سياسة عربية

ما هي قصة "محجبات حزب الله العونيات" في لبنان؟

الحجاب كشف هوية المتظاهرات من خارج "التيار الوطني الحر" المسيحي - أرشيفية
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إعلامية صورا لمتظاهرات يرتدين الحجاب مع حزب "التيار الوطني الحر" المسيحي، التابع للعماد ميشيل عون، في حين لا ترتدي المتظاهرات المسيحيات الحجاب، ما يثير تساؤلات حول هويتهن وانتمائهن.

يأتي ذلك في وقت تنتشر فيه شائعات في الضاحية الجنوبية الخميس، تقول إن حزب الله يجهز شبابا وصبايا من أنصاره للالتحاق بتظاهرة العونيين التي جرت الجمعة، وهو ما نفته مصادر حزبية كانت صرحت لإعلاميين بأن لا صحّة لهذه الإشاعات، وأن حزب الله لن يرسل أحدا من مناصريه إلى ساحة الشهداء، وأن عون هو زعيم الشارع المسيحي دون منازع، وهو قادر على حشد عشرات الألوف بسهولة.

وقال موقع "جنوبية" اللبناني الشيعي، المعارض لحزب الله، إن "ما كان يجري في الخفاء هو عكس ما أعلن تماما، إذ تجمعت الباصات الصغيرة بعد ظهر الجمعة في شوارع ومفارق رئيسية في منطقتي الغبيري وحارة حريك في الضاحية الجنوبية المشرّفية تحديدا وعند جسر المطار؛ لتنقل مئات الشباب والشابات باتجاه وسط بيروت للالتحاق بالمظاهرة العونية".

وأضاف الموقع أن "القادمات من الضاحية الجنوبية والمناطق فضح انتماءهن الحجاب الشرعي الذي يعتمرنه على رؤوسهن، حين ظهرن صغيرات في السن دون العشرين بشكل عام، ما يدل على أنهن طالبات في المرحلة الثانوية"، مشيرة إلى السيدات المحجبات الأكبر سنا القادمات من المناطق الشيعية.

وقال الموقع إن "حزب الله الخبير في التحشيد الشعبي أيقن أن وضع حليفه الجنرال عون بات غير مُرْض على هذا الصعيد، ومن المعروف أن الحزب قام في انتخابات عام 2009 بتدريب ماكينة "التيار الوطني الحر" الانتخابية"، مشيرا إلى أن الحزب "هو الأدرى والأقدر إحصائيا وتقنيا على معرفة الحقيقة في الشارع المسيحي، خصوصا بعد الانتخابات الأخيرة لرئاسة التيار الوطني الحر وفوز صهر الجنرال عون، جبران باسيل بالرئاسة بالتزكية، ما خلّف تململا وتضعضعا في القاعدة الشعبية، على اعتبار أن باسيل شخصية غير محبوبة من قبل كوادر التيار، ومتّهما من قبلهم بأنه يستحوذ على غالبية المناصب والمنافع، مستندا على مرجعيّة عمّه الجنرال عون وزعامته التاريخية"، بحسب الموقع.

واعتبر الموقع أن "عدد متظاهري عون وحلفائه أقل من مظاهرة المجتمع المدني التي حصلت السبت الماضي، مشيرة إلى "تحسس" الجنرال بسبب شعاراتها التي ساوت بين كل الأقطاب والسياسيين، فرفعت صورهم كفاسدين، وأطنبت في التهجّم عليهم من ناحية طائفيتهم واستهتارهم بمصلحة الناس وسرقتهم للمال العام، على حد تعبير الموقع.

واختتم الموقع تقريره بالقول: "إذا كان ميشال عون -صاحب التاريخ النضالي- لا يجد حرجا في أن يضع نفسه وتياره في مجابهة شباب المجتمع المدني ومطالبهم المحقّة اليوم، وهو لم يجد حرجا سابقا في السنوات الماضية أن يغيّر في تموضعه من المعادي إلى الحليف للنظام السوري، وأن يغطي سلاح حزب الله ووظيفته داخليا وخارجيا، فإن تراجع الشعبية بات مكشوفا"، داعيا إياه لأن "يترجّل من على منبر السياسة، التي لم يعرف أصولها يوما، وأن يرحل بهدوء، ولا يفكر لا بتاريخه ولا حتى بإرثه، فجبران كفيل بعد ذلك بتبديد ذلك الإرث بشكل كامل"، على حد قول الموقع.