رياضة دولية

بسبب ميسي.. الأندية ترفض قانون حظر التعاقد مع القاصرين

برشلونة تعاقد مع ميسي وهو مازال لم يصل السنة 16 - غوغل
نشرت صحيفة "ذي تليغراف" البريطانية تقريرا حول قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي يتعلق بحظر انتداب اللاعبين الأجانب القاصرين، بعد منع الانتدابات لمدة موسمين بالنسبة لفريقي ريال وأتليتيكو مدريد.

وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن فريقا ريال مدريد وأتلتيكو مدريد لن يكونا قادرين على انتداب اللاعبين الأجانب خلال الفترة القادمة، بسبب خرقهما لقانون الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يمنع التعاقد مع اللاعبين البالغة أعمارهم أقل من 18 سنة.

وذكرت الصحيفة أن فريق برشلونة واجه نفس العقوبة خلال السنة الماضية، بسبب خرق قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم، إلا أن الفريق الكاتلوني دافع عن وجهة نظره في مواجهة القانون، الذي اعتبره "لا يتناسب مع نادي رياضي في قيمة برشلونة".

وأضافت الصحيفة أن قانون الفيفا المتعلق بحظر انتداب اللاعبين القاصرين، يمنع فرق كرة القدم من اكتشاف المواهب وتأهيلها، على غرار الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي تمكن فريق برشلونة من التعاقد معه عندما كان يلعب مع فريق "روساريو" الأرجنتيني قبل 16 سنة، رغم منافسة فريق آي سي ميلان الإيطالي الذي كان يدرك الموهبة التي يتمتع بها ميسي  في سن الثالثة عشر.

وذكرت الصحيفة أن أبرز الفرق الاسبانية لديها تحفظات كثيرة فيما يتعلق بحظر انتداب اللاعبين القاصرين، ومن بينها فريق ريال مدريد الذي دافع عن قانونية عملية انتداب لاعبين أجانب دون سن الثامنة عشر، خاصة وأنه "يبدو من غير المنطقي أن يتم حرمان لاعب أجنبي من اللعب في أكبر الفرق العالمية لمجرد انتمائه إلى بلد آخر".

وقالت الصحيفة أن نادي برشلونة يعتبر أن قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم يؤثر على قدرة الفرق العالمية على انتداب اللاعبين الشبان، ومتابعتهم خلال بداية مسيرتهم الرياضية، حيث أكد مدير نادي برشلونة،، ألبرت سولر أن هناك عديد القوانين التي يرفضها النادي الكاتلوني، ومن بينها قانون حظر انتداب اللاعبين الأجانب القصر، واعتبر أن فريقه "يجب أن يكون استثناء فيما يتعلق بتطبيق هذا القانون على الفرق الأوروبية".

وأضافت الصحيفة أن مركز تدريب الشبان في فريق ريال مدريد، يضم أكثر من 51 لاعبا شابا من أصول أجنبية، لم تتجاوز أعمارهم 18 سنة، بينما يضم مركز تدريب الشبان "لاماسيا" التابع لفريق برشلونة 31 شابا،  وهو ما يعتبر انتهاكا واضحا لقانون الاتحاد الدولي لكرة القدم.

واعتبرت الصحيفة أن تعاقد الفرق الأوروبية مع هؤلاء الأطفال الأجانب، يرتبط فقط بالقيمة المادية المضافة التي يمكن أن تجنيها الفرق الأوروبية من إعادة بيع اللاعبين، بعد تكوينهم وتأهيلهم في مراكز التدريب التابعة لها، والتي قد تصل أحيانا إلى 50 مليون يورو.

وذكرت الصحيفة أن الفرق الأوروبية الكبرى التي تمتلك إمكانيات مادية ومراكز تدريب متطورة، تعتبر أبرز المتحفظين على قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي يساهم في حماية الأطفال من الاستغلال المادي الذي تنتهجه بعض الفرق الأوروبية، التي تبحث عن صفقات رابحة من خلال استغلال الموهبة الرياضية للأطفال.

وأضافت الصحيفة أن البرامج التدريبية التي توفرها الفرق الأوروبية الكبرى في مراكز التدريب التابعة لها تساهم في تأهيل الشبان، لكنها تبحث غالبا عن "المواهب الجاهزة"، التي توفر قيمة مادية عالية عند إعادة بيعها، كما هو الحال بالنسبة للأرجنتيني ليونيل ميسي الذي كان أبرز موهبة كروية في أمريكا الجنوبية قبل أن يتعاقد معه برشلونة.

وذكرت الصحيفة أن عملية انتداب لاعبين أجانب قاصرين في الفرق الأوروبية الكبرى تتعلق دائما بأسباب رياضية وتجارية. ورغم أن هذه الفرق تعمل على مساعدة اللاعبين الشبان على بناية قدراتهم في رياضة كرة القدم، إلا أنها تهمل الجانب الإنساني للرياضة، على حد تعبير المدير القانوني للنقابة الدولية للاعبي كرة القدم للمحترفين، فيل فان ميغان.

وذكرت الصحيفة أن هناك بعض الاستثناءات التي تتعلق ببعض اللاعبين، الذين خضعوا للتأهيل في أكاديميات أوروبية قبل أن يتمكنوا من اللعب مع فرق كبيرة في الدوري الانجليزي المحترف لكرة القدم، ومن بينهم سيسك فابريغاس لاعب تشيلسي وبول بوغبا لاعب يوفنتوس.

واعتبرت الصحيفة أن الفرق الأوروبية الكبرى تعتبر أبرز مستفيد من عملية التعاقد مع اللاعبين في سن مبكرة، حيث أثبتت دراسة قامت بها النقابة الدولية للاعبي كرة القدم للمحترفين، أن نصيب الأسد من عملية إعادة بيع اللاعبين الموهوبين بعد انتدابهم في سن مبكرة من مسيرتهم الرياضية، تتحصل عليه الفرق الأوروبية الكبرى.

 كما أثبتت الدراسة في نفس السياق، أن الفرق الأصلية للاعبين لا تتحصل سوى على ما يعادل 1.84 بالمائة من قيمة اللاعب، وهو ما يساهم في تأكيد سيطرة الفرق الكبرى على الرياضة العالمية.

وقالت الصحيفة أن السياسة التي تنتهجها فرق النخبة في رياضة كرة القدم، توفر عليها التكاليف الكبيرة لانتداب لاعبين محترفين، إلا أنها تتسبب أحيانا في تحطيم أحلام عديد اللاعبين، عوض أن تنتج مواهب جاهزة في رياضة كرة القدم.