قتل القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة إب، نائف الجماعي، السبت، في معارك دارت في مدينة دمت، على بعد 245 كم تقريبا جنوبي العاصمة صنعاء.
ولقي مقتل الجماعي صدى واسعا، لدى نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
"السيف والقلم" وصف أطلقه ناشطون يمنيون، على الجماعي الذي يتحدر من منطقة بعدان (شرق محافظة إب)، حيث عرف بفصاحته وأدبه، فهو شاعر الفصحى والنبطي. كما أنه نعاه ناشط يدعى "محمد المهدي".
شكل نائف الجماعي، الذي ينتمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح، قبل ثلاثة أشهر، فصيلا مسلحا تابعا للمقاومة في منطقة بعدان بمدينة إب، حيث خاضت معارك ضارية، تمكنت من طرد الحوثيين من المنطقة، قبل أن يعاودوا هجومهم عليها، بتنسيق مع قيادات قبلية موالية للمخلوع علي عبدالله صالح.
وفر الجماعي قائد مقاومة بعدان، مع رفاق السلاح، بعد قيام الحوثيين بتفجير منزله في بعدان، عقب
فشل المقاومة في صد هجومهم على المنطقة في آب/ أغسطس الماضي.
وشغل الجماعي مديرا لبنك البحرين الشامل، فرع تعز، قبل أن يلتحق بصفوف المقاومة في محافظة إب، ورغم خسارته للمعركة هناك، فقد توجه قبل أيام الى مدينة دمت بمحافظة الضالع، عقب فتح المقاومة جبهة جديدة هناك ضد الحوثيين والقوات الموالية لهم، حيث قتل اليوم السبت، تاركا خلفه قصة "رجل خلع لباس المدني، وحمل السلاح دفاعا عن أرضه وعرضه". بحسب ما وصفه أحد الناشطين.
وكبدت جبهة دمت الحوثيين وحلفاءهم، خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فضلا عن سيطرة عناصر المقاومة على عدد من المرتفعات المهمة، وطرد مسلحي الحوثي نحو منطقة الرضمة في إب.
نائب رئيس الدائرة الإعلامية بحزب الإصلاح، عدنان العديني، نعاه قائلا: "استشهد القائد الجسور نائف الجماعي في أطراف مدينة دمت وهو يذود عن اليمنيين ويحمي ديارهم ويواجه البغي والطغيان".
وتابع قوله على حسابه بموقع "فيسبوك": "أنا حزين عليك، ولا يستطيع من عرفك عن قرب إلا أن يبكيك، إلا أن بطولاتك التي تذكرنا بالكبار تجعلنا نباهي بك في عصر بائعي الكلام" .
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلا مصورا للجماعي، يلقي فيه قصيدة شعرية مرتديا الزي العسكري، سمّى "الحوثي" بابن إيران، وهي آخر أبيات قالها، ويده على الزناد.
من جهته، رثى الناشط حسين الصوفي، "الجماعي" القيادي البارز في المقاومة، الذي قتل السبت في مواجهات مع الحوثيين، بقوله :أبكيك الآن يا نائف الجماعي، قلبي يذرف دمع فرقاك، الفراق هو ما يوجعني اللحظة، حتى عندما قررت الرحيل تدثرنا بالحزن.
وأردف متسائلا: "هل رأيت أنانيتنا يا شهيد؟ نلاحقكم حتى عند تحليق أرواحكم بسلام".
وأضاف في تعليق عبر موقعه في "فيسبوك" : "نبكيك لأنك تركت كل هذا الفراغ يا رجل، كنت بالأمس أتتبع أطراف أخبار دمت، ولأنني خلف خطوط التماس قزم صغير، لم يسعفني عقلي للسؤال عمن يكون البطل؟ وأجاب عن سؤاله: "الآن عرفت أن الأسود الضواري يتقدمهم نائف!".
وأوضح الناشط الصوفي أنه "بالأمس كان سفير واشنطن يبحث عن دمك، وكان ولد الشيخ عند شاطئ البحر الميت يسلم القتلة فاتورة الدماء التي تحتاجها الأمم المتحدة، كان في مقدمتها أطفال تعز، أما أنت فكنت تقرأ تراتيل الروح الأخيرة وتجرد حسابك لربك في ثلث الليل الأخير، بحثا عن المصير المشرف يانائف!".