التصريحات التهديدية الوقحة التي يطلقها عملاء ووكلاء إيران في عصابات الحشد العراقي الطائفي العدواني ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي عموما، لا تشكل مجرد حملات لفظية عابرة, بقدر ماهي تعبير عن سياسات ومواقف حقد تاريخية متأصلة وشاخصة في الشخصية التكوينية لتلكم العصابات وقاداتها من العناصر الإرهابية الرثة التي عملت طويلا في خدمة المشروع الإرهابي للنظام الإيراني في الشرق القديم!
فقد هدد الإرهابي الدولي الوقح جمال جعفر (أبو مهدي) نائب قائد الحشد الطائفي السعودية علنا واتهمها بدعم تنظيم “داعش” مع أطراف خليجية أخرى!, وهو اتهام سخيف جاء ردا واضحا على انتقادات السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان ضد العصابات الإرهابية الإيرانية التي تستهدف تدبير مجازر طائفية مدعومة من الإيرانيين, والواقع إن منتهى السوريالية الرثة هو حديث إرهابي دولي وقح ومحكوم بالإعدام في دولة الكويت, ومقترف جرائم ضد الجنس البشري مثل أبو مهدي في الحرية والعدالة ومحاربة الإرهاب وهو من كبار رموزه وفاعليه والعاملين فيه ولا زال!
يبدو أن ضياع وتلاشي المقاييس في العراق قد أدى لاختلاط الأمور بشكل مرعب حتى تحول أهل الإرهاب ليكونوا الناطقين بلسان الحكومة التي تدعي محاربة الإرهاب بقيادات هي الإرهاب بعينه.
من أمثال المهندس والعامري والخفاجي والياسري وبقية قادة العصابات الإيرانية التي تقاتل في المعارك الإيرانية في العراق وسورية والتي تدين بالولاء السياسي والتخادمي للنظام الإيراني وأجهزته الإرهابية بشكل كامل!
ولو تركنا حكاية التصريحات المليشياوي لدول المنطقة باعتبارها مجرد هراء لعصابات طائفية وقحة مهزومة, فإن تعديات وجرائم تلكم الميليشيات ضد المدنيين والعزل والتي اعترف فيها رئيس الحكومة والقائد العام الذي لا يقود حتى سيارته حيدر العبادي قد تجاوزت كل الأطر والحدود المقبولة أو التي يمكن تبريرها!
لقد نفذت الميليشيات تعهدات وتهديدات قادة حشودها الإرهابية بكل دقة, فما أعلنه الإرهابي أوس الخفاجي من نوايا طائفية مريضة هي الرغبة الحقيقية والفعلية والمنهجية لتلكم العصابات التي هيمنت على مراكز القرار في الدولة العراقية التي أضمحلت وتلاشت أمام إرادتها!
إنها العصابات التي لا يستطيع القائد العام العبادي مواجهتها! وهو لا يستطيع محاسبة أصغر عنصر من عناصرها لكون ذلك الفعل يدخل ضمن قائمة المحظورات! فتلكم العصابات محطات إرهاب سيادية إيرانية لا سطوة ولا سلطة لأحد على عناصرها سوى السلطة الإيرانية وهي التي تعمل جاهدة اليوم لتقوية الميليشيات وفق برنامج تعبئة عسكرية يؤدي في نهاية المطاف لإدماج تلكم العصابات ضمن مؤسسة “الحرس الثوري العراقي” التي يريد الإيرانيون فرضها في العراق مهما كانت الاعتبارات! خصوصا أن حملات التطهير الطائفي و التغيير الديموغرافي وسيادة الفوضى الشاملة, هي من أهم عناصر و مستلزمات إنجاح النوايا الإيرانية وترجمتها لواقع ميداني ملموس!
جرائم مليشيات العملاء الإيرانية في العراق تجري علنا للأسف وأمام عيون وآذان ومخابرات التحالف الدولي الصامت صمت القبور عن ملاحقة الإرهابيين والمطلوبين التاريخيين لهم وليس لآخرين, فالإرهابي أبو مهدي المهندس المقيم في المنطقة الخضراء مطلوب للسلطات الكويتية وللعدالة الأميركية وهي قضية معروفة, ولكن لم يتحرك أي طرف لمحاولة اعتقاله وتحول اليوم لعنصر قيادي مهم يفرض رؤيته على وزير الدفاع العراقي نفسه خالد العبيدي والذي تتضاءل سلطته أمامه!
كما أنه و آخرون مسؤولون اليوم مسؤولية مباشرة عن عمليات الخطف والإعدام الجارية ضد المدنيين وضد السنة تحديدا في الفلوجة ومحيطها, فما تمارسه عصابات المهندس والعملاء الإيرانية من جرائم قتل وتعذيب هو أبشع مما تمارسه “داعش”! والاعتراف الحكومي على لسان العبادي بالتجاوزات أمر لا يقلل من حجم الجريمة لكون العبادي عاجزا بالكامل ولا تعترف الميليشيات بسلطته ولا قيادته! فالقيادة بأيدي الضباع العميلة للحرس الثوري الإيراني, والمستشارون الإيرانيون هم من يقرر سير عمليات وخطط الميليشيات!, قوات التحالف الدولي تتحمل مسؤولية تاريخية وكبرى في حماية المدنيين العراقيين, وقد فشلت للأسف في تلك المهمة فشلا ذريعا وأضحت دماء الأبرياء مستباحة في العراق فيما تصول وتجول الذئاب الإيرانية المتعطشة للدماء وهي تحصد الأرواح بسادية طائفية مريضة.
من يوقف تجاوزات العصابات الإيرانية في العراق؟ بصراحة لا أحد حتى اليوم, وكان الله في عون الضعفاء.
عن صحيفة السياسة الكويتية