سياسة عربية

راشد الغنوشي يدعو لعدم الإقصاء ويشيد بسياسات السبسي (شاهد)

لفت الغنوشي إلى أن تونس مازالت في حاجة أكيدة إلى سياسة التوافق- أرشيفية
دعا رئيس حزب النهضة التونسي، راشد الغنوشي، إلى التخلص من أي "منزع إقصائي" بين التونسيين، مشددا على ضرورة الاستمرار في سياسة التوافق التي يقودها الرئيس التونسي باجي قايد السبسي، ومنوها بحزب "نداء تونس"، واصفا إياه بحزب ديمقراطي "متأصل في الحركة الإصلاحية".

قال راشد الغنوشي في كلمة له بالمؤتمر الأول لحزب "حركة نداء تونس" بمدينة سوسة، السبت، إن المؤتمر التأسيسي لحزب نداء تونس هو "عرس تحتفي به تونس"، وأضاف: "أعبر لكم عن سرورنا بعقد هذا المؤتمر إيمانا منا بأن نداء تونس حزب ديمقراطي متأصل في الحركة الإصلاحية، وهو مصلحة لتونس ومصلحة للنهضة نفسها".

وأكد على أنه لا ديمقراطية بدون توازن، مشددا على أن "نداء تونس" صنع توازنات في الحياة السياسية. 

وشبه الغنوشي تونس بالطائر الذي يحلق في السماء ويحمل الجميع بين جناحيه، وقال: "نحن نرى في تونس طائرا يحلق في السماء بجناحي النهضة والنداء، ولكن الطائر يحتاج إلى الجميع، طائر تونس، بل باخرة تونس ينبغي أن تحمل كل التونسيين والتونسيات".

وشدد على أن الرئيس التونسي باجي السبسي مازال يؤكد على أنه لا مجال للإقصاء في "تونس الديمقراطية"، لافتا إلى أن البلاد تتحمل وتحتاج الجميع.

ودعا رئيس حزب النهضة إلى ضرورة التخلص من "المنزع الإقصائي"، وقال إن المشكلة في تونس هي أن بعض التونسيين يريدون أن يتخلصوا من بعضهم الآخر، "بينما تونس تحتاج للجميع". 

وأشار إلى أن حضور حزب النهضة في المؤتمر التأسيسي لـ"حركة نداء تونس" يأتي للتأكيد على دعمه الكامل لسياسة التوافق التي يقودها الرئيس السبسي، والتي، بحسب الغنوشي، أنقذت تونس من مصير مشابه لكل ثورات الربيع العربي التي انهارت.

وذكر الغنوشي الحضور باللقاء الذي جمعه مع الرئيس الحالي لتونس في عام 2013 بباريس، والذي عرف بـ"لقاء باريس"، وقال إنه فتح طريقا جديدا لتونس، طريق أدى إلى دستور جديد وانتخابات وهيئات دستورية.

وتابع: "ونحن اليوم نجني (تونس تجني) ثمرة سياسة التوافق التي انطلقت من ذلك اللقاء". 

ولفت إلى أن تونس مازالت في حاجة أكيدة إلى سياسة التوافق التي تقتضي البعد عن الإقصاء، وطي صفحة الماضي، كما "تقتضي أن نملأ قلوبنا بالود والمحبة والإخاء والتسامح وليس بالحقد والانتقام. الانتقام نار تأكل والمحبة طريق المستقبل" على حد تعبيره.

وأوضح إلى أن حزب "نداء تونس" ليس الحزب الوحيد الذي يعرف مشكلات، بل جل الأحزاب تعاني، من بينها حزب النهضة، وقال مخاطبا أعضاء "نداء تونس": "تقديرنا أنكم قادرون على تجاوز هذه المشكلات، وأن المستقبل مفتوح".

وأكد على ضرورة تبني "نهج التوافق" الذي انتهجه الرئيس التونسي قائد السبسي، لأنه نهج "استراتيجي وليس تكتيكيا"، واعتبره "توافقا بين القديم والحديث، بين الإسلام والحداثة، والديمقراطية، توافق في تاريخنا"، مشددا على أن هذه السياسية (سياسة التوافق) "هي المخرج، هي الطريق، هي الإستراتيجية، هي التي تجعل طائر تونس يستمر في التحليق والإنتاج".

يذكر أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، شارك كضيف شرف في افتتاح المؤتمر الأول لحركة نداء تونس الذي عقد تحت شعار "مؤتمر الوفاء"، وهو مؤتمر توافقي يهدف لحل أزمة الحزب، كما حضره رئيس مجلس النواب التونسي محمد الناصر، وقادة "نداء تونس" ومناضلو ومناضلات الحزب، وشخصيات سياسية أخرى.

وينعقد المؤتمر في وقت تمر فيه "حركة نداء تونس" بأزمة صعبة نتج عنها استقالة أمينها العام محسن مرزوق و16 نائبا عن الحزب، الجمعة، من الكتلة البرلمانية احتجاجا على ما وصفوه بـ"سيطرة نجل الرئيس على الحزب الحاكم".