حذرت منظمات السلامة الدولية من مخاطر تعرض
الطيران المدني الدولي لصواريخ "كروز"، التي يطلقها الروس من البحر باتجاه
سوريا.
ونقلت صحيفة "ديلي تلغراف" عن منظمة أوروبية للمعايير وسلامة الملاحة الجوية "وكالة سلامة الملاحة الجوية الأوروبية"، تحذيرها من إمكانية تعرض
الطائرات المدينة لصواريخ "كروز"، بعدما أطلق الجيش الروسي
صواريخ "كروز" من بوارج حربية في بحر قزوين باتجاه سوريا. وقال الجيش الروسي إنه استهدف مواقع عسكرية تابعة لتنظيم الدولة.
ويشير التقرير إلى أن المسافة بين
روسيا وسوريا هي ألف ميل، ويقطع الصاروخ منطقة مزدحمة بالطائرات المدنية المسافرة بين أوروبا ودول الخليج وآسيا، وهو ما دعا منظمات السلامة الجوية إلى تحذير خطوط الطيران بتجنب المسارات الجوية فوق البحر وإيران والعراق.
وتقول الصحيفة إن طيران مثل "الخطوط الفرنسية" بدأ بتغيير مسار طائراته بعد التحذير الأوروبي. مشيرة إلى أن الخطوط الجوية البريطانية لم تقل يوم الاثنين أنها ستعدل مسار رحلاتها، ولا تزال طائراتها تمر فوق بحر قزوين حتى يوم الجمعة. ولكن الطيران البريطاني قال إنه لن يطير فوق مناطق إلا إذا تأكد من سلامتها، ويتواصل بشكل دائم مع الحكومة والمنظمات الأمنية من أجل الحصول على معلومات جديدة.
ويورد التقرير أنه في تعليق على ما جاء في نشرة المنظمة الأوروبية، قال الطيران البريطاني إنها لتقديم المعلومات لشركات الطيران، وليست لإعطاء توصيات.وقال متحدث باسم الشركة: "فريقنا الأمني واع لنشرة السلامة الجوية الصادرة عن وكالة سلامة الملاحة الجوية، وننسق باستمرار مع مؤسسات الحكومة البريطانية المعنية".
وتلفت الصحيفة إلى مخاطر الطيران فوق مناطق الحرب، خاصة بعد تعرض الطائرة المدنية الماليزية "بوينغ 777"، المتجهة من أمستردام إلى كوالالمبور، وكانت تطير على ارتفاع 30 ألف قدم، لصاروخ فوق الأراضي الاوكرانية، حيث سقطت عندما أطلق انفصاليون أوكرانيون مدعومون من روسيا صاروخ أرض جو باتجاهها. وزعمت روسيا أن الطائرة سقطت بفعل صاروخ أطلقته القوات الأوكرانية. وسينشر فريق التحقيق الهولندي اليوم نتائج تحقيقه في الكارثة.
ويذكر التقرير أنه في الوقت الذي لن يشير فيه المحققون بأصابع الاتهام لمن أطلق الصاروخ، إلا أنهم سيقدمون الأسباب التي جعلت الطائرة تطير فوق منطقة تشهد نزاعا عسكريا.
وتبين الصحيفة أن روسيا قد أطلقت 26 صاروخا من أربع بوارج حربية راسية في منطقة جنوب غرب بحر قزوين. ومرت صواريخ "كاليبر- أن كي" بإيران والعراق قبل أن تضرب 11 موقعا في الرقة، وهي عاصمة ما تعرف بالخلافة الإسلامية، بالإضافة إلى إدلب وحلب. مشيرة إلى اعتقاد الولايات المتحدة بأن أربعة صواريخ قد سقطت في الطريق على الأراضي الإيرانية، وأصابت عددا من المزارعين.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه بحسب مجلة وكالة سلامة الملاحة الجوية الأوروبية، فإنه: "قبل وصول الصواريخ إلى سوريا، فإنها تمر فوق بحر قزوين والعراق وإيران، وتحلق تحت مسار الطيران الذي تستخدمه الطائرات التجارية". لافتا إلى أن وكالة السلامة التابعة للأمم المتحدة أرسلت رسالة رسمية لروسيا وتركيا وإيران، وسألت فيها عن تهديدات محتملة على الطيران المدني.
وتكشف الصحيفة عن أن النشرة الأوروبية لم تطلب من الطيران تغيير مساره، لكن عددا من شركات الطيران غيرت مسارها، وأصبحت تحلق فوق السعودية ومصر، وغيّر الطيران الفرنسي مساره. وقال متحدث باسم الشركة إنها غيرت المسار مؤقتا "واستخدمت القواعد الخاصة؛ لتجنب التحليق فوق إيران وبحر قزوين، متبعة بذلك التوصيات الأمنية".
ويوضح التقرير أنه عادة ما تتردد شركات الطيران بتغيير مساراتها الجوية؛ لأنه يكلفها مالا كثيرا بسبب طول الطريق والوقود الذي تستخدمه الطائرة في الرحلة. ووجهت انتقادات للطيران الماليزي بعد سقوط الطائرة، رحلة "إم أتش 17" على الأراضي الأوكرانية؛ لأنها ظلت تحلق فوق مناطق تشهد حربا.
وتنوه الصحيفة إلى أنه عادة ما تحلق صواريخ "كروز" على مدى منخفض مقداره 600 قدم؛ حتى تتجنب الرادار تحت المعدل العام الذي تحلق عليه الطائرات التجارية وهو 30 ألف قدم، لكن أي تصادم عادة ما يترك وراءه كوارث.
وينقل التقرير عن متحدث باسم الخطوط الجوية البريطانية، قوله إن خطط الرحلات تتفاوت من رحلة إلى أخرى، لكن الأولوية الأولى هي سلامة الركاب والطاقم. وأضاف: "نعقد اجتماعات منتظمة مع مسؤولي الحكومة والوكالات الأمنية ومنظمات الملاحة الجوية، ونقوم بتعديل خطط الرحلات بطريقة مناسبة"، وأكد قائلا: "لن نحلق في فضاء إلا إذا تأكدنا من سلامته".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن شركة "لوفتهانزا" الألمانية قالت إنها لم تغير من خطط رحلاتها في المنطقة؛ لأنها لم تر أي داع لفعل ذلك، بناء على المعلومات المتوفرة.