نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن حالة التأهب الأمني غير المسبوقة التي تعرفها دول جنوب شرق آسيا، تحسبا لتنفيذ
تنظيم الدولة هجمات مسلحة، في وقت يحذر فيه مراقبون من أن التنظيم يستعد لإعلان ولاية جديدة في سنة 2016، ستكون على الأغلب في
الفلبين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن السلطات التايلندية فرضت إجراءات أمنية مكثفة في الأماكن العامة ووسائل النقل ومراكز التسوق، بعد أن تلقت تحذيرات من الاستخبارات الأمريكية حول هجوم وشيك لتنظيم الدولة، في ظل تصاعد حالة الارتياب والتوجس التي تعيشها دول المنطقة بسبب تزايد المتعاطفين مع هذا التنظيم، وبعد الهجوم الذي شنه التنظيم في العاصمة الأندونيسية جاكرتا في 14 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وذكرت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية في أندونيسيا اعتقلت خلال الأسبوع الجاري 38 شخصا للاشتباه بقيامهم بتدريبات في معسكر سري في جبل سامبينغ، في محافظة جاوة، وحجزت في هذا الموقع معدات عسكرية ومنشورات دعاية "جهادية"، في إطار الحملة التي تشنها السلطات منذ هجمات الشهر الماضي التي خلفت ثمانية قتلى.
وأضافت الصحيفة أن خمسة مشتبه بهم آخرين تم إلقاء القبض عليهم في منطقة مالانغ شرق جاوة، على بعد 600 كيلومتر جنوب العاصمة جاكرتا، وقد أوردت وسائل إعلام محلية أنهم ينتمون إلى تنظيم "جماعة أنصار الخلافة"، الذي تأسس في السنة الماضية ويساند تنظيم الدولة.
ونقلت الصحيفة عن قائد الشرطة الأندونيسية، بدر الدين هايتي قوله: "إن نصف المقبوض عليهم مرتبطون بشكل مباشر بالمجموعات المسلحة التي تقف وراء العملية الإرهابية في العاصمة جاكرتا، وقد تحصلوا على تمويلات قادمة من الشرق الأوسط تبلغ 100 ألف دولار، وكانوا يخططون لمهاجمة مطار جاكرتا الدولي ومبنى قيادة الشرطة".
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الأندونيسية اضطرت للإفراج عن المجموعة التي قبض عليها في جبل سامبينغ، بسبب الفراغ التشريعي الذي تعاني منه البلاد وعدم وجود قانون يجرم هذا النوع من الأنشطة أو التخطيط لتنفيذ عمليات إجرامية، ونقلت في هذا السياق تصريح قائد وحدة مكافحة الإرهاب سعود عصمان نسوتيون، الذي قال: "إذا كشفنا عن خلية إرهابية فإننا لا نستطيع احتجاز أعضائها إلا إذا نفذوا عملية إرهابية".
وذكرت الصحيفة أن أندونيسيا تحضر لإصدار قانون جديد يسمح بإطالة فترة الإيقاف التحفظي لتصل لستة أشهر، لكل من يشتبه بضلوعه في التخطيط لأعمال إرهابية، ويعاقب بالسجن سبع سنوات كل من ينضم لتنظيم غير قانوني مثل تنظيم الدولة.
ونقلت الشرطة عن بدر الدين هايتي قوله: "إن التهديد الأمني الأكبر في منطقة جنوب شرق آسيا يأتي من الفلبين، التي يتمتع فيها تنظيم الدولة بشعبية متزايدة يوما بعد يوم، ويحظى بدعم الفصائل المسلحة المتمردة في الجنوب".
ونقلت الصحيفة رأي الخبير الأمني روهان غوناراتنا، من معهد راجارتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، الذي حذر من أن تنظيم الدولة بصدد التحضير لإعلان وجوده في شرق آسيا هذه السنة، من خلال "ولاية" جديدة تابعة له، ربما تكون في الفلبين.
وأضاف بدر غوناراتنا: "قريبا سيعلن تنظيم الدولة عن فرع له في
أرخبيل سولو في جنوب الفلبين".
وأشارت الصحيفة إلى أن منصات إعلامية تابعة لتنظيم الدولة أكدت منذ أيام قبول التنظيم بيعة من مجموعات مسلحة في الفلبين، مثل كتيبة أنصار الشريعة، وجماعة أبو سياف التي يقودها إسنيلون هابيلتون المتواجد في منطقة باسيلان، والذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة بمليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه.
وذكرت الصحيفة أن مجموعة فلبينية موالية لتنظيم الدولة كانت قد أعلنت عن نفسها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وبثت مقاطع فيديو تظهر معسكرات تدريب في غابات البلاد.
ورغم أن السلطات العسكرية في البلاد لم تؤكد وجود علاقة ارتباط حقيقية بين هذه المجموعات وتنظيم الدولة، فإن جبهة تحرير مورو الإسلامية، وهي أبرز فصيل مسلح في البلاد وكانت قد أعلنت هدنة مع الحكومة المركزية في مناطق تمركزها في جنوب البلاد، حذرت في كانون الثاني/ يناير الماضي من أن شبكات متطرفة أطلقت حملة دعاية وتجنيد في أنحاء البلاد لتعزيز صفوفها، وهي تستفيد من الجمود السياسي في البلاد لكسب الأنصار.