته المضحك"، و"مشيته الغريبة"، حيث كان يضع رجله اليسرى بشكل غريب، وتابع ماركو قائلا: "عندما رأينا الفيديو للمهاجم يخرج من ماكدونالدز عرفنا أنه علي بسبب خطوته الغريبة".
وبحسب التقرير، فإن سنبلي كان يلعب كاونتر سترايك لمدة أربع ساعات بعد المدرسة كل يوم، وكانت تعليقاته عنصرية، حيث إنه كان يكره الأتراك، ويسمي نفسه في غرف المحادثة "هاس"، أي الكراهية، و"أموك" أي "الثورة"، مشيرا إلى أنه كتب في أحد تعليقاته "تيم ك. لن ينسى"، وقال إن المهاجم في وينيدين كان "شخصا جيدا".
وتبين الصحيفة أن سنبلي توقف عن لعب كاونتر سترايك قبل عدة أشهر، ما أراح أصدقاءه اللاعبين؛ لأنه كان يقتل أصدقاءه في اللعبة، حيث قال ماركو: "إن هذا أمر غير مقبول"، لافتة إلى أن والد سنبل يعمل سائقا لسيارة أجرة، ولدى رؤيته الفيديو ليلة الجمعة اتصل مباشرة بالشرطة ليقول لهم إنه ابنه، وقال هيمبرغر: "إن الأبوين في حالة ذهول كبيرة، ولذلك لم نتمكن من مقابلتهما بعد".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الشرطة وجدت في غرفة سنبلي قصاصات صحف حول حوادث القتل الجماعي، وكتابا بعنوان "لماذا يقتل الأطفال: داخل عقول مطلقي النار في المدارس".