سياسة دولية

الموندو: صدى الانقلاب التركي الفاشل يصل إلى مصر

السيسي بن زايد- مصر الإمارات- وكالة أنباء الإمارات- وام
نشرت صحيفة “الموندو” الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الحدث التاريخي الذي شهدته تركيا، ملجأ الإسلاميين المصريين الفارين من اضطهاد انقلاب عام 2013 في مصر. وأشارت الصحيفة إلى تباين المواقف المصرية تجاه محاولة الانقلاب؛ التي كانت بين الخوف والتهليل.
 
 وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21”؛ إنه في وقت متأخر من ليلة الجمعة، تجمع المصريون حول شاشات التلفاز لمتابعة الحدث لحظة بلحظة. وتذكّر المصريون في تلك الليلة أحداث الانقلاب الذي عرفه بلدهم منذ ثلاث سنوات؛ والذي أصبحت تركيا بسببه ملاذا لجماعة أعضاء الإخوان المسلمين الفارين من اضطهاد عبد الفتاح السيسي.
 
 وأضافت الصحيفة أن هذا الحدث التاريخي أثار خوفا شديدا وارتباكا في نفوس الكثيرين، وخاصة المصريين الذين عاشوا الانقلاب الذي نُفِذ في بلدهم.
 
 وتنقل الصحيفة عن المحلل المصري عمار علي حسن، أن “المصريين عاشوا ساعات الانقلاب في ارتباك، إلا أن العديد منهم هلل له بسبب تهجم أردوغان على مصر سابقا ودعمه للإخوان المسلمين، واعتبره البعض الآخر حدثا كارثيا، وأن الفشل في هذه المحاولة سيمنع وقوع العديد من المشاكل في المنطقة”.
 
 وأضافت الصحيفة أنه في خضم الارتباك والفوضى التي تسببت فيها محاولة الانقلاب الفاشلة؛ استرجع المصريون أحداث الانقلاب الذي أتى بالمشير السيسي إلى سدة الحكم، وما تبع ذلك من قمع، كما لم ينس المصريون بَعْد؛ الفض الدموي للاعتصامات المؤيدة للرئيس محمد مرسي في مصر.
 
 وقالت الصحيفة إنه منذ التدخل العسكري في مصر، شنت السلطات موجة من القمع الوحشي لإخماد الأصوات المعارضة، بما في ذلك نشطاء الثورة العلمانيون، فيما كلمة “انقلاب” أصبحت من المحرمات في مصر.
 
 وفضلا عن ذلك، فإن محاولة الانقلاب في تركيا سلطت الضوء على بعض الخطوط الحمراء، حيث اعتبر المقدم التلفزيوني الشهير أحمد موسى، قائلا: “إن ما يحدث في تركيا الآن هو ثورة داخل القوات المسلحة، وليس انقلابا”.
 
 وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الساعات الأولى من الليل، لم تخف وسائل الإعلام المصرية الموالية للسيسي؛ ابتهاجها بمحاولة الانقلاب في تركيا.
 
 وفي المقابل، نقلت الصحيفة قول سيف الإسلام، الطالب المصري الذي يعيش في المنفى التركي: “ليلة الجمعة، كانت ليلة عصيبة للغاية. فهي تذكرنا بإحدى ليالي تموز/ يوليو بمصر والعنف الذي أعقبها. فقد بقيت لساعات دون حركة، مع الاكتفاء بمشاهدة الأخبار وانتظار ردود الفعال.. لقد كان الجميع متوترون”.
 
 ويواصل الشاب قائلا: “ كنا نتصور ‏في بعض الأوقات أن هذه الأحداث خطر علينا، وعلى اللاجئين السوريين والعراقيين، وجميع أولئك الذين هربوا من الحروب والانقلابات وانتهاكات حقوق الإنسان، أكثر من الفئات الأخرى”.
 
 وأضافت الصحيفة أن هذا الشاب ‏ غمره‏ فرح كبيرة مثل أنصار أردوغان، عندما ابتسم الحظ للرئيس التركي، بتغلبه على الانقلاب الذي فشل في غضون ساعات.
 
 وبينت الصحيفة أن نجاح أردوغان أعطى نوعا من الأمل للمعارضة المصرية، وأكد لها أنه من السهل التغلب على الانقلاب بفضل الوحدة الوطنية.
 
 وفي سياق متصل، أوردت الصحيفة قول مها عزام، رئيسة المجلس المصري الثوري، وهو تحالف يعمل من الخارج ويتكون من عدد من القوى بينها جماعة الإخوان المسلمين؛ إن “المعارضة المصرية لن تتخلى أبدا عن الإصرار على عودة الحكومة الشرعية في مصر ودعم الديمقراطية فيها، بنفس طريقة إصرار الشعب التركي على انتصار الديمقراطية ضد الانقلاب العسكري”.
 
 وقالت عزام إن “ما حصل في تركيا كان درسا؛ يؤكد أن مآل كل الانقلابات الفشل”.