ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن كاتب نصوص سينمائيا شهيرا وافق على كتابة نص ملحمي عن حياة الشاعر الصوفي المسلم جلال الدين
الرومي، الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي.
ويشير التقرير إلى أن الكاتب هو
ديفيد فرانزوني، الذي كتب نص
فيلم "المصارع"، الذي لعب دور البطولة فيه رسل كرو عام 2000، يأمل بقيام ليوناردو
دي كابريو بدور الرومي، وروبرت داوني جونيور بدور
شمس تبريز.
وتنقل الصحيفة عن منتج الفيلم ستيفن جويل براون، قوله إنه يريد تحدي النمطية للشخصيات المسلمة في السينما الغربية، من خلال عرض حياة عالم صوفي.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن فرانزوني قوله: "إنه مثل شكسبير"، أي جلال الدين الرومي، وأضاف هو "شخصية لديها موهبة عظيمة يستحقها مجتمعه وشعبه، وأشخاص مثل هؤلاء يستحقون البحث والملاحقة"، مشيرا إلى أن منتجي الفيلم يأملون أن يعرض في العام المقبل، حيث كان فرانزوني وبراون في اسطنبول الأسبوع الماضي، وقابلا الباحثين والخبراء في حياة وشعر الرومي، وزارا مقامه في مدينة قونية.
ويعلق فرانزوني قائلا: "إنه مشروع مثير وفيه تحد أيضا"، ويضيف للصحيفة: "هناك عدة أسباب وراء صناعة هذا الفيلم الآن، أعتقد أن العالم بحاجة إلى هذا الإنتاج في الوقت الراهن، والرومي شخصية معروفة بشكل واسع في الولايات المتحدة، وأظن أنه (الفيلم) سيعطيه وجها للقصة".
وتذكر الصحيفة أن "المثنوي" و"ديوان" هما من أهم ما كبته الرومي، وأهم شعر نظم وترجم للغات العالمية، مشيرة إلى أن الرومي هرب من موطنه أفغانستان أثناء الغزو المغولي، وكان صغيرا، وسافر إلى بغداد ودمشق ومكة مع عائلته، قبل أن يستقر في قونية، حيث مات بعد حياة طويلة.
ويلفت التقرير إلى أن الرومي التقى مع شمس تبريز في عام 1244 على ما يعتقد، حيث كان هذا اللقاء الذي غير حياته، مشيرا إلى أنه بعد اختفاء شمس تبريز الغامض، كتب الرومي شعرا ينعى فيه صديقه وعن الحب، وهو الشعر الذي انتشر في الغرب، حيث تعد مثنوياته من أكثر الكتب مبيعا في الولايات المتحدة.
وتنقل الصحيفة عن فرانزوني وبراون، قولهما إنهما يرغبان بقبول الممثل المعروف ليوناردو دي كابريو بأداء دور الرومي، فيما يؤدي دور شمس تبريز روبرت داوني جونيور، مستدركة بأنه من الباكر الحديث عن ممثلين وأدوار، وقال براون: "هذا الحديث عندما نبدأ بالبحث عن ممثلين"، حيث أنتج براون، المدير التنفيذي لشركة "واي للإنتاج"، عددا من الأفلام، مثل "سيفن"، و"الهارب"، و"محامي الشيطان"، وستشترك شركته مع "إس فيلم" لإنتاج فيلم الرومي.
ويجد التقرير أن التحدي الأكبر هو بناء صورة موثوقة وواقعية ويمكن التعرف عليها لكل من الرومي وشمس تبريز، واستخراجها من الكثير من الأساطير العالقة بها، خاصة أن المعلومات الأساسية حولهما مختلف عليها، مشيرا إلى أن الشخصيات الإسلامية المعروفة، عادة ما يتم التعامل معها بأسطورية وقدسية.
ويقول فرانزوني للصحيفة: "نحاول بعث شخصية واختراعها في الوقت ذاته؛ نظرا للمعلومات الكثيرة التي ضاعت في ظل التاريخ، وبعضها يتم التعامل معه بقداسة، ولهذا يجب علينا العودة للوراء، والعثور عن الإنسان الذي أصبح قديسا، لكننا لا نستطيع الكتابة عن قديس".
وينوه التقرير إلى أن شخصية شمس تبريز معقدة وصعب تصويرها، مستدركا بأنه رغم أن الذين يعملون على الفيلم يرون فيه شخصية شريرة، إلا أنهم يعتقدون أنه ترك أثرا فوضويا، جعل الرومي يهمل عائلته وتدريسه، مشيرا إلى أن الغموض سيعطي الكتاب والمنتجين حرية فنية واسعة، حيث يأملون بأن يؤدي التناقض والتضاد إلى جعل القصة مثيرة، ويقول فرانزوني إن "عظمة الرومي تأتي من كونه شخصية لا يمكن التكهن بها، بصفته متحديا".
وتنقل الصحيفة عن فرانزوني قوله إن الفيلم قد يحتوي على مقدمة عن حياة الرومي في مسقط رأسه، والقتال فيه، وهو وضع يشبه الوقت الحالي، حيث إن المغول يشبهون في نهبهم وقتلهم المتطرفين في الشرق الأوسط اليوم.
ويفيد التقرير بأن الفيلم سيركز على تعاليم الرومي، ومواجهته مع شمس تبريز، في الوقت الذي يعطي فيه دورا لابنة الرومي كيمياء، التي يعتقد بعض الكتاب أنها تزوجت من شمس تبريز.
وتورد الصحيفة نقلا عن فرانزوني وبراون، قولهما إن السبب الرئيسي وراء عمل هذا الفيلم هو من أجل تقديم الرومي للجيل الجديد الذي أحب شعر الرومي، حيث يقول فرانزوني إنه يأمل أن يعرف الجيل الجديد نفسه من خلال الشاعر "ما يثير الإعجاب هو من أين جاء هذا كله؟ إنه القرن الحادي والعشرين، ولا نزال نعتنق مبادئه، ولو تمعنت بدقة كلامه، فإنك ستقول من أين جاء هذا الحب كله؟".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول فرانزوني: "أعتقد أن هذا هو السبب الذي يجعل الناس يحبون شعره، وهناك مقولة للورنس العرب، عندما سألوه لماذا تحب الصحراء؟ فكان يقول: (لأنها نظيفة)، وهناك أمر يمكن الحصول عليه من الرومي، لا تحصل عليه فقط، لكنه يؤثر في نفسك".