سياسة عربية

برلماني سوري يحتجز قاضية بمنزله ويعتدي عليها بالضرب المبرح

انتهاكات لا تنتهي لأعضاء مجلس الشعب السوري - أرشيفية
دخلت رئيسة محكمة الصلح المدني الثالثة في دمشق التابعة لقضاء النظام السوري العناية المشددة إثر تعرضها مساء الأربعاء للضرب المبرح من قبل أحد أعضاء مجلس شعب الأسد الذي احتجزها برفقة أبنائه وحراسه مدة ساعتين في إحدى غرف منزله.

وقالت صحيفة الوطن التابعة للنظام السوري أن حادثة الاعتداء على القاضية التي لم تأت على ذكر "اسمها أو مكانها الوظيفي" جرت أثناء قيامها مع وفد قضائي بالكشف على منزل عضو مجلس الشعب "لم تأت على ذكر اسمه" وذلك بغية تنفيذ حجز احتياطي على منزله بسبب وجود دعوى قضائية ضده.

ونقلت الصحيفة الموالية عن القاضية رفضها التحدث في حادثة الاعتداء بسبب رداءة وضعها الصحي والنفسي بعد ما تعرضت له من قبل عضو مجلس الشعب خلال ساعات احتجازها في منزله وضربها بشكل مبرح. 

وقال مصدر قضائي خاص من داخل دائرة القضاء التابع للنظام السوري لـ"عربي21" إن القاضية التي تم احتجازها والاعتداء عليها تدعى "سيدرا حنفي" وهي تشغل منصب رئيسة محكمة الصلح المدني الثالثة في دمشق، وأن عضو مجلس الشعب الذي اعتدى عليها هو "جهاد الشخير" وهو ممثل عن محافظة دير الزور عن فئة العمال والفلاحين ويستمد سلطته من وزير عدل النظام السوري كونه ابن خالته.

وأكد المصدر الخاص الذي طلب حجب اسمه لـ"ضرورات أمنية" بأن أبناء عضو مجلس الشعب "الشخير" وكذلك حراسه شاركوا في عملية احتجاز القاضية في إحدى غرف منزله في مشروع "دمر" بدمشق"، مشيراً إلى عضو مجلس الشعب "شرع في قتلها عمداً" أثناء قيامها عصر الأربعاء بالكشف على منزله لزوم إجراء دعوى قضائية مقامة ضده. 

واستطرد القاضي بالقول: "عضو مجلس الشعب احتجز القاضية في غرفة لوحدها ودخل إليها مع من كان معه واعتدى عليها بشكل "جنوني" ضرباً بالأيدي والأرجل مدة ساعتين كاملتين قبل أن تأتي دورية للمخابرات السورية وتقتحم المنزل وتطلق سراحها وتعتقل عضو مجلس الشعب وتحيله للقصر العدلي وسط دمشق".

وأشار المصدر في حديثه إلى أن عملية الاحتجاز طالت أيضا كلا من الخبير العقاري المرافق للقاضية "سيدرا" وكذلك محامية الخصم وكاتبة العدل في غرفة ثانية، حيث تعرض بعضهم لرضوض فيما يعاني الخبير العقاري من كسور في الفك والأسنان جراء ضربه ولكمه على وجهه.

ونوه المصدر الخاص في حديثه لــ"عربي21" إلى أن عضو مجلس الشعب "الشخير" ما زال عضوا في مجلس الشعب لأن ولايته ما زالت مستمرة ولكن القبض عليه بـ"الجرم" يوجب إسقاط الحصانة عنه، حيث لا حصانة للقاتل أو الشارع في القتل العمد.

وأشارت صحيفة "الوطن" إلى أن طيفا من قضاة دمشق طالب بتنظيم عريضة ورفعها إلى رئيس النظام السوري لوضعه بالصورة الحقيقية ومنع حدوث هذه الحوادث التي تسيء إلى المؤسسة القضائية بشكل كبير، على حد وصف المصدر.

كما نقلت الصحيفة عن لسان نائب رئيس مجلس شعب النظام السوري عدم علمه بأي تفاصيل حول الحادثة التي جرت بين عضو مجلس الشعب والقاضية.