سياسة عربية

الموقف الأردني من الحلف الروسي الجديد ما زال غامضا

قوات روسية في سوريا - تويتر
لم يرحب الأردن حتى الآن بالتدخل الروسي في سوريا كما فعلت مصر، كما أنه لم يستنكرها أو ينتقدها كما فعلت السعودية وتركيا. 

هذا الموقف يثير التساؤلات حول حقيقة الموقف الأردني الرسمي من التدخل الروسي العسكري في سوريا، وهل الأردن الرسمي ما زال على موقفه الداعي للحل السياسي، أم إنه ما زال محتارا بين المعسكرين "الأمريكي – الخليجي" والروسي – الإيراني"، وينتظر ويراقب المستجدات لإبداء سلوك سياسي وموقف نهائي.

ومع شح التصريحات الرسمية في هذا الشأن، يبحث سياسيون ومهتمون بالشأن الأردني عن تطورات أو تغيرات طرأت على العلاقة بين الأردن ونظام الأسد، قد تدل على الموقف الرسمي تجاه التطورات الجديدة في المشهد السوري.

يشير أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد سعيد نوفل، إلى أنه مما لا شك فيه، أن هناك ترتيبات إقليمية تسير بشكل منظم بدأت لإخراج المشهد السوري الراهن، في ظل مقايضات دولية بعلم ودراية واشنطن.

وفي رده على سؤال لـ"عربي21": "أين يقف الأردن من هذه الترتيبات الإقليمية؟"، أجاب أستاذ السياسة قائلا: "باعتقادي أن اتخاذ موقف سياسي أردني رسمي تجاه التدخل الروسي في سوريا، قيد الدراسة والبحث في الدوائر الأردنية"، منوها إلى أنه "إلى الآن لم يتم حسم أو إثبات موقف واضح وعلني، في ظل البحث الروسي عن أصدقاء وحلفاء جدد بالمنطقة".

ورأى نوفل أن التوجه باتجاه المعسكر الشرقي الجديد الذي يضم روسيا وإيران والصين وسوريا من قبل الأردن "أمر وارد، خاصة في ظل تغير المواقف الدولية والخليجية تجاه الحليف الأمريكي الذي باتت سياسته تتصف مؤخرا بالفشل على أكثر من صعيد".

وزاد أستاذ السياسة موضحا أنه "بعد الاتفاق النووي الإيراني، لم تعد دول الخليج تثق بالحليف الأمريكي، لذلك فإننا نرى أن للإمارات موقفا خاصا بعيدا عن الموقف الأمريكي تجاه التدخل الروسي".

واستدرك نوفل، بأن "اتخاذ الأردن موقفا وسلوكا سياسيا قريبا من الحلف الشرقي الجديد، لا يعني الانتقال من الحضن الأمريكي السعودي إلى الحضن الروسي الإيراني، فالحلف الأول كفيل بتوفير الدعم الاقتصادي للملكة، الأمر الذي يصعب على الحلف الثاني العمل على توفيره".

فيما اعتبر الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، في  مقاله المنشور في  8 تشرين أول/ أكتوبر الحالي في "ميدل إيست آي"، أن "الأردن بات من حلفاء روسيا الجدد، إضافة إلى العراق، والإمارات، والأردن، ومصر، وإسرائيل".

في حين، يرى السياسي الأردني الدكتور سعيد ذياب، القريب والمؤيد للنظام السوري، أن القول إن الأردن داعم للتدخل الروسي، "أمر صعب الجزم به، بالرغم من إبداء النظام الاستعداد والرغبة للانفتاح على النظام السوري، ولكن مما لا شك فيه أن هناك تحولا بسيطا في الموقف الأردني، ولكنه يفتقر إلى خطوات ملموسة وجدية على أرض الواقع" وفق قوله.

ويطالب "سعيد" الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، في حديث خاص لـ"عربي21"، الأردن بـ"التنصل من اتفاقيات تدريب المجموعات المسلحة المعارضة للنظام السوري على أراضية، كما أنه يتوجب عليه ضبط الحدود حتى لا تكون مدخلا للمجموعات الإرهابية إلى الداخل السوري، علاوة على مغادرة المحور الأمريكي المقاوم لمشروع الممانعة والمقاومة".

وفي إشارة ذات دلالة، أرسل مستشار الملك للشؤون العسكرية ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول مشعل الزبن، برقية تهنئة بعيد الأضحى الماضي لنظيره السوري ووزير الدفاع بالحكومة السورية فهد جاسم الفريج.

في المقابل يقول رئيس الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري المهندس علي أبو السكر، إن "من مصلحة الأردن الوقوف مع تطلعات الشعب السوري وثورته، لأنه في النهاية من سيبقى هو الشعب السوري لا الدب الروسي، الذي لن يحتمل العيش في لهب وحرارة المقاومة السورية".

وتبرز تساؤلات في حال تمت الاستدارة الأردنية تجاه الحليف الجديد، حول إمكانية التضييق الأمني على المعارضة السورية المتمثلة بالرموز السياسية والعسكرية التي تعيش في عمان، أو على صعيد اللاجئين الذين يبدون معارضة شديدة للنظام السوري.

ويمكن لهذا الوضع أن يؤثر على نشاطات المعارضة الأردنية التي تساند ثورة الشعب السوري، وذلك من خلال نشاطات مناهضة للنظام السوري وسفارته على الأرض الأردنية.

وهو أمر يعتقد أبو السكر أنه واقع أصلا، ويضيف في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "المضايقات الأمنية للنشاطات المؤيدة لثورة الشعب السوري، واقعة وموجود في الأصل، ولكن من المتوقع أن تزداد إذا ما استدار الأردن إلى الحلف الروسي الإيراني السوري وأيده ودعمه".