سجناء المليشيات يديرون حسابات طائفية من داخل السجون بالعراق
بغداد - عربي21 - أمير العبيدي05-Nov-1501:18 AM
شارك
توفر كل التسهيلات ووسائل الراحة لسجناء المليشيات المتهمين بالقتل الطائفي - أرشيفية
كشف مركز متخصص بمراقبة أوضاع السجون في العراق عن سماح السلطات العدلية للسجناء الشيعة باقتناء الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة، مع توفير خدمة الإنترنت لهم، حيث سمحت لهم بإدارة مواقع وحسابات إلكترونية يختص أغلبها بالتحريض على العنف.
وقال مدير مركز بغداد لحقوق الإنسان، المحامي مهند العيساوي، إنه تم السماح لسجناء المليشيات الشيعية في سجون الحماية القصوى، والعدالة، والرصافة، وكروبر في بغداد، باقتناء الهواتف والحواسيب الشخصية، فضلا عن خدمة الإنترنت التي سمحت لهم بإداره حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف العيساوي في حديث خاص لـ"عربي21" أن هذه الخدمات والتسهيلات متوفرة في سجن العدالة الأولى في بغداد، وغير موجودة في سجن العدالة الثاني، والسبب أن الأول مخصص للسجناء الشيعة، والثاني للسنة.
وبحسب العيساوي، فإن التسهيلات التي قدمتها السلطات لسجناء المليشيات شملت دخول المواد الغذائية، والملابس، والأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى السماح بالزيارات العائلية والخاصة التي تتم بشكل أسبوعي، مبينا أن حجم الخدمات المتوفرة في سجون المليشيات جعلتها أقرب إلى الفنادق ذات خمس نجوم، على حد تعبيره.
وأشار المركز المتخصص بمراقبة أوضاع السجون وحقوق الإنسان في العراق إلى أن أغلب أعضاء المليشيات المحتجزين يديرون حسابات مخصصة للتحريض على العنف، لافتا إلى أن السلطات المشرفة على السجون سمحت لهم في وقت سابق بتنظيم استعراض عسكري في سجن الرصافة السادس بعد توفير الملابس والمعدات، وأن مقاطع الفيديو الخاصة بهذا الاستعراض متوفرة، ويمكن التأكد منها، وفق قوله.
وتضم مواقع التواصل العديد من الحسابات التي يديرها عناصر المليشيات الشيعية من داخل السجون، ومنها حساب "نصير أبو الريم" العضو الفاعل في مليشيا جيش المهدي، المحتجز في سجن الحماية القصوى في بغداد بتهم ارتكاب جرائم قتل طائفية.
ويستخدم أبو الريم مجموعة من أجهزة الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة في نشر يومياته المصورة من داخل السجن، بالإضافة إلى إشرافه على النشر والتحديث اليومي في حسابات تابعة لمليشيا سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر والمنضوية ضمن مليشيات الحشد الشعبي.
ويظهر أبو الريم في بعض التسجيلات المصورة وهو يقوم بأداء عملية التطبير باستخدام السكاكين الخاصة بإحياء الطقوس الشيعية الخاصة بعاشوراء، وفي تسجيلات أخرى يقف حاملا صورة من الحجم الكبير لمقتدى الصدر أثناء مسيرة واعتصام قام بها مع زملائه داخل ساحة السجن.
ويتمتع أبو الريم بزيارات مستمرة من قبل عائلته وأصدقائه وزملائه السابقين في مليشيا جيش المهدي، الذين قاموا بالانتساب حاليا إلى سرايا السلام، ويقوم بنشر صور له مع الزائرين من داخل الباحة الخاصة بالزيارات في سجن الحماية القصوى.
ويركز حساب "الموالي الزينبي" الذي يدار من سجن العدالة في منطقة الكاظمية ببغداد على النصائح المتعلقة باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، والعبوات الناسفة، ويقدم الكثير من النصائح المكتوبة والمصورة بهذا الخصوص.
ويقدم الزينبي إرشادات لمقاتلي المليشيات في كيفية استخدام العبوات الناسفة التي يتم التحكم بها بشكل مباشر أو باستخدام الموقتات الزمنية، ويوصي بدراسة طبيعة البناية المراد نسفها قبل تحديد عدد العبوات المستخدمة في هذه المهمة، وأفضل الأماكن التي يجب وضعها فيها.