سياسة عربية

بعد إحكام الحصار: قصف 4 مشافي وبنك للدم بحلب في يوم واحد

غارة الظام السوري على حلب - أ ف ب
باتت أربعة مشافي ميدانية، بينها آخر مشفى متخصص للأطفال، وبنك للدم في الأحياء الشرقية في مدينة حلب؛ خارج الخدمة، الأحد بعد تعرضها لغارات جوية وفق منظمات طبية، ما يعرض نحو 300 ألف مدني محاصرين في المدينة للخطر بسبب ضعف الرعاية الصحة.
 
 وذكرت منظمة الاطباء المستقلين السورية، التي تدعم عددا من المشافي الميدانية في محافظة حلب (شمال)، عبر صفحتها على موقع فيسبوك: “في يوم واحد، تعرضت أربعة مشافي ميدانية وبنك للدم لضربات جوية في مدينة حلب وباتت الآن خارج الخدمة”.
 
 وأوضحت في بيان لاحق أن المشافي تقع في حي الشعار وبينها “آخر مشفى تخصصي للأطفال في حلب” وتعرض للقصف “مرتين خلال أقل من 12 ساعة”، ما تسبب بوفاة رضيع يبلغ من العمر يومين “نتيجة قطع إمدادات الأوكسيجين عنه جراء الضربة الثانية على المشفى” والتي وقعت عند الساعة الواحدة من صباح الأحد (23.00 ت غ).
 
 ونقلت عن رئيسة قسم التمريض في المستشفى التي كانت تهتم بالرضيع: “بعد الضربة الثانية اضطررنا إلى نقل الرضيع إلى ملجأ تحت الأرض وتوفي إثر ذلك”. وأضافت: “الوضع سيئ للغاية. المشفى تضرر كثيرا وهذه ليست المرة الاولى. لقد تعبنا فعلا”.
 
 وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها المنظمة ممرضة تحمل طفلا رضيعا وإلى جانبها أحد أفراد الطاقم الطبي؛ يقفان قرب غرفة فيها نحو 10 حاضنات داخلها أطفال رضع. ويبدو في خلفية الغرفة باب مفتوح وضعت خارجه أكياس من الرمل فوق بعضها البعض.
 
 وتسيطر الفصائل المقاتلة على حي الشعار، حيث تقع المشافي الأربعة وهي البيان والدقاق والحكيم والزهراء، إضافة الى بنك الدم.
 
 وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، فإنه “لم يتضح إذا كانت الطائرات التي شنت الغارات على حي الشعار أمس سورية (النظام) أم روسية”.
 
 وغالبا ما تتعرض الأحياء الشرقية لضربات جوية كثيفة تنفذها كل من قوات النظام السوري والطائرات الروسية.
 
 وأحكمت قوات النظام السوري قبل أسبوع حصارها على هذه الأحياء، حيث يقطن أكثر من 200 ألف شخص بحسب المرصد، بعد تمكنها من قطع طريق الكاستيلو، آخر منفذ لها.
 
 وتتقاسم قوات النظام والفصائل المقاتلة منذ صيف 2012؛ السيطرة على المدينة التي تشهد معارك متواصلة بين الطرفين.
 
 عقاب جماعي
 
 وأغكدت “مديرية صحة محافظة حلب الحرة” التي تشرف على شؤون المستشفيات في مناطق سيطرة الفصائل في بيان خروج المشافي عن الخدمة الأحد” “في ظل عدم القدرة على إخراج أي جريح أو إدخال أي دواء من وإلى المدينة المنكوبة” جراء “الحصار المفروض عليها من قبل النظام وحلفائه”.
 
 وتضررت مستشفيات عدة خلال الأشهر الأخيرة في مدينة حلب بفعل الغارات والقصف، كما قُتل عدد من العاملين في القطاع الصحي في المدينة.
 
 ولا تزال خمسة مشافي أخرى فقط قيد الخدمة في الأحياء الشرقية، وفق منظمة الأطباء المستقلين التي اعتبرت أن “الحصار واستهداف المرافق الطبية يشكلان جرائم حرب”، داعية إلى “الوقف الفوري للعقاب الجماعي الذي تتعرض له المدينة ومحاسبة المسؤولين عنه”.
 
 وأعربت مديرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، ماريان غاسرن عن شعورها بـ”يأس شديد” بعد استهداف المستشفيات. وقالت في تغريدة على موقع تويتر، الأحد: “أفكر في الناس الذين قتلوا ويقتلون مرة بعد مرة. أفكر في المرضى وعائلاتهم. أشعر مع الأطباء الذين يودون المساعدة لكن لم يعد بمقدورهم ذلك”.
 
 وأفاد مراسل لفرانس برس في عن تجدد الغارات بعد الظهر على أحياء عدة في شرق حلب بعد هدوء نسبي صباحا، ما تسبب بمقتل خمسة مدنيين على الأقل بينهم طفل، وفق المرصد.
 
 وأشار إلى أن الحركة انعدمت في الشوارع باستثناء سيارات الإسعاف التي كانت تتوجه إلى الأحياء المستهدفة، في وقت أقفلت الأسواق أبوابها، ولازم السكان منازلهم أو الملاجئ ومداخل الأبنية خشية من الغارات.