نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، تقريرا على إثر إعلان المملكة
المغربية القبض على
البلجيكي جلال عطار، أحد المتهمين بالمشاركة في هجمات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، عرضت فيه أهم المعلومات المتوفرة حول هذا الشاب.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن وزارة الداخلية المغربية أعلنت، الاثنين الماضي، القبض على شاب بلجيكي يشتبه بضلوعه في أحداث باريس، بعد أن صدرت مذكرة توقيف دولية بحقه.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات المغربية تكتمت على هوية الشاب، غير أن المتحدث باسم الفيدرالية البلجيكية أكّد للصحيفة أن جلال عطار هو الشخص المعني، وهو يعرف بين رفاقه في التنظيم بكنية "أبي إبراهيم"، مضيفة أن الشاب البالغ من العمر 26 سنة، عاش في حي مولنبيك في العاصمة البلجيكية بين سنتي 2011 و2013، وسافر نحو صفوف
تنظيم الدولة في سوريا برفقة منفذي هجمات باريس.
وبينت أن "عطار" ركب في كانون الثاني/ يناير 2013 الطائرة نحو إسطنبول، برفقة شكيب أكروح الذي تبيين في ما بعد أنه الانتحاري الذي فجّر نفسه في سانت دوني بضواحي باريس.
وقالت إن "الإرهابيين لم يمكثوا طويلا في تركيا، حتى ذكرت المخابرات البلجيكية أنهما انتقلا إلى سوريا في شهر شباط/ فبراير، حيث كانت حركة المتشددين الأوروبيين المتجهين نحو تنظيم الدولة تشهد نشاطا كبيرا في تلك الفترة".
وأضافت الصحيفة أن أكروح والعطار ينتميان لخلية "إرهابية" كبيرة، تضم كلا من خالد الزرقاني البالغ من العمر 41 سنة من بروكسل، وعبدالحميد أباعود الذي يعتقد أنه العقل المدبر لعمليات باريس.
وأقام القضاء البلجيكي دعوة قضائية في شأن هذه المجموعة، وأصدر أحكاما بسجن الزرقاني لمدة 12 عاما، والعطار وأكروح لخمس سنوات، وعبدالحميد أبا عود لـ20 سنة، بسبب إرساله أخاه للقتال في سوريا، "ولكن كل هذه الأحكام بقيت حبرا على ورق بسبب غياب المتهمين".
وأكدت الصحيفة أن "عطار" لم يمكث كثيرا في سوريا بعد أن شارك في معارك مع تنظيم الدولة حتى شهر أيار/ مايو، لافتة إلى أنه كان يستخدم خط جوال رجحت المخابرات البلجيكية أنه يتبع "لأفراد كتيبة المهاجرين".
وبينت أن "عطار" قد عبّر عن رغبته في الانتماء لتنظيم الدولة قبل ستة أشهر من التحاقه به، حيث وجدت الشرطة البلجيكية التي كانت تراقبه في تموز/ يوليو مقاطع فيديو تحث على الجهاد والحرب في شريحة تخزين المعلومات الخاصة به.
وأشارت إلى أن "عطار" كان الذراع الأيمن لأمير الخلية الزرقاني، جنبا إلى جنب مع أكروح، حيث أكّد المقربون من أكروح أن "عطار" هو من أقنعه بالانضمام للتنظيم.
وبعد عودته من سوريا عبر ألمانيا؛ لم يمكث "عطار" كثيرا في أوروبا حتى انتقل لبلده الأصلي المغرب، دون أن يكون له جنسية مغربية، حيث طلبت السلطات البلجيكية من نظيرتها المغربية تتبعه والتصنت عليه، فقامت السلطات المغربية في 26 آذار/ مارس 2014 باستجواب "عطار"، غير أنه اختفى بعد ذلك، فصدرت مذكرة توقيف دولية بحقه منذ سنة، لكن لم يتم القبض عليه إلا يوم الجمعة السابق من قبل السلطات المغربية في منزل والدته بالمحمدية بالقرب من الدار البيضاء.