قال الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان، إن الانتصار الذي حققه جيش النظام السوري في
تدمر أمس منحه حقنة معنوية كبيرة، ولن يطول اليوم الذي يحاول فيه الأسد استعادة السيطرة على الجنوب قرب الحدود مع الأردن وإسرائيل، وهو ما إن حصل فإن الهدوء سيعود إلى الجولان.
وأشار ميلمان بمقاله في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إلى أن "رئيس النظام السوري بشار الأسد يحسن وضعه في المفاوضات مع المعارضة، في الوقت الذي يكون فيه بالخلفية وقف نار هش، ومكانة الأسد المتعزز شيئا فشيئا تتحول من مشكلة إلى حل، ويبرز فقط أكثر فأكثر فشل السياسة الشرق أوسطية للرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ولفت ميلمان إلى أن الافتراض الآن يقول بأن جيش الأسد سيستغل زخم الانتصار كي يتقدم نحو دير الزور التي بني على مقربة منها المفاعل النووي الذي قصف لسوء الحظ في 2007، على يد سلاح الجو الإسرائيلي، وبالطريق لإعادة السيطرة على معابر الحدود مع العراق.
وأوضح أن استعادة تدمر تضعف قدرة "داعش" على الدفاع عن الرقة التي أعلن عنها كعاصمة الخلافة، و"عمليا داعش محاصر الآن محاصرا من ثلاث جهات.. من الشمال الشرقي، على طول الحدود التركية، تتقدم القوات الكردية.. من الغرب جيش الأسد.. ومن الشرق جيش العراق، الذي يصعد هجماته على الموصل، المدينة الثانية في حجمها في الدولة والمعقل المديني الأكبر لداعش".
وأشار إلى أن "جيش داعش في انسحاب مستمر وهو يتكبد الهزائم في ميدان المعركة، وقادته الكبار يقتلون وآخرهم كان -كما أكد البنتاغون- أبا عمر الشيشاني نائب الزعيم أبي بكر البغدادي، وثمة في أوساطه حالات فرار".
وقال ميلمان إن اليوم الذي "سيتبدد فيه داعش كفكرة وكخيال هاذ لإقامة خلافة إسلامية على نمط القرن السابع لن يطول".
ولفت إلى أن "فكرة داعش وجاذبيتها ستضعف لتتحول إلى عصابة عنيفة من السُنة البعثيين في العراق، وسيعود لما هو في جوهره تنظيم إرهابي على نمط القاعدة، وإن كان أكثر تطورا ووحشية وستؤثر الهزائم على مؤيديه، ممن أقسموا له الولاء وستضعفهم؛ من بوكو حرام في نيجيريا إلى أنصار بيت المقدس في سيناء وفي أوروبا".