شن الإعلامي المصري أحمد موسى المعروف بقربه من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي هجوما لاذعا ومفاجئا على قناة العربية السعودية التي تبث من دبي، متهما إياها بأنها أصبحت "نسخة من قناة الجزيرة"، وذلك بسبب تقرير على موقعها الإلكتروني حول كلمة السيسي المطولة.
وكانت "العربية نت" نشرت تقريرا تحت عنوان: (السيسي: لن أترك الحكم إلا بموتي أو انتهاء مدتي)، وهو التقرير الذي أثار غضب موسى والكثير من مؤيدي السيسي الذين اعتبروا بأنه –أي السيسي- لم يقل هذا الكلام في خطابه المطول الذي استمر ساعتين.
وبحسب المراجعة التي قامت بها "
عربي21" فإن موقع "العربية نت" سرعان ما عدل عنوان التقرير ووضع بدلا من العنوان السابق: (السيسي: سأظل أبني في مصر حتى موتي أو نهاية مدتي)، ورغم ذلك فإن تغيير العنوان لم يشفع لقناة العربية عند رجال السيسي، حيث أفرد موسى جزءا من برنامجه المسائي للهجوم على قناة العربية بشكل لاذع والتوعد ضدها.
ومن المعروف أن الإعلامي أحمد موسى ورد اسمه في التسريبات التي خرجت عن مكتب السيسي قبل شهور، وتبين بأنه يتلقى الأوامر بشكل مباشر من اللواء عباس كامل ليتناول موضوعات بعينها في برنامجه التلفزيوني ويقول للناس وجهة النظر التي يريدها السيسي والحاشية المحيطة به، وهو ما يفتح باب الأسئلة عما إذا كان نظام السيسي قد بدأ موسم الهجوم على السعودية وعلى قناة العربية التي أنفقت العامين الماضيين في دعم الانقلاب العسكري، وأنفقت العام الذي سبقه في الهجوم على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وتساءل موسى خلال برنامجه مساء الأربعاء 24-02-2016: "ما فعلته أيها الكاتب لهذا الخبر لك من ورائه غرض أو سوء نية، فهل تستطيع فعل الشيء ذاته مع خادم الحرمين الملك سلمان؟ إياك أن تقول إنك تستطيع ارتكاب هذه الغلطة مع الملك السعودي لأن هذه الغلطة تطير فيها رقاب، وإياك أن تقول إنك تستطيع ارتكاب هذه الغلطة مع الشيخ محمد بن زايد لأن هذه الغلطة تطير فيها رقاب، وإياك أن تقول إنك تستطيع ارتكاب هذه الغلطة مع الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت لأن هذه الغلطة تطير فيها رقاب".
وأضاف موسى أن "قناة العربية ارتكبت سقطة أخرى فإما أن هؤلاء الناس يدسّون السم في العسل، أو ربما يوجد لها غرض في الإثارة والتهييج، وأقول بصريح العبارة إن هذه القناة هي الآن نسخة من الجزيرة، بعد أن كانت في السابق محايدة، لكن ما فعلته لا يصدر عن قناة محايدة أو قناة ممولة من قِبل أشقاء، فأخبرونا ما الذي فعلتموه حيال من ارتكب هذه الجريمة غير المهنية والخطيئة الكبرى".
ووصف موسى كاتب الخبر بأنه "لا يسمع ولا يعرف ولا يفهم"، مخاطبا إياه بالقول: "أيها الكذاب، الرئيس السيسي لم يقل ذلك أبدا، ما قاله السيسي قال بالحرف الواحد: (مش حسيبها، لا والله ما حسيبها، وحفضل أبني وأعمر فيها حتى تنتهي حياتي أو مدتي) هل سمعت يا أيها الكذاب؟ يا بتاع العربية؟".
وتوجه موسى إلى القائمين على قناة العربية قائلا: "يتوجب عليكم احترام كلام رئيس مصر، فإما أن تنقلوا الكلام بشكل صحيح أو أن لا تقولوا شيئا".
وتابع قائلا: "يوجد لدينا أيضا إعلام محترم وقنوات محترمة تغطي مصر، وقد تم استخدامكم كأدوات في السابق، وأقول للقائمين على قناة العربية عيب عليكم، وإلا فعليكم أن تخبرونا بالحقيقة. فهل أخذتم قرارا او اتخذتم إجراء؟ أم أن الأمر حدث هكذا؟".
وانتهى موسى إلى القول مخاطبا القائمين على قناة العربية: "لقد سبق أن هاجمتم مصر من خلال بث تقرير ضد البرلمان، وإذا قررتم أن تلعبوا معنا سنلاعبكم. وها أنا ذا أعيدها ثانية: يا عربية إن أردتم اللعب مع مصر، ومع رئيس مصر، سألعب معكم شخصيا ولوحدي".