"لماذا بكت إسراء وأبكتنا اليوم؟"، بهذا التساؤل ابتدأ والد الناشطة المصرية المعتقلة إسراء الطويل تدوينته المطولة؛ التي تداولها العديد من النشطاء، فيما تصدر وسم #إسراء_الطويل قائمة أعلى الوسوم تداولا في مصر الإثنين، مع تفاعل حقوقي وإعلامي واسع معها.
فعبر منشور على "فيسبوك"، كتب والد إسراء، محفوظ الطويل، أن ابنته بكت اليوم من الظلم والقهر عقب التمديد لها في الحبس لـ45 يوما للمرة العاشرة، بعد 155 يوما من الحبس الاحتياطي.
وقال: "ليعلم الجميع أن إسراء الطويل لم تبك اليوم ولا قبل ذلك خوفا من السجن!! بكت إسراء الطويل اليوم لأن البيه وكيل النيابة وسأحتفظ بسمه.. في أول جلسة بعد ظهورها بعد الاختفاء القسري قال لها بالحرف الواحد: ليس هناك أي تهمة وستخرجين الجلسة القادمة". لكن "وكيل النيابة اختفى حضرته حتى الجلسة قبل الماضية في نيابة أمن الدولة العليا وعندما رأته إسراء بكت بكاء شديدا.. حتى أن البيه وكيل النيابة بكى لبكائها ووعدها بأنها ستخرج في الجلسة القادمة أي جلسة التجديد العاشرة والأخيرة.. ولم يأت حضرته إلى النيابة.. فتم حبسها مرة أخرى للعرض على المحكمة للمثول أمام قاض وليس أمام النيابة".
وأضاف محفوظ الطويل: "كل المحامين قالوا إنها ستأخذ إخلاء سبيل بمجرد وصولها إلى المحكمة!! فجأة وبدون سابق إنذار أو حتى إبلاغ المحامين للحضور، قرر الجبناء أن يكون عرضها اليوم على المحكمة أمام أحد قضاة الإعدامات وهو معتز خفاجي اليوم!! لذلك بكت إسراء الطويل ظنا منها أن أهلها وأصدقائها وكل أحرار مصر غير متابعين أو أنهم لن يتمكنوا من الحضور معها!!".
وقال في ختام تدوينته: "إسراء المريضة اتجدد إليها تاني 45 يوم.. إسراء عيطت من الظلم والقهر.. إسراء عيطت من الضعف والعجز اللى هيصيب رجليها لو مكملتش العلاج الطبيعي، دموعك غالية يا إسراء".
شكرا لدموعها
وعبر هاشتاج "#إسراء_الطويل" الذي تصدر قائمة أعلى الوسوم في مصر، قال رئيس حزب غد الثورة أيمن نور: "شكرا لدموعها ليس لأنها أوجعت قلوبنا لكن لأنها أثبتت أنه ما زال لدينا قلوب وتشعر بالوجع".
وغرد القيادي في حزب الوسط، حاتم عزام، قائلا: "المؤشران الوحيدان اللذان تتقدما فيهما مصر على يد تلك العصابة هما الاجرام والحيوانية. ثورة المصريين ستلقي بهم في مزبلة التاريخ".
وعلق وزير الاستثمار الأسبق يحيى حامد: "أفرجوا عن #إسراء_الطويل يا كلاب يا عديمي الرحمة. والله غدا سيكون حسابا عسيرا".
كذلك شارك الحقوقي نجاد البرعي عبر الهاشتاج بقوله: "أنتي لا تعرفين أنك أكثر حرية ممن حبسوك… أنت حره رغم السجن أما الظلمه فلهم في الدنيا خزي وفي الآخره عذاب عظيم".
وغردت الكاتبة القطرية ابتسام آل سعد: "بإذن الله ستكون دموعكِ رصاصا يمزق أجساد طغاة وقضاة بلادك التي يُكرّم فيها العاهر ويُهان فيها الطاهر!".
وقالت المذيعة حياة اليماني: "استمرار حبس #إسراء_الطويل 45 يوم، غوري يا دولة القهر، ملعون سجانك يا إسراء سواء كان حاكم أو قاضي".
أما الحقوقي هيثم أبو خليل فقارن بين تكريم الجيش للراقصة نورا وبين تجديد حبس إسراء، فقال: "بين تكريم نورا وتجديد حبس إسراء الطويل 45 يوم يتجلي حكم العسكر في مصر!".
وغرد المحامي محمد رفعت: "تجديد حبس إسراء الطويل 45 يوم إضافية يتعدى انتهاك لحقوق الإنسان والاتفاقيات التي #مصر طرف بها، إنه فشل العسكر الذي يتامر قضاء فاسد لتغطيته".
وجاء تغريدة للممثل المصري نبيل الحلفاوي عن إسراء والتي قال فيها "الدموع تمس المشاعر تثير التعاطف توجع القلب لكن ماذا نفعل أمام دموع سابقة أو محتملة أكثر إيلاما (إن كانت) بسبب من يذرفها الآن"؛ لتثير حفيظة الحقوقي جمال عيد الذي قال: "تعيشي في قلوبنا وتسلمي انتي وكل اللي زيك يا إسراء ويسقط في حضيض النفاق الرخيص هو وكل اللي زيه".
وغرد رئيس حزب البناء والتنمية طارق الزمر: "قلوبنا معك إسراء الطويل وقلوبنا على كل من ساهم أو رضي بوجودك ولو ساعة واحدة في المعتقل".
وقال رئيس تحرير صحيفة المصريون: "دولة 3 يوليو، تذل بنات ثورة يناير، إذلال ممنهج، عن عمد وإصرار تجديد حبس المصورة الصحفية الشابة".
وشاركت حركة 6 إبريل بتعليق مقتضب، قالت فيه: "الظلم ظلمات سوف تطالنا جميعا".
وشارك الفلسطيني أدهم أبو سلمية كذلك قائلا: "أي أمة هذه التي تقبل أن تسيل فيها دموع الحرائر علاوة عن حبسها وإهانة إنسانيتها! إنسانيتنا قبل أي شيء آخر تجبرنا أن نقف معك وننحاز لقضيتك، وندعو لك بالحرية والفرج القريب".
إسراء الطويل وأخريات لا تعرفونهن
وفي سياق التفاعل مع قضية إسراء أيضا، نشر الناشط الحقوقي عمار مطاوع تدوينة مطولة على "فيسبوك" عن المعتقلات الأخريات اللاتي ليس لهن حظ في التغطية الإعلامية، وقال: "اعتقال الفتيات أضحى روتينا يوميا تحولنا معه إلى موظفين حكوميين نرصد أسماء وندون أخرى، فقدنا مع الوقت مشاعرنا، حتى عندما ضيقت الدائرة لتطال أقرب الفتيات إلينا معرفة وقرابة".
وتناول مطاوع أول حالة اعتقال لفتيات تمت عقب انقلاب 3 تموز/ يوليو، كما عرض عدة حالات لفتيات معتقلات مع صور لهن والتهم التي وجهت إليهن وفترة اعتقالهن.
يذكر أن عددا من مستخدمي تويتر المؤيدين للانقلاب؛ قاموا بتدشين وسم آخر للمطالبة باستمرار حبس إسراء، مع توجيه العديد من الشتائم لها ولأسرتها، واتهامها بالخيانة والعمالة.
اقرأ أيضا:
في حوار مع شقيقتها.. ذوو إسراء الطويل يخشون شللها مرة أخرى في السجن
إسراء الطويل تعاني شللا في الأطراف بحسب مشفى السجن